سوخومي: وافق برلمان جمهورية ابخازيا الانفصالية في جورجيا الاربعاء على الطلب من روسيا الاعتراف باستقلال هذه المنطقة. ووافق البرلمانباجماع اعضائه على طلب quot;الاعتراف باستقلالquot; ابخازيا وquot;الحفاظ على الوجود العسكريquot; الروسي فيها، الذي وجهه الزعيم الابخازي سيرغي باغابش الى موسكو.

من جهة أخرى صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاربعاء في وارسو انه لن تكون هناك حرب باردة ثانية بين روسيا والغرب على رغم الازمة في جورجيا. وقالت رايس quot;لا اعتقد انها حرب باردة جديدةquot;، مؤكدة ان quot;الحرب الباردة انتهتquot;. ولمحت رايس بذلك الى المواجهة التي استمرت عقودا بين الاتحاد السوفياتي الشيوعي والغرب بقيادة الولايات المتحدة. وقالت quot;انها مرحلة صعبة، لكنني اعتقد ان علينا الا نبالغ في تقدير حجم الصعوباتquot;.

انسحاب رتلين من الدبابات الروسية الى روسيا

هذو اتجه رتلين من الدبابات الروسية المنتشرة في جورجيا الى تسخينفالي في اوسيتيا الجنوبية تمهيدا للانسحاب الى روسيا. وشوهد رتل من خمس دبابات تليه اربع شاحنات عسكرية روسية تغادر بعد الظهر مدينة ناتسريتي على بعد حوالى خمسين كلم من تبيليسي باتجاه غوري (وسط).

ويتوقع ان تتجه الدبابات والشاحنات الى تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية ثم الى فلاديكفكاز عاصمة جمهورية اوسيتيا الشمالية التابعة لروسيا كما اكد ضابط روسي. قال الضابط امام حوالى خمسين رجلا قبل ان يصعدوا الى آلياتهم وشاحناتهم للتوجه الى غوري quot;لقد هزم العدو. طبقا للاوامر التي تلقيناها ستنسحب الوحدة الى غوري فتسخينفالي ودجافا (في اوسيتيا الجنوبية) ثم تمر عبر نفق روكسكي لتصل الى فلاديكفكازquot;. وقال الضابط للصحافيين ان هذه التحركات تنفذ quot;طبقا لخطة الانسحاب في الموعد المقررquot; من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.

ابخازيا المنطقة الجورجية الانفصالية الموالية للروس

يسيطر الانفصاليون على ابخازيا المنطقة الجورجية الموالية لروسيا والتي ستطلب الخميس من روسيا ان تعترف باستقلالها عن تبيليسي، منذ النزاع الدامي الذي اندلع مطلع التسعينات، غداة انهيار الاتحاد السوفياتي. ومنذ التاسع من اب/اغسطس، غداة الرد الروسي على الهجوم العسكري الذي شنته القوات الجورجية على اوسيتيا الجنوبية المنطقة الاخرى الانفصالية الموالية للروس، بدا الانفصاليون الابخاز عملية عسكرية لطرد الجنود الجورجيين من ممرات كودوري الجبلية فاتحين جبهة جديدة في النزاع المسلح بين تبيليسي وموسكو.

واندفعت القوات الابخازية التي شجعتها هزيمة جورجيا امام الجيش الروسي في اوسيتيا الجنوبية، فطوقت في 12 اب/اغسطس مرتفعات ممرات كودوري المنطقة الوحيدة من ابخازيا التي كانت تسيطر عليها القوات الجورجية والتي انسحبت منها اثر تبادل كثيف لاطلاق النار. وابخازيا وعاصمتها سوخومي، شريط ضيق من الاراضي القوقازية يحدها البحر الاسود من الغرب. وبنحو 8600 كلم مربع تحتل نحو 12% من الاراضي الجورجية وتعد 250 الف نسمة يحمل معظمهم جوار سفر روسي ويتداولون الروبل عملة نقدية. ويقبل على منتجعاتها الكثير من السياح الروس والمتحدرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق.

ومعظم الابخاز من المسلمين في حين يدين اغلبية سكان جورجيا بالارثوذكسية. واعلنت ابخازيا التي كانت quot;جمهورية تتمتع بحكم ذاتيquot; في جورجيا (التي كانت بدورها جمهورية سوفياتية) منذ 1930، استقلالها بشكل احادي الجانب في تموز/يوليو 1990 ودافعت عنه بقوة السلاح ضد القوات الجورجية. وخلفت المعارك اكثر من الف قتيل وادت الى نزوح 250 الف جورجي حسب تبيلسي وانتهت في خريف 1993 بانتصار الابخاز بدعم غير معلن لكنه فعال من موسكو. وتم توقيع وقف اطلاق النار عام 1994 تلاه انتشار بعثة مراقبين من الامم المتحدة وقوة فصل روسية باشراف مجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفياتي باستثناء دول البلطيق).

الا ان وقف اطلاق النار بقي هشا وكانت اشتباكات تجري بانتظام في تلك المنطقة. وفي تشرين الاول/اكتوبر 1999 صادق البرلمان الابخازي على اعلان الاستقلال. وبعد حصوله عام 2004 على عودة جمهورية اجاريا الجورجية الخاضعة للحكم الذاتي تحت سلطة تبيليسي، جعل الرئيس الجورجي الموالي للغرب ميخائيل سكاشفيلي من عودة النازحين واستعادة السيطرة على تلك المنطقة احدى اولوياته.

ويرأس ابخازيا رجل الاعمال سرغي باغابش الذي انتخب رئيسا في كانون الثاني/يناير 2005 بعد ازمة سياسية اندلعت بسبب الغاء انتخابات 2004 وانعدام عدم روسيا. ورفضت الدولة الابخازية خطة المانية لتسوية الازمة اقترحت في تموز/يوليو 2008.