البيان الوزاري يحطّ في ساحة النجمة
القمة السورية اللبنانية: مشاكل متراكمة ومحاولة لإعادة الثقة بين البلدين

بيروت: تسرق ساحة النجمة الأضواء لخمسة أيام متتالية حيث شرّع مجلس النواب أبوابه لإستقبال النواب بعد غياب قسري عنه دام نحو 22 شهراً، وإفتتحت ابتداءً من السادسة من مساء أمس جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى، ويُنتظر أن يعتلي المنبر خطيباً أكثر من 65 نائباً من طرفي الموالاة والمعارضة، وهم سيقولون كلاماً كثيراً- بعضه سيكون جارحاً وبعضه معسولاً- وسيلقون خطابات وطنية وعربية وقومية لكي يبدوا أبطالاً وأسياداً خلف شاشات التلفزة وعلى صفحات الجرائد، على أن ينال البيان في نهاية المطاف quot;كالعادةquot; ثقة النواب الحاضرين مع تحفظ بعضهم quot;للتاريخquot;، لكي يكون المشهد في جانب منه quot;ديمقراطياًquot; تتخلله نفحاتٌ من حرية الرأي والتعبير، وتبدأ من بعده مسيرة حكومة الوحدة الوطنية المليئة بالاستحقاقات والتحديات على الرغم من عمرها القصير، وهي قد تبدأ مع التحضير الفعلي للانتخابات النيابية المقبلة وتوفير أفضل الظروف والأجواء المؤاتية لإجرائها، ولا تنتهي مع قيامها بإجراءات ادارية وميدانية فاعلة وحازمة بهدف وضع حدّ سريع للتدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي تعانيه الأغلبية الساحقة من اللبنانيين.

وفي وقت ينشغل الرئيس نبيه بري في إدارة الجلسات النيابية الماراتونية، يواصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان تحضير الملف الذي سيحمله معه الى دمشق منتصف الأسبوع المقبل، وتسربت معلومات من أرجاء القصر الجمهوري تفيد بأنّ هذا الملف سيكون كبيراً quot;ودسماًquot; وينطوي على الكثير من البنود العالقة والمشاكل المتراكمة بين لبنان وسوريا، كما يتضمّن الملفّ الرئاسي رؤية العماد سليمان حول سبل قيام افضل العلاقات الصحيحة والسليمة بين البلدين في المستقبل القريب من خلال الشروع في تبادل السفارات وترسيم الحدود، وهو جدّد التأكيد أمس في قصر بعبدا أن مصلحة لبنان تكمن في قيام علاقات ممتازة مع سوريا وتبدأ من خلال بناء الثقة المتبادلة بين الطرفين.

وبالعودة الى أجواء ساحة النجمة أراد العماد عون أن يعكس الأمور ويجعل من الإفتتاح مسكاً وليس الختام، فقال عن المقاومة كلاماً لم يقله quot;مالك في الخمرةquot;، حتى كادت مواقفه بالأمس تنسي المراقبين والمتتبعين للتحوّل الجذري في سياسة زعيم quot;التيار الوطني الحرّquot; خطابه الشهير الذي ألقاه العام 2005 حين طالب بتحديد مفهوم المقاومة منتقداً سلاحها وسائلاً عن دورها ووظيفتها بعد تحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي العام 2000.

أما البارحة فاعتبر عون أن المقاومة أسلوب وانه سيدافع دوماً عنها وعن استراتيجية الدفاع quot;لأنها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تؤمّن جزءاً من التكافؤ مع العدو الذي يواجهناquot; بحسب قوله. وتحفظ عون من عبارة quot;استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوباquot; الواردة في البيان الوزاري مشدداً على ان لا عقد ضمان أو بيع أو استئجار للأرض، quot;بل نحن في صدد تحريرهاquot;. وفي موضوع توطين الفلسطينيين تقصّد العماد عون زكزكة النائب وليد جنبلاط الذي كان الغائب الأكبر عن جلسة الافتتاح الى جانب رئيس الأكثرية النيابية سعد الحريري الموجود خارج لبنان، وعندما انتفض الوزير وائل أبو فاعور دفاعاً عن جنبلاط طلب الرئيس بري حذف ما قاله عون من محضر الجلسة.