الياس توما من براغ : أعلن الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بأنه سيصادق بدون تردد على الاتفاقية التشيكية الاميركية الخاصة بوضع رادار اميركي متطور في منطقة بردي العسكرية التشيكية التي تبعد نحو 90 كم عن العاصمة براغ في حال مصادقة البرلمان التشيكي عليها .واعترف أن بلاده منقسمة بهذا الشأن وان مواطنيه لديهم أراء مختلفة ولكنه سيصادق عليها في كل الأحوال بعد مصادقة البرلمان عليها .

وشدد على انه ليس من النوع الذي يرى بان وراء كل غيمة في السماء يطير صاروخ قادم من إيران أو كوريا الشمالية معتبرا الرادار بأنه يمثل عنصر تلاحم جديد في الشراكة التشيكية مع الولايات المتحدة وأشار إلى انه كان يكرر القول دائما بأنه يتوجب على التشيك الوقوف على قدمين أي القدم الأوروبية وقدم العلاقات مع الولايات المتحدة .

وأبدى تفهمه للموقف الروسي المعارض الذي يسعى من اجل تحقيق مصالح روسيا معتبر ا انه سيكون من الغباء لو أن روسيا لم تقم بذلك ولهذا رأى أن من مهمة تشيكيا والولايات المتحدة إقناع روسيا بان الرادار غير موجه ضدها .

وعلى خلاف الموقف الواضح للرئيس التشيكي من موضوع المصادقة على الاتفاقية فان حالة من الضبابية لا تزال تسود حتى الساعة بشان إمكانية مصادقة نواب البرلمان التشيكي عليها كون بعض نواب حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم يلمحون إلى أنهم سيصوتون ضد المصادقة على الاتفاقية إلى جانب نواب المعارضة .

وقد دفع هذا الوضع رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك اليوم إلى إرسال رسالة سياسية قوية لمختلف القوى السياسية من خلال تلميحه لكن بشكل واضح في حديث إذاعي إلى انه في حال رفض البرلمان التشيكي المصادقة على الاتفاقية فان نواب حزبه الذين يشكلون أغلبية في مجلس الشيوخ ويبلغ عددهم 81 نائبا من اصل 200 في مجلس النواب قد يعمدون إلى رفض المصادقة على الاتفاقية الإصلاحية الأوربية أو ما تسمى باتفاقية لشبونة .
وعلى الرغم من تشديد توبولانيك في حديثه على أنه لن يلعب هذه الورقة بسهولة وانه ليس من المقبول الربط بين المسالتين غير أن النواب الذين يمتلكون حرية الاختيار يمكن أن يكون هذا الأمر احد الأوجه الذي سيؤثر عليهم أثناء التصويت لصالح اتفاقية لشبونة .

وقد شكل تصريح توبولانيك هذا مفاجأة لنائب رئيس الحكومة التشيكية ألكسندر فوندرا الذي شدد على ضرورة التصرف بمسؤولية في مسألتي المصادقة على الاتفاقية التشيكية الاميركية وفي مسالة المصادقة على الاتفاقية الإصلاحية الأوروبية .

من جهته وصف رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان التشيكي ييرجي باروبيك تلميح توبولانيك إلى الربط بين اتفاقية الرادار واتفاقية لشبونه بأنه فضيحة فيما قال رئيس الكتلة النيابية لحزبه ميخال هاشيك بان تصريح توبولانيك هو تصرف غير مسؤول مشددا على أن حزبه لن يقبل بهذا الابتزاز السياسي .

وأكد أن توبولانيك إذا كان يريد جر الحزب الاجتماعي إلى فخ فانه بذلك لا يضر بحزبه المدني فقط وإنما يلحق الضرر بتشيكيا لأنه سيجعلها تقع في حالة كبيرة من العزلة داخل الاتحاد الأوربي . وأضاف إننا نؤيد المصادقة بأسرع وقت على اتفاقية لشبونة لكن لن نغير موقفنا السلبي من وضع الرادار في تشيكيا وان الحزب الاجتماعي يصر على شرطيه للقبول بالرادار وهما إجراء استفتاء بهذا الشأن وجعله جزءا من المنظومة لدفاعية الجماعية لحلف الناتو .