موسكو : تباشر شركة quot;السكك الحديد الروسيةquot; في أواخر أغسطس الحالي في ليبيا بناء خط حديدي يربط سرت ببنغازي.وينتظر دوره مشروع بناء محطة كهروذرية من أجل توليد الكهرباء وتحلية المياه في ليبيا بمشاركة روسية. كما يعقد الجانبان النية على زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة.
لقد تم إعلان هذه وغيرها من الحقائق إبان المباحثات التي جرت في موسكو الأسبوع الفائت بين رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وضيفه الكبير أمين اللجنة الشعبية العامة في ليبيا البغدادي علي المحمودي.
وأظهرت هذه الزيارة ومباحثات الجانبين مدى جهودهما الرامية إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد كفيل بتحقيق نهضتها، الأمر الذي كان زعيما روسيا وليبيا قد اتفقا عليه في أبريل الماضي في طرابلس حيث تم توقيع عشر وثائق هامة بما فيها الإعلان حول تعزيز الصداقة وتطوير التعاون بين البلدين. وقد أسقطت روسيا الدين الليبي مقابل إقدام الأخيرة على توقيع عقود مع الشركات الروسية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
وتنتسب ليبيا إلى تلك البلدان العربية التي بلغ تطور العلاقات معها ذروته في عهد الاتحاد السوفيتي. فقد كانت ليبيا في أواخر الثمانينات في مقدمة شركاء الاتحاد السوفيتي الاقتصاديين في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ولكن بعد عام 1991 شهدت العلاقات الروسية - الليبية ركودا استغرق سنوات طويلة بل ربما فترة أطول مما مع البلدان العربية الأخرى.
وتمثل الآن مهمة التعويض عن الخسائر المترتبة على فترة الركود والارتقاء بالتعاون إلى مستوى نوعي جديد يتجاوب مع الطاقات والإمكانيات الحالية لكل من روسيا والجماهيرية الليبية.
وهذه المهمة قابلة تماما للتحقيق نظرا لخبرات وتقاليد التفاعل المتعدد الأوجه السابق وبفضل الإرادة السياسية الموجودة لدى قيادات البلدين التي تحرص على دفعه إلى الأمام.
خاصة، وقد تبنت ليبيا برنامجا وطنيا ضخما لتحديث البنى التحتية لاقتصادها تقدر قيمته بمليارات عديدة من الدولارات. وفي ظل هذا البرنامج يهمها تنويع علاقاتها الدولية، كما أعلن عميد أكاديمية الدراسات العليا في طرابلس الدكتور صالح إبراهيم المبروك الذي وصف زيارة المحمودي لروسيا بأنها كانت خطوة على هذا الطريق.
وأكد المبروك أن روسيا اليوم نهضت بعد تعثر قصير وبدأت تلعب دورا هاما في العالم.
وفي الحقيقة ترتفع معدلات التطور الاقتصادي في روسيا عاما تلو آخر.
وشرع عدد من الشركات الروسية الآن في استثمار ستة حقول للنفط والغاز في ليبيا. ووعدت موسكو بتوفير مناخ ملائم للاستثمارات الليبية في روسيا وعبرت عن حرصها على انخراط الشركات الروسية في دائرة واسعة من المشاريع الاقتصادية في الجماهيرية الليبية. كما يبدي الجانبان اهتمامهما بمواصلة التعاون العسكري - التقني.
ومن المتوقع أن يفضي توسيع رقعة العلاقات الاقتصادية والتجارية وغيرها من العلاقات بين روسيا وليبيا إلى توثيق التفاعل بين البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
التعليقات