إعلامه نفى تمركز مسلحين ... وتحرك طالب بالأمن اللبناني
حزب الله يكمن للجيش الإسرائيلي في جرود صنين
إيلي الحاج من بيروت:
أكد شبان من بلدة بسكنتا (في المتن الشمالي بجبل لبنان) احتجزهم مسلحون في أعالي جبل صنين الإستراتيجي الأحد الماضي لquot;إيلافquot; اليوم إنهم لا يشكون في أن هؤلاء المسلحين من quot;حزب اللهquot;، بدليل أن هؤلاء المسلحين أبلغوهم رسالة إلى أهالي بعض البلدات المجاورة بضرورة تحاشي الوصول إلى بقعة الجرود العالية لأن ثمة خشية حقيقية من قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات إنزال على غرار ما فعل سابقاً، خصوصاً في حرب صيف 2006. وبالتالي يقيم الحزب كمائن دائمة في تلك المنطقة وينتشر في غيرها من المناطق الإستراتيجية أيضاً.
وسيبقى مقاتلو الحزب في تلك المواقع ما دام خطر الإنزال الإسرائيلي قائماً. على مانقل عنهم الشبان الذين شاركوا اليوم في تحرك إحتجاجي عند سفوح جبل صنين في منطقة بسكنتا، طالب بتولي الجيش اللبناني وقوى الأمن الرسمية وحدها مسؤولية الدفاع عن كل المناطق اللبنانية وأمن سكانها، وعدم تحويل جبل صنين مربعاً أمنياً جديداً على غرار الضاحية الجنوبية. خصوصاً أن quot;الغرفة الفرنسيةquot; التي تردد أن مسلحي الحزب تمركزوا فيها تعد من رموز الحرب الأهلية في لبنان. وقد سقط مئات القتلى على مدى أعوام الحرب في الهجمات والهجمات المضادة للسيطرة عليها لأنها تتيح السيطرة على أجزاء واسعة من البقاع والمتنين الجنوبي والشمالي وجزء من كسروان.
وكان الفرنسيون في مرحلة الإنتداب أقاموا غرف مراقبة محصنة على قمم سلسلة جبال لبنان الغربية العالية لمراقبة ما يجري في البلاد عسكريا. وأبرز هذه الغرف في جبل صنين الذي يشرف على جبل لبنان وبيروت وسهل البقاع إمتداداً حتى الأراضي السورية وفلسطين المحتلة.
وقد امتنع المشاركون في التحرك اليوم عن التوجه إلى الأماكن التي يتمركز فيها المسلحون لتفادي إعطاء إي مجال كما قالوا للزعم أن تحركهم غير سلمي.
وقاد التحرك الإحتجاجي المنسق العام لquot;جبهة الحريةquot; الدكتور فؤاد أبو ناضر الذي قال لquot;إيلافquot; إن بياناً سيصدر عن الحركة التي يترأسها ويوضح الموقف من هذا التطور. وكان لقاء موسع عقد بدعوة من حزب الكتائب في بسكنتا مساء أمس للبحث في تفاعلات حادث الإختطاف.
نفي quot;حزب اللهquot;
وبعد صمت إستمر نحو خمسة أيام إثر إثارة هذه القضية، أصدرت العلاقات الإعلامية في quot;حزب اللهquot; بياناً جاء فيه: quot; quot;يبدو ان قوى 14 آذار/ مارس لجأت الى سياسة تميزها في خطابها الإعلامي يعتمد على : إكذب , إكذب , إكذب حتى يصدقك الناس , ولكن الناس لا يصدقونهم , ويعلمون أنهم يكذبون ويُفتنون ويحرضون. إن ما ذكره أقطاب من 14 آذار حول نقاط عسكرية في أعالي جبال صنين لـquot;حزب اللهquot; واتهامهم له باعتراض أفراد هو كلام عار من الصحة ولا أساس له، وكان عليهم ألا يوتروا الأوضاع بمثل هذه الأضاليل، وان يسألوا القوى الأمنية المعنية عن أي حادثة يريدون الاستفسار عنها إذا كانت موجودة، وهي المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة . ونحن نضع هذا الإفتراء برسم القوى الأمنية والقضاء لكشف هذه الادعاءاتquot;.
وكان الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل تحدث على أثر اختطاف شبان من بسكنتا الاحد الماضي عن أن quot;حزب اللهquot; يركز تجهيزات عسكرية ويربط في ما بينها على طول الخط الممتد من تومات نيحا- جزين (جنوباً) مروراً بصنين، وصولا الى منطقة اللقلوق في جبل لبنان بمواقع عسكرية للمراقبة معززة بمخافر. وتلاه رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع في مؤتمر صحافي أشار فيه إلى حادثتين وقعتا في مرتفعات جبل صنين بحسب برقية تلاها: laquo;حيث أوقفت مجموعة مسلحة من حزب الله 16 متنزهاً واستجوبتهم وأخذت أوراقهم الثبوتية ومن ثم طلبت منهم عدم التوجه مستقبلاً إلى المنطقة، كذلك أوقف مسلحون ملثمون متنزهين آخرين ودققوا في حاجاتهم ثم تركوهمquot;، سائلاً عن مبرر ذلك وquot;هل هناك أطراف قرية الغجر ( المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل) ؟ أم الحدود اللبنانية - السورية؟quot;. وشدد على أن laquo; الجهة الوحيدة المخولة توقيف المواطنين هي السلطات الشرعية اللبنانيةquot;.
