القدس: أظهرت صور فيديو التقطتها كاميرا مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين ينهالون بالضرب على فلسطينيين في الضفة الغربية. وقال راعي كبير في السن وزوجته وقريب له إنه تم الاعتداء عليهم من قبل أربعة ملثمين وذلك لسماحهم لقطيع من الماشية أن يقترب من مستوطنة سوسيا. وقالت مجموعة بيت سليم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن كاميرات الفيديو سلمت للفلسطينيين من أجل أن يستطيعوا إثبات الاعتداءات عليهم من قبل المستوطنين. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن تحقيقا قد فتح حول هذا الاعتداء. وحتى اللحظة لم يتم اعتقال أي شخص.
يشار إلى أنه خلال العام الماضي قامت مجموعة بيت سليم بتسليم كاميرات فيديو إلى الفلسطينين وذلك ضمن مشروع يهدف إلى توثيق اعتداءات الإسرائيليين عليهم. وقد منحت البي بي سي فرصة حصرية للإطلاع على صور هذا الاعتداء تحديدا وبثها. ويشير زمن وتاريخ الصور إلى عصر يوم الأحد الماضي.
وتظهر الصور أربعة ملثمين يسيرون على تل ويحملون مضارب بيسبول والى اليمين تقف سيدة فلسطينية عمرها 58 عاما. هذه السيدة هي ثمام الناواجة، والتي كانت ترعى أغنامها بالقرب من مستوطنة سوسيا الإسرائيلية التي تقع بالقرب من الخليل في الضفة الغربية. وخلال ثوان يتم الاعتداء على ثمام وزوجها وقريب لها بالضرب المبرح من قبل الملثمين. وفور الضرب تقوم زوجة ابن ثمام، والتي كانت تحمل الكاميرا وتصور، بترك الكاميرا والجري نحو أقربائها الذين يتعرضون للضرب. ويعد الاعتداء أمضت ثمام ثلاثة أيام في المستشفى للتشافي من جراحها.
وعندما تم الالتقاء بها أظهر وجهها جروحا وكسورا بليغة وعين متورمة. وقالت ثمام لي بصوتها المتعب الذي يشبه الهمس إن quot;المستوطنين أعطونا عشر دقائق كمهلة لترك الأرضquot;. ورفضت ثمام وزوجها ترك الارض. وعند هذه النقطة بالتحديد يعلو صوت ثمام وهي تقول لي: quot;إنهم لا يريدوننا أن نبقى على أرضنا. لكننا لن نرحل. سنموت هنا. إنها لناquot;.
وبالفعل فإن دول العالم تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية مثل مستوطنة سوسيا غير شرعية وتم بناؤها على أراض محتلة. وهذه المستوطنات هي محور كبير من محاور الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الأعوام الإحدى والأربعين الماضية.
والمواجهات الحالية لا يتم التقاطها غالبا بالكاميرا ولكن هذا الأمر بدأ في التغير. فالاعتداء بالقرب من سوسيا تم تصويره عبر كاميرا من ضمن 100 كاميرا سلمتها بيت سليم إلى الفلسطينيين في المنطقة. والفكرة التي تقف خلف مشروع بيت سليم هي أن المشاكل عندما تحدث، فإن التصرف الأفضل هو توثيق الاعتداءات عبر كاميرات الفيديو بدلا من تسليم بيان للشرطة الإسرائيلية أو الجيش.
ويقول مدير المشروع أورين ياكوبوفيتش إن quot;الفرق كان مدهشا. فعندما كان لديهم كاميرا كان لديهم الدليل على أن شيئا حدث. الآن لديهم شيء يمكن استخدامه كسلاحquot;. وقد طلبنا من المتحدث باسم سوسيا التعليق على الاعتداء لكنه رفض.
وداخل إحدى خيام الفلسطينيين الذين يقيمون بالقرب من سوسيا شاهدنا الصور التي توثق ما بعد الاعتداء حيث يظهر فيها الضحايا وهم مخضبون بدمائهم وينتظرون الإسعاف. وخلال مشاهدة الصور لمعت الأعين الواسعة للأطفال الذين كانوا يشاهدونها معنا على شاشة التلفزيون الصغيرة. لطالما كان العنف ضد اليهود والفلسطينيين يلقي بظلاله المظلمة على هذا المكان. لكن هذه الصور ربما تمنحنا الآن نظرة جديدة وواقعية لما يحدث. لكن بالنسبة لمعظم الناس هنا فإن الحل، وهو التسوية السياسية، يبدو بعيدا عن التحقق.
التعليقات