الرياض، القدس: يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء السعودية حيث يجري محادثات مع المسؤولين في المملكة، وذلك في أعقاب محادثات أجراها في عمان مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وذكرت وكالة الانباء السعودية ان quot;رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس سيصل الى الرياض الثلاثاءquot;، دون ان تعطي مزيدا من التفاصيل. وستاتي الزيارة اثر المحادثات التي اجراها عباس مع رايس الاحد في عمان والتي من المفترض ان تستكمل الاثنين بهدف اعادة اطلاق اللقاءات بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعد ان توقفت سلسلة الاجتماعات بينهما في مطلع اذار/مارس بسبب العملية الاسرائيلية الدامية في قطاع غزة.

كما تتزامن الزيارة مع الدعوة التي وجهها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس لاجراء حوار في غزة بين فتح وحماس. وفي 23 اذار/مارس الجاري، وافقت حركتا فتح وحماس على بدء حوار في صنعاء تمهيدا لمصالحة بينهما، وقد اعرب اليمن عن استعداده لاستضافته الشهر المقبل. وتتنازع الحركتان منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في حزيران/يونيو الماضي. لكن الخلافات سرعان ما برزت بعد ساعات على الاعلان عن هذا الاتفاق.

وتواصل رايس وساطتها بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية على امل اعطاء زخم جديد لعملية السلام على هذا المسار. لكن هذا الامل قد يتأثر بنشر تقرير جديد لحركة السلام الان المناهضة لسياسة الاستيطان الاسرائيلية حول استمرار البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، علما ان الاستيطان هو من اكثر المواضيع حساسية في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية التي تراوح مكانها. وقد اجرت رايس صباح الاثنين محادثات جديدة استمرت زهاء الساعة في القدس على مائدة فطور جمعتها برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.

ومن المفترض ان تجتمع لاحقا في احد فنادق القدس مع رئيسي فريقي المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني واحمد قريع. وبعد هذا اللقاء تعود رايس الى عمان لعقد لقاء جديد مع محمود قبل مغادرتها المنطقة. وكانت رايس وصفت الاحد القرار الاسرائيلي بازالة خمسين حاجزا منصوبة على طرق الضفة الغربية (من اصل 500) بهدف تحسين تنقل سيارات الفلسطينيين بانه quot;بداية جيدة جداquot;. وتدرس اسرائيل ايضا امكانية رفع حواجز اضافية بحلول ايار/مايو.

وفي تعقيب على القرار قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بعد لقائه رايس ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك quot;نقبل بهذه التسهيلات ليس كاجراء يكرس واقع الاحتلال والاستيطان، وانما نأخذ ما يمكن ان نأخذه لتعزيز قدرة المواطن الفلسطيني على الثبات والصمودquot;. ووافقت الدولة العبرية ايضا على التخفيف من قيود التنقل المفروضة على 1500 فلسطيني وعلى زيادة تراخيص العمل للفلسطينيين في اسرائيل بعدما بلغت البطالة مستوى خانقا. كما سمح لنحو سبعمئة شرطي فلسطيني بالانتشار في منطقة جنين في بشمال شرق الضفة الغربية، لكن اسرائيل قالت ان quot;مسؤولية الامن الشاملة ستبقى بيدهاquot;.

واغتنمت حركة السلام الان هذه الفرصة لنشر تقرير جديد اكدت فيه ان حوالى 500 مبنى تضم الاف المساكن هي قيد الانشاء منذ كانون الثاني/يناير في 101 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة. وقالت الحركة ان البناء بدأ في 275 مبنى في حين ان 220 مبنى اخر كانت حصلت على ترخيص قبل عدة سنوات، باتت جاهزة تقريبا. واضاف تقرير الحركة ان المستوطنين نجحوا في الاشهر الاخيرة في اقامة ما لا يقل عن 184 منزلا جاهزا اضافيا من دون اذن رسمي.

وتابع التقرير يقول ان ما لا يقل عن 750 مسكنا بدأ بناؤها في احياء يهودية في القدس الشرقية التي احتلتها الدولة العبرية وضمتها العام 1967 في مقابل 46 فقط العام 2007. واشارت حركة quot;السلام الانquot; الى ان عمليات بناء سجلت كذلك في 58 مستوطنة عشوائية اقيمت من دون ضوء اخضر من السلطات الاسرائيلية. وجدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في 26 اذار/مارس التأكيد ان عمليات بناء المساكن في المجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية ستتواصل.

ويشكل استمرار النشاط الاستيطاني حجر العثرة الرئيسي في المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي استؤنفت نهاية تشرين الثاني/نوفمبر خلال مؤتمر انابوليس الدولي في الولايات المتحدة. وتراوح هذه المفاوضات مكانها ايضا بسبب اعمال العنف الدامية بين الاسرائيليين والفلسطينيين اواخر شباط/فبراير واذار/مارس. وحثت اوروبا والولايات المتحدة اسرائيل على اصدار الاوامر بتجميد الاستيطان خلال هذه المفاوضات الامر الذي رفضه اولمرت.

ويعتبر المجتمع الدولي ان كل المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة هي غير شرعية احصلت على موافقة السلطات الاسرائيلية ام لا. وقد وصلت رايس السبت الى اسرائيل في زيارتها الثانية منذ بداية اذار/مارس بغية السعي الى استئناف اللقاءات المنتظمة بين اولمرت وعباس التي علقتها السلطة الفلسطينية بداية الشهر الحالي احتجاجا على عملية عسكرية اسرائيلية في قطاع غزة اوقعت اكثر من مئة قتيل فلسطيني.