نجلاء عبد ربه من غزة،وكالات: اعلنت جامعة الدول العربية ان امينها العام عمرو موسى سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الاردنية عمان خلال الساعات ال24 المقبلة على هامش مشاركة موسى في مؤتمر (الحائزين على جائزة نوبل) الذي سيعقد خلال هذا الاسبوع في مدينة (بترا) الأثرية. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة السفير محمد صبيح ان المباحثات ستتناول الأوضاع الفلسطينية في ضوء مبادرة عباس للحوار الوطني الفلسطيني. وأضاف صبيح ان الجامعة على اتصال وتشاور مع مختلف الأطراف الفلسطينية بما فيها حماس لهذا الغرض.
وحول رؤية الجامعة لمستقبل الحوار مع مرور عام على الانقسام الجغرافي بين الضفة الغربية وغزة في مثل هذا اليوم من عام 2007 قال ان الجامعة تؤيد الجهد العربي والارادة الفلسطينية على طريق الحوار وتغليب المصلحة الفلسطينية. وأعرب عن أمله في أن تعود الأمور الى ما كانت عليه بوحدة وطنية فلسطينية تلتف حول عنوان وقيادة ومشروع فلسطيني واحد حتى تستطيع الجامعة ودولها أن تدافع عن الموقف الفلسطيني دون أن يقال من أطراف دمرت عملية السلام في المنطقة ان هناك خلافا فلسطينيا.
وقال ان هذه مناسبة تاريخية والجامعة منذ أحداث غزة تتابع هذا الملف بكل دقة دون اعلان مؤكدا ترحيب الجامعة بقرار وقف الحملات الاعلامية بين فتح وحماس لان هذه الحملات أساءت كثيرا للشعب الفلسطيني وقضيته quot;وهذه الخطوة سيبنى عليها في القريب العاجلquot;. ودانت الجامعة تواصل الاستيطان الاسرائيلي في محيط القدس الشرقية المحتلة مؤكدة ان اسرائيل تعمل لافساد أي عملية سلام في المنطقة خاصة مع الفلسطينيين.
وقال صبيح ان اسرائيل تعمل على تعطيل عملية السلام وتقف ضد أي تقارب فلسطيني فلسطيني بشدة متوقعا اتخاذها اجراءات عنيفة لتخريب هذا التقارب. وطالب بالحذر وتفويت الفرصة لأن اسرائيل ستقوم بمزيد من الاستيطان وتوجيه ضربة قاصمة لأي تقارب فلسطيني فلسطيني وللتحرك العربي.
وأوضح أن مصر تقوم بجهد كبير لتحقيق تهدئة في الاراضي الفلسطينية وتحرك عربي في مجلس الأمن حول الاستيطان مشيرا الى أن مشروع القرار السعودي حول الاستيطان حصل على تأييد المجموعات الاقليمية في الأمم المتحدة. وقال quot;سنرى كيف ستتصرف واشنطن تجاه هذا الأمرquot; معتبرا أن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس حول الاستيطان quot;غير كافيةquot;.
وأوضح أن الاستيطان يحتاج لاجراءات حازمة من واشنطن التي عليها مسؤولية بموجب تعهدات انابوليس لوقف الاستيطان محذرا من أن الاستيطان سيفسد عملية السلام. وحول وجود مخاوف عربية من استخدام واشنطن حق الفيتو ضد مشروع قرار عربي في مجلس الأمن حول الاستيطان قال صبيح quot;نتمنى الا تقوم واشنطن بهذه الخطوة لأن سمعتها في المنطقة في وضع سيء جراء موالاتها لاسرائيل وتقديم دعم لها في الاستيطان وحماية عدوانها ضد الشعب الفلسطينيquot;.
سعدات يدعو لدعم مبادرة عباس للحوار الفلسطيني
بدوره دعا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير quot;احمد سعداتquot;، لتكثيف الجهود لدعم مبادرة الرئيس محمود عباس للحوار الوطني لإنهاء الانقسام والاستفادة من التجربة اللبنانية لوضع حد للماسي والكوارث التي حلت بقضيتنا جراء استمرار الحالة الفلسطينية الراهنة.
