الياس توما من براغ : بدأت قبل ظهر اليوم في قصر الرئاسة التشيكي عملية انتخاب رئيس للبلاد من قبل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ المئتين وواحد وثمانين وسط خلافات بين النواب حول الطريقة التي سيتم فيها التصويت ففيما أصر نواب أحزاب الاجتماعي والشعب والشيوعي والخضر على ضرورة الاقتراع بالطريقة العلنية لإبعاد أي شبهات عن عمليات تأثير أو رشاوى قدمت للنواب يصر نواب الحزب المدني على إجراء التصويت بالاقتراع السري لان ذلك سيضمن الحرية للنواب باختيار من يعتقون انه الأفضل للبلاد .
ويرى محللون سياسيون تشيك إن تصويت مجلس النواب لصالح الاقتراع العلني وتصويت نواب مجلس الشيوخ الذي يمتلك الحزب المدني فيه 41 نائبا من اصل 81 لصالح الاقتراع السري سيجعل الإقلاع بعملية الانتخاب نفسها مستحيلا وبالتالي سيتحتم على قيادتي مجلسي النواب و الشيوخ عقد اجتماع والدخول في مناقشات بحثا عن حل وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق فان من الممكن عدم بدء التصويت وتأجيل ذلك إلى وقت أخر إلى أن يتم إيجاد حل لهذه المسالة التي ظهرت قبل أيام قليلة فقط .
ويتهم رئيس الحزب المدني رئيس الحكومة ميريك توبولانيك رئيس الحزب الاجتماعي المعارض ييرجي باروبيك بأنه يريد خلق اكبر حالة من الفوضى ويريد عرقلة إجراء هذه الانتخابات فيما رد عليه باروبيك بالقول إن الحزب المدني يدعونا إلى أن ننتخب كما في الأيام الغابرة للرئيس كلاوس أي الإمساك بالأيدي كما في كوريا الشمالية أثناء انتخاب كيم اير سين .
وكان الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس قد ذكر أمس انه لا يستبعد عدم إجراء الانتخابات الرئاسية اليوم بسبب الخلاف القائم حول طريقة التصويت ورأى أن بعض الناس الذين لم يسميهم قد بدأوا يلعبون لعبه مقصودة تستهدف إحباط عملية إعادة انتخابه من خلال فتح موضوع تغيير طريقة التصويت .
في هذه الأثناء أشار استطلاع سريع للرأي أجرته وكالة ميديان لصالح صحيفة ليدوفي نوفيني أن 70% من المواطنين التشيك يؤيدون إجراء الانتخابات بالاقتراع العلني فيما عبر 19% عن تأييدهم إجراء الانتخابات بالتصويت السري أما 11% فقالوا أنهم لا يعرفون أي موقف يتخذونه بهذا الشأن .
ويتم انتخاب الرئيس في تشيكيا وفقا للدستور خلال جولة من الجولات الثلاث التي تعقد لهذا الغرض . و يحتاج المرشح للفوز في الجولة الأولى إلى دعم 101 نائب في مجلس النواب من أصل 200 ولا يقل عن 41 نائبا في مجلس الشيوخ أما في حال الفشل في ذلك فإنه يتم تنظيم جولة ثانية يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات
الحاضرين للجلسة في كل مجلس وفي حال تعثر ذلك يتم إجراء جولة ثالثة يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات الحاضرين في كلا المجلسين .
وينص الدستور أيضا على أنه في حال عدم حصول أحد من المرشحين على الأصوات المطلوبة في أي جولة من الجولات الثلاثة يتم تحديد موعد آخر خلال عشرة أيام لإجراء التصويت من جديد لكن يحق في هذه الحالة ترشيح مرشحين جدد وأيضا إعادة ترشيح نفس الذين أخفقوا في الدورة الأولى .
ويتنافس في انتخابات اليوم الرئيس الحالي فاتسلاف كلاوس والبروفيسور في الاقتصاد في الجامعات الاميركية يان شفينار الذي يحمل الجنسيتين التشيكية والاميريكية .