موسكو: يرى ميخائيل غورباتشيف آخر رئيس للإتحاد السوفياتي السابق أن النتيجة النهائية للانتخابات التي أجريت في روسيا في الثاني من مارس أصبحت محتومة بعد أن عبر الرئيس بوتين عن تأييده لاختيار ميدفيديف رئيسا جديدا للدولة وأعلن موافقته على تسلم سدة رئاسة الحكومة في حال فوز ميدفيديف في الانتخابات الرئاسية. بوتين حقق إنجازات مثيرة للإعجاب خلال فترة رئاسته
ويضيف أن: الآن ينتظر الروس الذين منحوا بوتين وميدفيديف ثقتهم أن يعملا على تنفيذ وعودهما بوضع البلاد على سكة تحديث مقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مركزين على الجوانب المتعلقة بالتعليم وقطاع التكنولوجيا الحديثة والصحة العامة ومواجهة الفقر ومكافحة الفساد الإداري والمالي.
ويقول غورباتشيف: إنه ما من شك في أن بوتين وميدفيديف سيبذلان قصارى جهدهما في هذا الاتجاه. ولكن كل ذلك لن يكون كافيا إن لم يكن هناك تفاهم بين المجتمع والسلطة. ومن أجل تحقيق التفاهم المطلوب يجب، مثلا، أن تحسن السلطة سياسة إعداد الكادر الإداري وتعود لتنظم الانتخابات العامة لاختيار الحكام الإقليميين.
وعلى صعيد السياسة الخارجية يقول: كانت روسيا قد استعادت موقعها المعهود في الساحة الدولية في جانب كبير منه وهو ما يلقي المزيد من المسؤولية على عاتق روسيا لاسيما وإن بعض الشركاء الغربيين لا يزالون يبحثون عن منابع ما يواجهونه من مشكلات، في روسيا بدل إيجاد الحلول محليا.
روسيا قد تعيد ترتيب أولويات السياسة الخارجية
من جانبه أكدميدفيديف، أنه سيستمر في الخط السياسي الذي ينتهجه فلاديمير بوتين. وبدأت وزارة الخارجية الروسية، مع ذلك، العمل لإعداد رؤية جديدة للسياسة الروسية على الصعيد الخارجي تتماشى مع المتغيرات الحاصلة.
ويرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي، ميخائيل مارغيلوف، أن تغيير رئيس الدولة يهيئ الفرصة المواتية لتغيير فلسفة السياسة الخارجية حتى تأخذ في الاعتبار المتغيرات الحاصلة، معتبرا أن الرؤية الجديدة يجب أن تدعو إلى إصلاح جميع المنظمات الدولية الأساسية بما فيها الأمم المتحدة لأن غالبية المنظمات الدولية أنشئت في حقبة الحرب الباردة ولم تعد توافق متطلبات العصر الحديث وهو عصر التعاون البناء الخلاق.
ويرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الروسي، قسطنطين كوساتشوف، بدوره ضرورة أن تدعو الرؤية الجديدة إلى تنشيط المشاركة الروسية في إدارة الشؤون الدولية بما يتماشى مع الدور الروسي المتعاظم.
أما المحلل الكسندر كونوفالوف، وهو رئيس أحد المعاهد البحثية الروسية، فيرى ضرورة أن تأخذ الفلسفة الجديدة للسياسة الخارجية في الاعتبار أن هناك انحسارا في تدفق أموال النفط وهو ما يستوجب أن تكون كل خطوة في مجال السياسة الخارجية مدروسة.
الرئيس الروسي الجديد يخطف قلوب النساء
إلى ذلك أظهرت استطلاعات للرأي أن النساء شكلن 59% من المقترعين الذين صوتوا لصالح إعادة انتخاب بوتين رئيسا لروسيا في عام 2004.
وعمل مسؤولون عن قيافة مرشح السلطة الروسية لخلافة الرئيس بوتين في عام 2008 (ميدفيديف) على تحسين قيافته. ويُعتقد أنهم نجحوا في ذلك، إذ أبدت نساء كثيرات إعجابا بقيافة ميدفيديف الجديدة. وتقول الطالبة آنا بتروفا البالغة من العمر 19 عاما إنها تجد ميدفيديف رجلا وسيما يقدر على خطف قلوب النساء.
ويرى المحللون أن النساء يملن كذلك إلى إعطاء أصواتهن لمن يَعِد بتحقيق وحفظ الاستقرار.
وفي هذا الإطار لا بد أن يكتب لحكم بوتين الذكر الحسن. فقد ازداد الروس ثراء في عهد بوتين حيث أدى نمو الاقتصاد الروسي بمعدل يزيد على 5ر6% في السنة خلال الأعوام الثمانية الماضية إلى زيادة كبيرة في مداخيلهم المالية بينما انخفضت نسبة البطالة من 12% إلى 6%، وتراجعت نسبة الفقر من 40% إلى 14%.
وفي ما يخص الرئيس الروسي الجديد فيرى المراقبون أن ميدفيديف يقدم نفسه إلى الجماهير في قالب الليبرالي واعدا بتخفيف العبء الضريبي وتخفيف القيود الإدارية البيروقراطية وتعزيز حرية وسائل الإعلام وتدعيم استقلال القضاء.
ميركيل الى موسكو السبت المقبل
أعلن رسميا اليوم أن المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل ستقوم بزيارة الى موسكو يوم السبت المقبل وذلك بناء على دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بيان صادر عن الدائرة الاعلامية التابعة للحكومة الألمانية ان ميركيل ستجتمع ايضا خلال زيارة العمل الى الرئيس المنتخب ديميتري ديميديف.
وطبقا لما ورد في البيان فانه من المتوقع أن تتناول المحادثات بين الطرفين الى جانب العلاقات السياسية سياسة الطاقة الروسية والاوضاع في كوسوفو واتفاقية الشراكة الجديدة المزمع عقدها بين موسكو والاتحاد الأوروبي لاسيما ان ألمانيا تعتبر أكبر شريك تجاري لروسيا في أوروبا.
وتعتبر ميركيل أول زعيم غربي يقوم باجراء مباحثات مع الرئيس الروسي الجديد دميتري ميدفيديف الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي في روسيا الاتحادية.
ومن المقرر أن يباشر ميدفيديف مهام عمله رئيسا جديدا لروسيا في مايو المقبل بعد اجراء مراسيم التنصيب الاحتفالية في الكرملين بحضور عدد كبير من قادة الدول الأجنبية.
التعليقات