براغ : توقع جمهورية التشيك والولايات المتحدة يوم الثلاثاء معاهدة لانشاء منظومة رادار للدفاع الصاروخي في الاراضي التشيكية على الرغم من المعارضة الداخلية في التشيك ومعارضة روسيا.وتريد الولايات المتحدة بناء الرادار جنوب غربي براغ ونصب عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا في اطار درع دفاعية تقول انها ستحمي الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين من تهديدات quot;دول مارقةquot; مثل ايران.

وستوقع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاتفاق في براغ لكن الخطة تعترضها بعض العقبات.وفشلت المحادثات مع بولندا حتى الان بسبب مطالبة وارسو بدعم مالي أميركي للمساعدة في تحديث جيشها وسيواجه الاتفاق مع التشيك معارضة في البرلمان.

وقالت الحكومة التشيكية ان الدرع من شأنها توفير المزيد من الحماية تضاف الى عضوية الدولة في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي.

وقال وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرج لرويترز quot;تكنولوجيا الصواريخ تنتشر في شتى انحاء العالم. الخطر ليس محدقا تماما لكن يجب أن نستعد له في كل وقت.quot;

وتعتبر روسيا الدرع تهديدا لامنها وقالت انها ستوجه صواريخها النووية نحو وسط أوروبا اذا تم نشر الدرع. وتقول الولايات المتحدة ان الصواريخ العشرة لا يمكنها التصدي للترسانة النووية الروسية.

ويقول محللون ان انشاء قواعد في الكتلة السوفيتية السابقة مسألة من شأنها أن تثير اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة أمنيا في وقت تميل فيه روسيا الى مزيد من التشدد في تأكيد دورها على الساحة الدولية.

وقال ألكسندر كليمنت المحلل في أوراسيا جروب وهي مؤسسة استشارية أميركية معنية بالاخطار السياسية quot;على الرغم من أن المخاوف الاميركية بشأن ايران حقيقية فمن الصحيح أيضا انه باقامة تلك المكونات الدفاعية الصاروخية سيصبح للولايات المتحدة دور مباشر في أمن شرق ووسط أوروباquot;.

وأثارت الخلافات بشأن الرادار نفور كثير من التشيك الذين يحذرون أى وجود عسكري أجنبي بعد الغزو السوفيتي لبلادهم في عام 1968 وما أعقبه من احتلال دام قرابة 20 عاما.

وأظهر استطلاع للرأى أجري الشهر الماضي ان 68 في المئة من التشيك يرفضون الدرع في حين أيد 24 في المئة انشاءها.

ويقول نشطاء رافضون للرادار ان الرادار سيجعل جمهورية التشيك هدفا وسيقوض أمنها.

وعبرت المعارضة اليسارية في البرلمان عن استياء الرأي العام وليس مؤكدا ان يتم التصديق على الاتفاق.

وللحكومة المؤلفة من ثلاثة أحزاب 100 مقعد فقط من بين 200 مقعد في مجلس النواب وقال عدة نواب من اعضاء الائتلاف الحاكم انهم سيصوتون ضد الرادار ومن ثم ينبغي للحكومة ان تحصل على تأييد عدد من المستقلين.

وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر فوندرا للتلفزيون التشيكي quot;أنا واثق من ان تقدير المسؤولية سيسود وان الاغلبية ستؤيد (الرادار).quot;

ويقول حزب الخضر وهو شريك أصغر في الحكومة انه يجب تأجيل التصديق الى أن تتسلم ادارة أميركية جديدة السلطة من الرئيس جورج بوش في مطلع العام المقبل.

وعلى النقيض من التشيك طلبت بولندا بلايين الدولارات من أجل تحديث جيشها وبصفة أساسية دفاعاتها الجوية. وقال رئيس الوزراء دونالد تاسك يوم الجمعة ان العروض الاميركية ليست كافية لكن بولندا مستعدة لمواصلة التفاوض.