لندن: تحت عنوان quot;اللحظات المأساوية الأخيرة لمارجرت حسنquot;، الرهينة البريطانية التي إختطفت وقتلت في العراق، نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرا لروبرت فيسك عن سبب عدم بث شريط اعدام حسن على الرغم من تصويره. وفي تقريره، يعود فيسك الى الدور الانساني الذي لعبته حسن في العراق مع جمعية quot;كيرquot; الانسانية ويعود كذلك الى ملابسات خطفها على ايدي مسلحين يرتدون زي الشرطة العراقية.

كما يتطرق فيسك، الذي عاد وشاهد جميع الشرائط المصورة التي ظهرت فيها حسن، الى quot;توسلها لرئيس الحكومة البريطانية حينها توني بلير كي يساعدها ويسحب جنود بلاده من مدينة البصرةquot;. ويقول فيسك ان quot;مارجرت اجبرت على التصريح بأنها اعطت معلومات للجيش الامريكي المتمركز في مطار بغدادquot;.

ويشير فيسك انه وفي الشريط الذي لم تبثه الجزيرة والذي تمكن من رؤيته، يجبر احد المسلحين مارجريت على قراءة نص وهو: quot;اعترف اننا عملنا مع قوات الاحتلالquot;. ويقول فيسك انه كان يعرف مارجريت جيدا ويعرف كم كانت ضد الاحتلال الاميركي - البريطاني للعراق. ويصف فيسك شريط تصفية مارجريت حسن والتي استعمل فيها مسدس وضعت بينه وبين رأس حسن تفاحة كطريقة بدائية لكتم الصوت حسبما يقول كبير صحفيي الاندبندنت.

ويعبر فيسك عن انزعاجه لدى رؤية هذا الشريط، ويقول انه عندما رآه في استديوهات قناة الجزيرة بعدما سمح له زوج حسن بذلك، ادرك فعلا ان مارجريت قد فارقت الحياة، الا انه يضيف ان quot;تلك المرأة التي حملت ادوية سرطان الدم التي تبرع فيها قراء صحيفة الاندبندنت الى الاطفال العراقيين عام 1998، قد ماتت بشجاعة. ويضيف فيسك ان حسن كانت الوحيدة التي استطاعت اقناع البيروقراطيين الذين كانوا يحيطون بالرئيس العراقي صدام حسين حينها بضرورة حمل الادوية الى الاطفال العراقيين.

وضمن الاسئلة التي يطرحها فيسك واحدا عن كيف غيرت العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة نفسية العراقيين، ويقول فيسك ان الجواب على هذا السؤال جاءه من مسؤولة في منظمة غير حكومية قالت له حينها:

quot;الاميركيون والبريطانيون يريدون ان نثور ضد صدام حسين، ويعتقدون اننا سنكون بغاية التشتت والانكسار بحيث يمكننا ان نعطي حياتنا لننتهي من صدام. الانقلاب ضد صدام عام 1991 فشل وهم الآن يحاولون وسائل اخرى، ولكن النتيجة هي ان الناس عندما لا يملكون المال ولا الاكل فلا يكترثون الى من يحكمهم ولا يكترثون الى الديمقراطية لانهم يعيشون وسط القمامةquot;. وينهي فيسك مقاله بالقول: quot;المسؤولة هذه كانت مارجريت حسنquot;.