مقديشو: يواجه ملايين الصوماليين نقصاً حاداً في الغذاء والماء، الأمر الذي يهدد حياتهم بخطر الموت جوعاً، والذي قد يترتب عليه أسوأ مجاعة منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، وفقاً لما أعلنته اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، الأربعاء
وقال رئيس وفد المنظمة الدولي إلى الصومال، باسكال هوندت، في بيان مكتوب: quot;يمر الشعب الصومالي بأزمة خانقة.. إننا شهود على أسوأ مأساة منذ تلك التي شهدها الصومال خلال العقد الماضي.quot;
وكانت آخر مجاعة حادة شهدها الصومال قد وقعت في الفترة بين عامي 1991 و1993، حيث اجتاحت معظم الأراضي الصالحة للزراعة، ونجم عنها وفاة ما بين 240 و280 ألف نسمة، كما شردت مليونين، وفقاً لمكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة.
وينظر عمال الإغاثة إلى أزمة الغذاء في الصومال باعتبارها واحدة من بين أسوأ المجاعات في العالم، ذلك أن مئات الآلاف من الصوماليين يجدون أن محاصيلهم الزراعية جفت جراء حالة الطقس، الذي أدى كذلك إلى نفوق الدواجن والحيوانات الأليفة، الأمر الذي بات يهدد بخطر وقوع مجاعة.
ويساهم استمرار الصراع المسلح في وسط الصومال وجنوبه في تفاقم الأوضاع وزيادتها سوءاً، بحيث أنه تحول دون وصول الناس إلى الملاذ الآمن، أو الحصول على الرعاية الصحية الملائمة.
وكشف البيان أن أعداداً متزايدة من الصوماليين أصبحت تعتمد على المساعدات الإنسانية، حيث تشير خطة برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة quot;كيرquot;، إلى أنها بصدد توزيع مساعدات غذائية لمدة أربعة شهور على نحو نصف مليون صومالي خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وطلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات من المانحين لتوفير مساعدات عاجلة، تشمل الأغطية وأدوات مطبخية ومواد أخرى لتوفير ملاذ لنحو 150 ألف صومالي.
ورفع برنامج الغذاء العالمي إنفاقه في الأراضي الصومالية إلى 163 مليون دولار، وذلك على هيئة مواد غذائية، وفقاً لما أعلنه في مؤتمر صحفي في العاصمة الإيطالية، روما، الأربعاء.
وإضافة إلى الجفاف والصراع المسلح، فإن التضخم الكبير في أسعار المواد الغذائية والوقود ساهما في تفاقم الأوضاع الإنسانية سوءاً في الصومال.
ويشير البيان إلى أن الظروف نفسها تعاني منها عدة دول مجاورة، مثل إثيوبيا، حيث يعاني قرابة 4.5 مليون نسمة من أزمة الغذاء، وأن نحو 126 ألف طفل بحاجة ماسة للمساعدة الطبية العاجلة لمكافحة سوء التغذية الحاد الذي يعانون منه.