وعبر عضو المجلس التشريعي سعدات خلال زيارة مؤسسة مانديلا له في سجن هدريم الإسرائيلي، عن أمل الأسرى أن تشق الدعوة التي أطلقها الأخ الرئيس أبو مازن للحوار الوطني الشامل والتي كانت خطوة في الاتجاه الصحيح، للخروج من حالة الانقسام التي يعيشها الشعب الفلسطيني وأضعفت نضاله وصموده، مضيفا quot;شعبنا لا يحتاج إلى من يسيطر عليه فقد سئم كل أشكال السيطرة وخنق خياراته الوطنية الكفاحية بل هو بحاجة إلى من يقوده في نضاله ومقاومته من أجل تحقيق أهدافه والعيش بكرامة وعزةquot;.
وأكد الأمين العام للجبهة الشعبية على ضرورة وضع آليات للحوار الداخلي من أجل تحقيق أهدافها وإعادة الوحدة لكل مؤسسات الشعب الفلسطيني القيادية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية عبر تنفيذ اتفاق القاهرة بشأن تفعيلها وتطويرها وإعادة بنائها بتشكيل مجلسها الوطني المنتخب. إلى ذلك، دعا أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح، مستشار الرئيس لشؤون منظمة التحرير، اليوم، حركة حماس إلى قول نعم لمبادرة الرئيس لاستعادة وحدة الوطن. وقال عبد الرحمن، في تصريح صحفي، quot;لا نريد ترحيبا كلاميا بمبادرة الرئيس لحوار وطني شامل، بل ترحيبا عمليا لاستعادة الوحدة الوطنية وهو ما لم تقله بعد حركة حماسquot;. وثمن عبد الرحمن التجاوب الشعبي والوطني مع المبادرة التي أطلقها الرئيس للحوار الوطني الشامل.
ودعا إلى تحرك جماهيري واسع وتحرك المجتمع المدني والفصائل والقوى الوطنية وقطاعات الرأي العام للتعبير عن التجاوب مع مبادرة الرئيس للحوار الوطني الشامل، مشيرا إلى أن هذه المبادرة فتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الفلسطينية الداخلية، وهذه الصفحة يجب أن يتجاوب معها الجميع لإعادة البناء الوطني وتحديدا في قطاع غزة على أساس الشراكة والتعددية والديمقراطية وعدم الانفراد أو استفراد أي طرف بقيادة المجتمع الوطني، ولا نريد استخدام القوة لحل الخلافات الداخلية ذات الطبيعة السياسية التي يكون حلها بالحوار والتعامل الإيجابي.
وأعتبر عبد الرحمن مبادرة الرئيس محمود عباس quot;امتحان كبير لحركة حماسquot; وقالت وسائل الإعلام المختلفة ان مبعوثين من مكتب الرئيس محمود عباس وصلوا لقطاع غزة اليوم، على رأسهم quot;حكمت زيدquot; الذي تم إرساله من قبل الحركة إلى السنغال للتحاور مع حركة حماس.
وفي السياق، أكد القيادي في حركة فتح أحمد حلس أن مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحوار الداخلي فرصة حقيقية ويجب الاستفادة خلال الحوار من التجارب السابقة، واستخلاص العبر من كل ما حدث، مشدداً على أنه لا أحد يستطيع أن يدعي أنه حقق إنجاز. وقال حلس quot;إن الوضع الفلسطيني ككل مأزوم وخاصة في قطاع غزة، ووصلت الأمور إلى ضرورة العمل الجاد من أجل إخراج الواقع الفلسطيني من هذه الأزمة، وهذا يتطلب حواراً جاداً ومسؤولاً، ولا أحد يستطيع القول إنه حقق إنجازاًquot;.
وأوضح أن مبادرة الرئيس جاءت quot;لتتبنى رؤية وطنية، وأخذت بعين الاعتبار مبادرات الفصائل الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، وهي متناغمة مع المبادرات العربية، والتي كان آخرها المبادرة اليمنيةquot;. وشدد على ضرورة أن يكون الحوار الفلسطيني، وطنياً شاملاً، وبمشاركة كافة القوى والفصائل الفلسطينية، وبرعاية عربية شاملة، دون تحديد البعد المكاني أو الجغرافي لهذه الرعاية. من ناحيته، قال صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ووزير الشؤون الاجتماعية الأسبق quot;إن الحوار الفلسطيني سيبدأ في القاهرة نهاية الشهر الجاري تحت رعاية الجامعة العربيةquot;. وأشار إلى أن من بين المقترحات للحوار تشكيل قوة عربية ستدخل قطاع غزة، لإعادة ترتيب الأوضاع ووضع برنامج لتشكيل أجهزة أمن من عناصر ليست لها ارتباطات فصائلية.
التعليقات