وسألت مصادر قوى الغالبية عن quot;سبب ترك جهات أمنية غير رسمية تتحكم في أعالي الجبال المشرفة على المناطق اللبنانيةquot; مستغربة quot;التقاعس الرسمي وشبه الاستسلام لمنطق laquo;الدويلةraquo; ضمن الدولة (في اشارة الى حزب الله)quot;. وأكدت quot;التجهيز العسكري ووجود أجهزة لاسلكية ومخافر على قمم الجبال بذريعة مواجهة أي انزالات اسرائيلية محتملةquot;. وأوضحت ان الامر ليس جديدا بل مضت عليه أشهر طويلة ، لكنه ظهر الى العلن على أثر حادثة اختطاف شبان في صنينquot;.
وسأل عضو تكتل الجنرال ميشال عون النائب نبيل نقولا عن دور قوى الامن في الموضوع، وقال: laquo; لسنا حراس أحراج لنعرف ما يدور هناك هذه مسؤولية القوى الأمنية التي لم نسمع منها أي كلمة بهذا الشأن. جل ما يمكننا القيام به هو تعليق على بيان لجهاز امني لم نره حتى الساعة فكيف لنا ان نعطي رأينا في موضوع لسنا اكيدين منه؟ فليسأل عن الامر المولجون الحفاظ على الامنraquo;.
أما منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار/ مارس النائب السابق فارس سعيد فقال laquo;ان ما يحدث في صنين وجرود جبل لبنان يتطلب من الدولة والجيش اللبناني الإضاءة على هذا الموضوع وأخذ التدابير الآيلة الى توفير الامن لجميع القرى الواقعة على مقربة من جرود جبل لبنانraquo;.
وإذ جدد التأكيد على laquo;ان أمن المجتمع اللبناني فوق كل اعتبارraquo;، لفت الى ان quot;هذا الشعار سيكون في مواجهة شعار quot;أمن المقاومة فوق كل اعتبارquot; الذي رفعه حزب الله عند اجتياح بيروت والجبل. سنطالب بتولي الدولة وحدها المسؤولية عن توفير الأمن للبنانيينraquo;.
رؤية ضابط متقاعد
وقال ضابط متقاعد من سكان المنطقة لquot;إيلافquot; إنه يرجح وجود علاقة بين حوادث شهدها سهل البقاع، خصوصا في سعدنايل وتعلبايا ووجود المسلحين الأحد الماضي في صنين، أو أن الأمر قد يكون على علاقة بحماية قافلة أسلحة للحزب كانت تعبر في الطرق الجبلية. مشيراً إلى معلومات لديه عن أن المسلحين عندما أطلقوا وابلاً كثيفاً من الرشقات النارية على الشبان المتنزهين كانوا في غاية التوتر. لكنهم كانوا لطفاء خلال التحقيقات معهم. ولاحظ أن تركيز قوى الغالبية على هذا الموضوع يحرج حليف quot;حزب اللهquot; الجنرال ميشال عون الذي تحاشى وإعلام quot;تيارهquot; إبداء أي تعليق. ولاحظ أيضاً أن قادة quot;حزب اللهquot; يكررون في كل مناسبة هذه الأيام عزمهم على مساعدة الجنرال عون ليكون قوياً في الإنتخابات النيابية المقبلة سنة 2009، لكن حوادث من هذا النوع لا تقويه في بيئته على الإطلاق.
وسخر من المطالبة بتدخل قوى الأمن قائلاً إن عناصرها عندما يلتقون عناصر quot;حزب اللهquot; يرفعون أيديهم إستسلاماً، أما الجيش فلا تبدو قيادته بعد ما جرى في بيروت وبعض الجبل في وارد أي تدخل عندما يتعلق الأمر بهذا الحزب.
واستغرب أن يسكت الحزب عن الموضوع خمسة أيام رغم الضجة الإعلامية الكبيرة حوله، ليخرج بمجرد بيان إنكار، وكان الأحرى في رأي الضابط المتقاعد أن يقدم رواية مناقضة، فهناك سيارتان رباعيتا الدفع مصابتان برشقات من الرصاص فمن أطلق عليهما النار؟ وقال: quot;تصوّرت أن الحزب يجري تحقيقاً يخرج بنتيجته بوقائع تفحم خصومه، كأن يقول إن الفاعلين هم من المهربين أو قطاع الطرق أو أقله لا علاقة له بهم من قريب أو بعيد، لكنه لم يفعل. والبيان لم يكن موفقاًquot;.