الياس توما من براغ: ارتفع عدد التشيك الذين تزيد أعمارهم عن المئة عام إلى رقم قياسي جديد هو 569 شخصا . وذكرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التشيكية أن النساء يشكلن القسم الأعظم من المعمرين حيث يبلغ عددهن 470 شخصا فيما يشكل الرجال اقل من 100 شخص .

ويتوقع الباحث في القضايا السكانية زديينيك بافليك من جامعة كارلوفا في براغ أن يرتفع عدد الذين تزيد أعمارهم عن المئة عام بحلول عام 2065 إلى نحو أربعة آلاف شخص .

ويرجع بافليك الإطالة الحاصلة في أعمار الناس في بلاده بالدرجة الأولى إلى تحسن النظام الغذائي والعناية الصحية من جهة والى إتباع نظام حياتي أفضل وأيضا إلى نوعيه الجينات التي يرثها الإنسان .
ولا تستبعد مديرة معهد الطب التجريبي في براغ ايفا سيكوفا أن ترتفع أعمار الناس إلى 130 عاما خلال وقت قصير في حال وصول الطب إلى المستوى الذي يستطيع فيه استبدال أعضاء الجسم التي تفشل أو تقصر في عملها بشكل أفضل وأوسع من الوضع الحالي أو إيجاد علاج للأمراض الحالية التي تصيب المعمرين .

وحسب تقديراتها فانه سيتم في وقت قريب معرفة كيفية علاج مرض الالزهايمير أو مرض باركينز وغيرها من الأمراض التي تصيب الدماغ الأمر الذي إذا ما حدث سيسمح ليس فقط بإطالة عمر الإنسان وإنما أيضا بتحسين نوعية حياته في سن متقدمة من العمر تزيد عن المئة عام .

وعلى خلاف الحماس القائم لدى الأوساط الطبية لتمديد عمر الإنسان فتره أطول فان تنامي عدد المسنين يثير القلق لدى الجهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خاصة إذا لم يقترن تنامي عدد المعمرين مع زيادة عدد الولادات كما يحدث الآن لان من شان هذا الأمر إرهاق النظام الصحي والاجتماعي الحالي وتراجع عدد المنتجين الذين سيقومون بتامين احتياجات المسنين وتغطيات نفقاتهم .
وقد بدأت الحكومة التشيكية ببحث هذا الأمر والتفكير في الحلول الواقعية لمواجهة ظاهرة تنامي عدد المعمرين ولذلك اتخذت قرارا يقضي برفع سن الإحالة على التقاعد إلى سن الخامسة والستين لمن ولدوا بعد عام 1965 .

ويرى وزير العمل والشؤون الاجتماعية التشيكي بيتر نيتشاس أن من الضروري بمكان أيضا لمواجهة ظاهرة تنامي عدد المعمرين تغيير نظرة الناس إلى موضوع العناية بالمسنين وذلك من خلال نقل المسؤولية عنهم من دور الهجرة والمسنين وبيوت الرعاية الاجتماعية إلى أقاربهم مع اقتران ذلك بنظام للمتابعة مشابه للنظام الذي يتابع موضوع تامين احتياجات الأطفال المادية والروحية في العائلات حتى لا يتم الإساءة للمعمرين من قبل أقاربهم .

وكانت المعمرة الأكبر في تشيكيا ماريه كراسلوفا قد توفيت قبل عدة ايام عن عمر يناهز المئة وتسعة أعوام وبالتالي أصبحت المعمرة الأكبر السيدة مارتا بوكورنا التي يبلغ عمرها 107 أعوام.