عواصم: صرح السفير الروسي في برلين فلاديمير كوتينيف في مقابلة مع صحيفة المانية الجمعة أن روسيا قادرة على تقديم أدلة الى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على quot;الفظائعquot; التي ارتكبها الجورجيون في اوسيتيا الجنوبية. وتصل ميركل الجمعة الى سوتشي جنوب روسيا للقاء الرئيس ديمتري مدفيديف في زيارة كانت مقررة قبل اندلاع النزاع في جورجيا. وقال كتينيف في المقابلة مع صحيفة quot;بيلدquot; ان quot;القوات الجورجية قتلت نساء ورجالا واحرقت كنائس لجأ اليها فارون ونهبت قرى باكملها ويمكننا اعطاء ادلة عملية على كل ذلكquot;.

وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الالمانية quot;تسي دي افquot;، قال كوتينيف ان ميركل يمكنها ابلاغ الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي عندما تزور تبيليسي الاحد باننا quot;نحتاج الى سلام دائم في القوقاز. نحن مستعدون للتفاوض لكن ليس مع ساكاشفيليquot;. واضاف quot;ننتظر ان تجري مفاوضات مكثفة في سوتشي حول القوقاز ولكن حول قضايا دولية اخرى ايضا مثل تفاهم بولندا والولايات المتحدة على نشر صواريخ في اوروباquot;.

وتابع quot;لدينا شراكة استراتيجية مع المانيا نريد حمايتها (...) وسنفعل ما بوسعنا لنثبت ان المعتدي كان ساكاشفيلي وليس القوات الروسيةquot;. واكد كوتينيف ان الرئيس الروسي quot;لا يريد بث الشقاق في الاتحاد الاوروبي لكنه يريد ان يؤكد ان دول شرق الاتحاد الاوروبي لا يمكنها ان تقرر بمفردها السياسة الروسية للاتحاد، اذ ان ذلك سيمنع شراكة حقيقيةquot;.

روسيا استخدمت قنابل عنقودية

الى ذلك اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية في بيان الجمعة روسيا باستخدام قنابل عنقودية في مناطق سكنية في جورجيا ادت الى مقتل احد عشر شخصا. وقالت هذه المنظمة الاميركية انها حصلت على معلوماتها هذه من شهادات ادلى بها عدد من ضحايا هذه القنابل اضافة الى اطباء وعسكريين في جورجيا. كما اوضحت المنظمة انها حصلت على صور للاثار التي تركتها هذه القنابل لدى انفجارها وعلى اشرطة فيديو صورت خلال حصول القصف بها.

ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية على هذه المعلومات على الفور. وتوضح المنظمة ايضا في بيانها ان هذه القنابل العنقودية من نوع ار بي كاي-250 القيت في الثاني عشر من آب/اغسطس الجاري فوق مدينة رويسي في منطقة غوري قرب جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص.

وفي اليوم نفسه القيت على مدينة غوري قنابل عنقودية ادت الى مقتل ثمانية اشخاص مدنيين بينهم الصحافي الهولندي ستان ستوريمانس حسب هيومان رايتس ووتش التي اوضحت ايضا ان عشرات الاشخاص الاخرين اصيبوا بجروح بينهم الصحافي الاسرائيلي زادوك يحزكلي.

وتوضح المنظمة ان روسيا رفضت الموافقة على مقررات مؤتمر اوسلو الذي عقد في شباط/فبراير 2007 ودعا الى حظر استخدام الاسلحة العنقودية، في حين وافقت نحو مئة دولة حتى الان على مقرراته. واضافة الى قدرتها الكبيرة على قتل واصابة المدنيين لدى انفجارها فان القنابل العنقودية تترك في مكان انفجارها قنابل عدة صغيرة غير منفجرة تتحول الى ما يشبه الالغام التي تصيب المدنيين بشكل خاص.

ساكاشفيلي: جورجيا quot;لن تقدم اي تنازل للمحتلينquot;

بدوره اعلن ساكاشفيلي في مقابلة مع صحيفة quot;كومرسانتquot; الروسية ان جورجيا ليست مستعدة quot;لتقديم اي تنازلquot; لموسكو، مؤكدا ان المفاوضات الوحيدة الممكنة يجب ان تتناول انسحاب quot;قوات الاحتلالquot; الروسية. واتهم ساكاشفيلي في المقابلة التي نشرت الجمعة الروس بانهم quot;استعدواquot; قبل فترة طويلة لعمليتهم العسكرية، مشيرا الى ان الجيش الروسي هو الذي دمر تسخينفالي عاصمة اوسيتيا.

وقال ساكاشفيلي quot;لا انوي تقديم اي تنازل لنظام (فلاديمير) بوتينquot;. واضاف ان quot;المفاوضات لا يمكن ان تتناولquot; سوى انسحاب quot;قوات الاحتلال الروسيةquot;. واقر بان القوات الجورجية quot;اطلقت النار على تسخينفاليquot; في الثامن من اب/اغسطس الماضي quot;بعد مقتل عناصر من قواتنا لحفظ السلام ومدنيينا في عاصمة اوسيتيا وطوال عدة ايامquot;.

واضاف ساكاشفيلي انه بعد ذلك وبينما quot;كانت الدبابات (الروسية) تتوغل في الشمالquot; حاول الطيران الجورجي عبثا التصدي لها بقصف نفق روكي الذي يقفل الطريق الى روسيا في تلك المنطقة الجبلية بالقوقاز. واكد ان روسيا quot;كانت تستعد منذ اشهر لذلكquot; وانها quot;اعدت كافة البنى التحتية لتدخلها سواء في ابخازيا او في اوسيتيا الجنوبيةquot;. ورأى ان هدف العملية هو quot;الاطاحة بالحكومة والحد او النيل من استقلال جورجياquot;. واضاف ساكاشفيلي quot;كان هناك استعداد دقيق للحربquot; وquot;اختير التوقيت ليتزامن مع الالعاب الاولمبيةquot;.

ووصف الرئيس الجورجي اتهامات روسيا القائلة بان quot;الهجمات الجورجيةquot; خلفت نحو الفي قتيل في اوسيتيا الجنوبية بانها quot;كذب وافتراءquot;. وقال ان quot;جيشنا لم يكن على تماس مع المدنيين عمليا وكل القرى كانت خاليةquot; لان الروس quot;اجلوا النساء والاطفالquot;.

اما سكان تسخيفالي quot;فاذا قتل عدد منهم فذلك لان الطيران الروسي القى قنابل والمدينة ببساطة قد محيتquot; وتحولت الى quot;غروزني ثانيةquot; (عاصمة الشيشان). واضاف ان quot;مثل تلك الامور تبدا دائما بكذبة كبيرةquot; مؤكدا ان روسيا استعادت quot;نظاما معهوداquot; في quot;كتب الانظمة التعسفيةquot; مثل quot;المانيا (النازية) عندما هاجمت بولندا (بعد ان) اعلنت ان بولندا هي التي هاجمتهاquot;.