أحمد البشري من الرياض: لطالما كانت الحدود السعودية - اليمنية، مسرحاُ للأحداث بين الجانبين، فحين تهدأ العلاقة بين الحكومتين، تبدأ القبائل المتشابكة على طول الحدود بصنع الحدث، الأخبار هذه المرة تأتي من وادي العين وحورة بوادي حضرموت، التي تشير إلى اختطاف 4 مسلحين من قبيلتي دهم ومراد اليمنيتين، لرجل أعمال سعودي ينتمي لقبيلة نهد، وذلك في قرية شفولة آل يمين بمحافظة حضرموت.

الرواية كما تم تداولها في الصحف اليمنية المحلية، بدأت حين تظاهر أحد المسلحين بتحية رجل الأعمال محمد بن سالمين آل يمين النهدي، وحين توقف بن يمين أشهر بقية المسلحون، أسلحتهم في وجهه وصعدوا به في سيارة هايلوكس واتجهوا به إلى جهة غير معلومة. يشار إلى أن مصادر مقربة ذكرت بأن الشيخ بن يمين أثناء اختطافه كان في طريقه من بيته لتوصيل أبنائه إلى المدرسة بمنطقة لخماس برفقة السائق وشيخ آخر قبل اعتراضهم من المجموعة المسلحة.

الأخبار جاءت بعد ذلك، تؤكد أن المجموعة المسلحة، أخذت المختطف إلى مأرب حيث ما يزال محتجزاً هناك، وبأن هناك مالا يقل عن 3 ألاف رجل من قبائل نهد في منطقة مأرب بكامل عتادهم وسلاحهم، يواصلون اجتماعاتهم للتوصل إلى حلول، بعد أن فشلت الحكومة اليمنية في إعادة المختطف السعودي، إضافة الى محاولات قبائل عبيدة ودهم ومحافظ مأرب لاحتواء الأزمة ورد اعتبار القبيلة.

العشرات من أفراد قبيلة المختطف توافدوا من المملكة ومن اليمن ومعهم شقيق المخطوف سالم بن سالمين النهدي، واتجهوا إلى محافظتي مأرب والجوف حيث يرجح تواجد الخاطفين. في الوقت ذاته عقد مشائخ وأعيان قبيلة نهد ومواطنين لقاء في بيت الحكم صالح بن علي بن ثابت بمنطقة قعوضه بمديرية وادي العين وحوره وبحثوا تداعيات القضية.

كما قام سالم أحمد الخنبشي محافظ محافظة حضرموت بالالتقاء بالحشود التي جاءت من كل مكان ، مؤكداً رفض الحكومة اليمنية، لجميع الأعمال الخارجة عن القانون وحرصها على استباب الأمن والاستقرار وسكينة المجتمع.

القوات العسكرية والأمنية وصلت إلى منطقة الخاطفين بمحافظة الجوف، والأخبار تشير إلى أن حصاراً وطوقاً أمنياً فرضا على الخاطفين، مع الإبقاء على فرصة المفاوضات مع الخاطفين لتسليم أنسفهم وتحرير المختطف السعودي محمد سالمين بن يمين النهدي الملقب quot;بزيعquot;.

في الوقت ذاته، تشير الأنباء إلى اتهام قبائل نهد لقيادة اللواء، الذي يتولى أفراده حماية النقاط الأمنية المنتشرة على طول الخط، وتحمليهم مسؤولية التواطئ مع الخاطفين حيث تساءلوا كيف مروا على عدد ما يزيد على quot;10-15quot; نقطة أمنية مشددة، وأن هناك خلافا أيضاً بين السلطة المحلية وقيادة اللواء حيث حملوهم مسؤولية كل الحوادث الأمنية التي شهدتها حضرموت في الفترة الأخيرة، ومرور السلاح والمتفجرات من وإلى حضرموت.

وقد تباينت الآراء حول أسباب دواعي الاختطاف حيث تؤكد بعض المصادر القبيلة، أن أسباب الاختطاف تعود إلى قضايا مالية وأراضي في محافظة حضرموت، في حين ترفض أطراف أخرى هذه الرواية وتربطها بأسباب خلافات على quot;بعض البضائعquot;. فيما يطالب المختطفون بفدية مالية مقدارها عشرة مليون ريال سعودي مقابل الإفراج عن المختطف.

وحسب جريدة quot;الوطن السعوديةquot;، والتي تصدر من أبها المنطقة القريبة والمحاذية للحدود اليمنية، فقد هدد نواب كتلة حضرموت في البرلمان اليمني أمس بترك صنعاء ومقاطعة جلسات مجلس النواب اليمني في حالة عجز سلطات الأمن عن إطلاق رجل الأعمال اليمني محمد بن سالمين بن يمين النهدي والقبض على الخاطفين وتسليمهم للنيابة تمهيدا لمحاكمتهم.

وقال عضو مجلس النواب مبخوت بن مبارك بن ماضيquot; إنها حادثة غريبة على محافظة حضرموت بشكل عام وأنا وكتلة حضرموت في البرلمان اليمني نواصل ضغطنا على الدولة للإفراج عن ابن يمين ولا نريد حلا قبليا ولا عرفيا وإذا لم يتم الإفراج عن ابن يمين وتسليم الخاطفين في أقرب وقت فسيكون لنا موقف آخر وسنقوم بمقاطعة البرلمان اليمنيquot;.

وكان الخاطفون قد أجروا اتصالا هاتفيا أمس بمنزل شقيقه السعودي سالم بن يمين في محافظة جدة. ووفقا للوليد بن خالد بن سالم بن يمين حفيد المخطوف الذي استقبل الاتصال فإن الاتصال تم إجراؤه من هاتف جوال يمني أفاد خلاله أحد الخاطفين أن جده quot;محمدquot; المخطوف مريض ويحتاج إلى طبيب. وقال إن المتحدث أصر على ذكر اسم طبيب محدد في محافظة الجوف اليمنية، وأشار الوليد إلى أنهم بعد شعورهم بأنه كشفت نواياهم من الاتصال بزيادة التوتر بادروا إلى قطع الاتصال، فيما قال إنه فوجئ بعدها بساعات بتلقي اتصال من جده المخطوف يؤكد فيه أن صحته جيدة وأنه بخير، مما أكد لهم أن الخاطفين كانوا يريدون زيادة توتر ذوي المخطوف للاستجابة لمطالبهم.