أسامة مهدي من لندن: دعت 200 شخصية تمثل 15 دولة اسلامية في ختام مؤتمر دولي اسلامي في مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم الى علاقة بين المسلمين تسودها لغة المحبة والوئام والحوار البناء والتعايش السلمي وتلغى كل مظاهر العنف والإقصاء والتهميش والإلغاء وطالبت النخب الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي والعراق خاصة بتعزيز وتأكيد وحدتهم وانسجامهم وتعايشهم وانفتاحهم على الآخر . وفي ختام ثلاثة ايام من مناقشات وحوارات بين شخصيات تمثل مختلف الطوائف الاسلامية فقد دعا المؤتمر في بيانه الختامي المسلمين عموما وفي العراق بالذات للرجوع إلى التراث الإسلامي العظيم من خلال الاقتداء والتأسي بسيرة ومنهج النبي محمد التي تؤكد على ضرورة المحافظة على الوحدة والتكاتف والتعايش والوئام .

كما شدد غلى ضرورة الدعوة والتأكيد على الاستمرار في عقد المؤتمرات والملتقيات الفكرية والثقافية لجميع المسلمين لغرض انفتاح كل منهم على الآخر وتوطيد العلاقة فيما بينهم مما ينعكس إيجابا على أتباعهم ولتسود لغة المحبة والوئام والحوار البناء والتعايش السلمي وتلغى كل مظاهر العنف والإقصاء والتهميش والإلغاء وضرورة استثمار أوقات المناسبات الدينية في سبيل ذلك لما فيها من عظات وعبر يستلهم المسلمون منها ما يحقق مصالحهم .

وطالب النخب الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي والعراق على وجه التحديد لتعزيز وتأكيد وحدتهم وانسجامهم وتعايشهم وانفتاحهم على الآخر من خلال الحضور الفاعل والبناء في مثل هذه المؤتمرات والملتقيات.

واكد المؤتمر على ضرورة ربط جماهير الأمة بعلمائها ومفكريها ونخبها من خلال تسليط الأضواء عليهم وإتاحة الفرصة لهم في طرح رؤاهم وأفكارهم لاسيما من خلال هذه المؤتمرات والملتقيات ، وبالتالي تفويت الفرصة على المدعين والمنتحلين الرامين لتضليل أبناء الأمة والانحراف بهم عن جادة الحق والصواب وتوظيف البعض منهم لخدمة أهداف مشبوهة لا تمت إلى الأمة وفكرها بأي صلة. ودعا الحكومات في الدول الإسلامية ومنها الحكومة العراقية إلى توفير جميع السبل للارتقاء بشعوبهم إلى مواقع متقدمة بين كل شعوب العالم ، وذلك من خلال دعم وتأييد مثل هذه المؤتمرات والملتقيات الفكرية والثقافية وتوفير الأرضية المناسبة لاستفادة القواعد الشعبية والجماهيرية منها .

وفي الختام شدد المؤتمر على ضرورة العمل من اجل بمزيد من التوحد والتعايش والوئام والمحبة والسلام والرقي بالامة الاسلامية إلى مصاف الدول المتقدمة وانتصارها على قوى الظلم والظلام المتربصة بهم وبخيرات بلدانها وعلى أبناء الشعب العراقي باستعادة كامل سيادتهم والعيش في بلدهم بحرية وعدل ومساواة .

وشهدت ايام المؤتمر الثلاثة محاضرات لرجال دين معروفين اكدت على ضرورة التعايش بين المسلمين ونبذ الخلافات بينهم والتقريب بين مذاهبهم . وهدف المؤتمر الاسلامي الى الانفتاح على المدارس الاسلامية في العالم وايجاد لغة مشتركة لتوحيد صفوف المسلمين وكذلك التاكيد على استبدال لغة القتل والعنف والتهميش بلغة الحوار وقبول الراي الاخر اضافة الى التركيز على على قضية الوحدة الإسلامية ونبذ التطرف والعنف الطائفي في مسعى لعودة العراق عموما والبصرة ثاني اكبر مدن العراق بعد بغداد خاصة مدرسة للفكر وحاضرة للعلم والعلماء .

وشارك في المؤتمر اكثر من 200 شخصية دينية من 15 دولة عربية واسلامية من بينها سوريا ومصر والسعودية والمغرب ولبنان والجزائر والبحرين والكويت والامارات واليمن وتركيا وايران وكينيا وغانا والنيجر اضافة الى العراق . وقال الشيخ محمد فلك ممثل المرجع الديني الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني فی البصرة والمشرف على المؤتمران هذ المؤتمر هدف الى ترسيخ الثقافة الاسلامية الوسطية عموما من اجل تعميق ثقافة التعيش والحوار مع الاخرين من مسلمين وغير مسلمين من الديانات الاخرى والانفتاح على المدارس الاسلامية فی العالم وايجاد لغة مشترکة لتوحيد صفوف المسلمين .

وبحسب اللجنة المنظمة للمؤتمر فأن المؤتمر الذي عقد تحت شعار quot;من الامام علي بن ابي طالب نستلهم ثقافة التعايش والوئامquot; سعى الى ترسيخ الثقافة الاسلامية والتأكيد على ان الشعب العراقي يسعى الى الاطلاع على ثقافة الآخر والتعريف بثقافة الحوار التي يجب ان تكون بديلة عن ثقافة العنف والقتل.

ودارت نقاشات المؤتمر ضمن خمسة محاور تشمل موضوعات التعايش السلمي عند الامام علي بن ابي طالب مع المسلم وغير المسلم اضافة الى احترام حقوق الاخر في حالة الحرب ونظرة في التراث الفكري عنده وبحوث اخرى تعلقت بالدعوة الى التعايش السلمي مع الديانات الاخرى . وقد ينظم على هامش المؤتمر الذي انعقد مع ذكرى ولادة الامام علي بن ابي طالب التي تصادف 13 رجب عام 1429 الموافق ليوم 17 تموز (يوليو) عام 2008 معرض ثقافي شاركت فيه 11 مؤسسة دينية وثقافية وفكرية .