فتح تحقيق حول هروب أحداث من إصلاحية وتوقيف مسؤولين
مسلسل الفرار من سجون المغرب يستهوي حتى الصغار!

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: يبدو أن مسلسل الفرار من السجون بالمغرب استهوى الأحداث أيضا، فبعد هروب تسعة معتقلين من السلفية الجهادية وبارون مخدرات من السجن المركزي في القنيطرة، وتاجر مخدرات من سجن الناظور، وإحباط محاولتين، جاء الدور على quot; الصغار quot;، إذ أفادت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، اليوم الإثنين، أن خمسة سجناء أحداث ( الحق العام ) فروا، ليلة الأحد-الاثنين، من إصلاحية سلا. وأوضحت المندوبية في بلاغ لها أنه بمجرد الإخبار بالحادث على الساعة السادسة و15 دقيقة صباحا، التحق بمركز الإصلاح والتهذيب المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج, حيث عاين الوضع وطلب فورا حضور الشرطة القضائية لفتح تحقيق مستعجل ومعمق مع العاملين بالمؤسسة، ومعرفة ظروف وملابسات الفرار، وإصدار مذكرات بحث في حق الفارين.

وأضاف المصدر ذاته أنه بعد تفقد جميع مرافق المؤسسة والوقوف على عدة هفوات وتقصير في العمل، قرر المندوب العام توقيف مدير الإصلاحية ورئيس المعقل بها مؤقتا وبشكل فوري، وتكليف مدير السجن المحلي بسلا بالنيابة على رأس الإصلاحية. وتواصل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بالمغرب البحث عن ثمانية سجناء سلفيين، من أصل تسعة، فروا من سجن القنيطرة، بعد اعتقال واحد منهم، شهر نيسان (أبريل) الماضي، في حي المحيط بالعاصمة الرباط.

ويوجد ضمن لائحة الفارين أيضا كمال الشطبي (محكوم ب 20 سنة سجنا)، الذي سبق أن التقى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان، وعبد الهادي الذهبي (محكوم بالإعدام)، وهشام العلمي (المؤبد)، ومحمد مهيم (المؤبد)، وعبد الله بوغمير (المحكومة بالمؤيد)، وحمو الحساني (المحكوم بالإعدام)، ومحمد الشاذلي (المحكوم بالمؤبد).

وتوبع هؤلاء في قضايا تتعلق باعتداءات 16 مايو (ايار) في الدار البيضاء سنة 2003، ويعدون عناصر خطيرة، لكونهم متورطين في اغتيال رجال سلطة وأمن، وتهيئ لهجومات إرهابية على منشآت اقتصادية وأخرى سياحية بمدينة أكادير، من بينها معمل الغاز بآنزا ومبنى لشخصية وازنة بالطريق الرئيسية في اتجاه تاغازوت، والميناء التجاري لأكادير.

ويأتي هذا في وقت تنتظر السلطات في الرباط أن تتسلم من نظيرتها في مدريد بارون المخدرات محمد الطيب الوزاني المعروف بـ quot;النينيquot;، المدان بثماني سنوات سجنا ضمن ملف quot;منير الرماشquot;، الذي quot;تحررquot; من قضبان سجن القنيطرة. ويحاول دفاع quot;النينيquot;، الذي يوجد حاليا في أحد السجون الإسبانية، أن يثبت أن موكله يحمل الجنسية الإسبانية، وبالتالي يجب عدم تسليمه إلى المغرب.

واستفاق المغاربة، قبل أيام، على خبر قيام أربعة أشخاص مسلحين بقنبلة مسيلة للدموع وسيوف بمهاجمة حارسا بالسجن الفلاحي بزايو بإقليم الناظور (شمال المملكة)، كان يرافق أحد السجناء من الإدارة إلى مركز السجن، الذي جرى خطفه واقتياده إلى وجهة مجهولة. ويتعلق الأمر بالسوسي ميمون، الذي يقضي عقوبة سجنية لمدة ثمان سنوات نافذة بتهمة الاتجار في المخدرات، منذ 18 ماي2007.

وتعد هذه العملية الثانية من نوعها، إذ سبق، خلال السنة الماضية، أن هرب معتقل يدعى منعم من السجن ذاته عبر الطريقة نفسها.وبعد فضيحة القنيطرة، عين الملك محمد السادس مدير عاما سابقا للأمن الوطني على رأس إدارة السجون وإعادة الإدماج. ويتعلق الأمر بمولاي حفيظ بن هاشم، الذي عين في إطار الإصلاح العميق الذي ستعرفه هذه المؤسسة، بمقتضى الظهير الشريف المتعلق بتعيين المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وبتحديد اختصاصاته.

وأعطى العاهل المغربي، بهذه المناسبة، تعليماته بالحرص على توفير الأمن والانضباط داخل المؤسسات السجنية، وعدم السماح بأي خرق أو تجاوز للقوانين. جرى أيضا تعيين سفيان أوعمرو، مديرا مكلفا بسلامة السجناء والأشخاص والمباني والمنشآت المخصصة للسجون، وكذا مصطفى حلمي، مديرا مكلفا بالعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وبإعادة إدماجهم.