الياس توما من براغ : تظاهر المئات من المواطنين التشيك اليوم في منطقة ميشوف احتجاجا على التوجه القائم لوضع القاعدة الرادارية الاميركية التابعة للدرع الصاروخي في منطقة بردي العسكرية التشيكية المجاورة .

وقد شارك في هذه المظاهرة حسب الحزب الشيوعي التشيكي الذي نظمها مابين 2000ــ 3000 آلاف مواطن بينهم مواطنين من أحزاب يسارية أوروبية فيما قدرت الشرطة المتظاهرين بنحو الف بينما قدرت وكالة الأنباء التشيكية العدد بنحو 2000 .

وقد ندد المتظاهرون الذين ساروا في مسيرة رغم البرد والأمطار حتى حدود النقطة 718 التي سيوضع فيها الرادار غير أن الجيش التشيكي منعهم من دخول المنطقة مشددا على أنها عسكرية وليست مكانا للتظاهرات والمواقف السياسية.

وقد عبر رئيس الحزب الشيوعي التشيكي فويتيخ فيليب الذي شارك في المظاهرة عن رضاه من العدد الذي حضر رغم الظروف الجوية مشيرا إلى أن الشيوعيين كانوا يتوقعون أن يحضر نحو 800 شخص فقط .

وقد عبر المتظاهرون عن رفضهم وضع القاعدة الاميركية وطالبوا بإجراء استفتاء بهذا الشأن كما انتقدوا الحكومة التشيكية على الطريقة التي تجري فيها المفاوضات مع الاميركيين ولقبولها بوضع هذه القاعدة في بلادهم متجاهلة رفض أكثر من 70 بالمائة من المواطنين التشيك لها.

وقد تزامن تنظيم المظاهرة اليوم مع إعلان وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبرغ أن الاتفاقية الاميركية التشيكية الخاصة بوضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا لن تتضمن أي إشارة إلى موضوع وجود مراقبين عسكريين روس فيها وأن الاميركيين لا يمكن لهم الاتفاق مع الروس بهذا الشأن بالنيابة عن التشيك ومن دونهم.

وأضاف في حديث أدلى به اليوم لصحيفة quot; برافو quot; بأن الروس سيتوجب عليهم التفاوض مع التشيك بالدرجة الأولى وسيتوجب عليهم سؤالهم وبطريقة مهذبة فيما إذا كانوا يقبلون أم لا وفي حال موافقة التشيك على ذلك سيتم التفاوض حول شكل التواجد الروسي الأمر الذي لم يحصل حتى الآن .

وأكد أن هذا الأمر في حال حصوله سيتم بعد التوقيع على الاتفاقية التشيكية ــ الاميركية وبالتالي فان هذا الأمر ليس له علاقة بالاتفاقية .
واعتبر أن ما حصلت عليه تشيكيا من الاميركيين قد فاق توقعاته مشيرا إلى انه يتذكر كيف أبدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تشاؤمها عندما طرح عليها لأول مرة موضوع الربط بين الدرع الصاروخي الاميركي وبين النظام الصاروخي المضاد لحلف الناتو أما الآن فان هذا الأمر أصبح موقفا رسميا لحلف الناتو والولايات المتحدة حسب قوله .

ونفى أن يكون وضع الرادار الاميركي في بلاده هو لمصلحة الولايات المتحدة فقط معتبرا أن وضعه يؤمن المصالح الحيوية لبلاده كما انه سيساهم في حماية أوروبا كلها من خطر الصواريخ .

وأشار إلى أن التهديدات بوقوع هجمات صاروخية على أوروبا وخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل في تنامي وان الجميع يتفقون على ذلك غير انه رفض تسمية الدول التي تمتلك تكتولوجيا متقدمة أو في طريقها إلى ذلك والتي لا يوجد ضمانات بأنها ستستخدم هذه التكنولوجيا للأغراض السلمية مشيرا فقط إلى انه لا يمكن استبعاد إيران من قائمة المتابعة في هذا المجال .

وردا على سؤال فيما إذا لا يشغل باله موضوع رفض أغلبية التشيك وضع الرادار الاميركي في بلادهم قال أنه وفقا للترتيب الدستوري في تشيكيا فان الاتفاقيات الدولية يصادق عليها البرلمان وبالتالي فان باله مشغول الآن بكيفية إقناع النواب وأعضاء مجلس الشيوخ للمصادقة على الاتفاقية الاميركية التشيكية التي ستعرض عليهم بعد التوقيع عليها من قبل ممثلي الطرفين .

ورفض أن يكون هذا الموقف يمثل ازدراء للرأي العام التشيكي مشددا على انه سيعمل باستمرار على إقناع المواطنين التشيك بمغزى وضع الرادار لكنه اعترف انه لا يعرف كيف سينجح في ذلك .

ورفض أن يكون هناك ربط الآن بين وضع الرادار وبين تحديث سلاح الجيش التشيكي ولكنه أكد أن بلاده سترحب بقيام الولايات المتحدة بمساعدة التشيك في تحديث أنظمة تسليحهم غير أن هذا الأمر حسب قوله ليس له علاقة بموضوع وضع الرادار .

يذكر أن الاتفاقية الرئيسية الخاصة بوضع القاعد الأميركية سيتم التوقيع عليها من قبل وزير الخارجية التشيكي ونظيرته الاميركية حسب العديد من المؤشرات في الخامس أو السادس من أيار مايو القادم خلال مؤتمر يعقده حلف الناتو في براع خول الدفاع الصاروخي المضاد.