القدس: استلمت السلطات الاسرائيلية صندوقا من الصليب الاحمر جاء من جنوبي لبنان فيه مجموعة من أشلاء لجنود اسرائيليين تعود لفترة الاشتباكات بين مقاتلي حزب الله والجيش الاسرائيلي ابان حرب لبنان قبل عامين.

الحكومة الاسرائيلية لم تعلق رسميا واكتفت بالقول إن ما حدث كان خطوة احادية من حزب الله الذي سلم الصندوق إلى الصليب الاحمر بعد أن تسلم الاسير اللبناني نسيم نسر. وزارتا الدفاع والخارجية امتنعتا عن التعليق، ومصادر سياسية قالت إن ما حدث فاجأ الحكومة التي لم تكن على دراية بالامر، فالوسيط الالماني لم يتحدث ابدا عن موضوع الاشلاء.

عندما اعلن عن الموضوع توجهت لجنة من رجال الدين اليهود إلى الحدود الشمالية لمعاينة الاشلاء ومن ثم نقل الصندوق إلى مركز ابو كبير لتشريح حيث عينت لجنة خاصة لدراسة الاشلاء وتحديد إلى أي جندي تعود وستقوم اللجنة بإبلاغ اهالي القتلى.

الاطباء سيحتاجون إلى بعض الوقت لدراسة الحمض النووي لكن مصادر طبية أكدت أن الاشلاء ليست للجنديين الاسيرين في لبنان مما لا يعطي اجابة شافية لاسرائيل حول مصيرهما. فلم يعرف لغاية الان اذا كانا على قيد الحياة أم لا والاهالي تفاجأوا أيضا من الصندوق فهم على اتصال مباشر مع رئيس الحكومة للاطلاع على آخر أخبار صفقة التبادل التي لم تعلن اسرائيل عن قبولها لغاية الان رسميا.

الصليب الاحمر كان قد تسلم الاسير نسيم نسر الذي أمضى ست سنوات في السجون الاسرائيلية بتهمة التجسس لصالح حزب الله وبعد عدة أسابيع من سجنه اداريا ابلغت محاميته بأنه سيفرج عنه وبالفعل نقل إلى شمالي اسرائيل ومن ثم إلى لبنان عبر الصليب الاحمر.

بعد أن سلم نسر إلى المسؤولين اللبنانين سلم وفيق صفا مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله الصندوق إلى الصليب الاحمر لكي يرجعوا به إلى اسرائيل. الناطقة باسم المنظمة الدولية قالت إنها كانت مفاجأة ولم تكن على دراية بالامر. المحللون والمراقبون في اسرائيل قالوا إن ما حدث هو جزء من خلق مناخ مناسب للمضي قدما لاتمام صفقة التبادل والبعض قال إن ما حدث كان مرتبا وبمعرفة الوسيط الالماني.

ذلك يبقى تحت عنوان التحليلات، فهذا النوع من المفاوضات السرية حول تبادل الاسرى يبقى طي الكتمان من قبل الجانبين لتفادي أي خطأ. أخيرا فإن أحدا لم يؤكد اذا ما تمت الموافقة على صفقة التبادل لغاية الان بعد مرور حوالي عامين على حرب لبنان.