تل أبيب تدعو موسكو لعدم تسليح دمشق
الأسد في روسيا.. إسرائيل على رؤوس أصابعها
وبحسب تقرير أوردته صحيفة معاريف، اليوم الخميس، فان ثمة احتمالا بان تزود روسيا سوريا بصواريخ ارض ارض متقدمة من طراز اس 300, وصواريخ باليستية من طراز اسكاندير, يبلغ مرماها 280 كيلومترا وبوسعها حمل رؤوس حربية، وزنها 480 كيلوغراما قد تكون غير تقليدية. كما نقلت وكالة quot;انترفاكسquot; للإنباء عن مصدر دبلوماسي في موسكو أشارته إلى أن روسيا وسوريا تعدان لإبرام عدد من الصفقات, تشمل نظما صاروخية مضادة للطائرات ومضادة للدبابات. وأضاف أن سوريا مهتمة أيضا بشراء نظم صاروخية دفاعية وطائرات عسكرية ومعدات أخرى.
وعاشت سوريا في الماضي أزمة تسلح لمدة سنين طويلة بعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وفقدان الوكيل الذي زودها بالسلاح والمساعدة التقنية. وبخلاف الاتحاد السوفييتي لم تكن روسيا مستعدة لتزويد سوريا بسلاح، وبمساعدة تقنية بالمجان. وفوق ذلك طلبت روسيا إلى سوريا دفع دين عن نظم السلاح التي حصلت عليها في الماضي، وقيمتها نحوا من 11 مليار دولار، أخذت تعظم مع الوقت. بسبب ذلك قطعت سوريا شراء نظم السلاح، ومع السنين أخذت قوتها العسكرية تضعف بعقب قدم نظم السلاح، وبعقب نقص شديد من قطع التغيير.
ولكن تم إحراز تمهيد السبيل لعلاقات الشراء والمساعدة التقنية من روسيا في 2005، عندما وافقت الأخيرة على محو 73 في المائة من دين سوريا، وأحرزت تسوية لتقسيط مدفوعات باقي الدين، بحيث يكون بعضها مالا وبعضها سلعا. أنعش إنهاء قضية الدين موجة نشرات إعلامية عن مبيعات سلاح كبيرة من سوريا. في الوقت نفسه استعملت الولايات المتحدة وإسرائيل الضغوط على حكومة، روسيا لتمتنع عن تقديم نظم قد يخل وجودها في يد سوريا بالاستقرار في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق ذكرت على التخصيص صواريخ ارض ndash; ارض من طراز quot;اسكاندر ndash; إيquot;، ونظام الصواريخ المضادة للطائرات quot;إس ndash; 300quot;، التي يدور الحديث عنها في الوقت الحاضر.
وعمليًا، أولى الصفقات التي نالت زخمًا بين موسكو ودمشق، تضمنت صواريخ كتف متقدمة من طراز ايغلا ndash; اس (اس اي ndash; 18). أبطلت هذه الصفقة، التي كان بدؤها في سنة 2003 بضغط دولي على حكومة روسيا، تخوف أن تجد هذه الصواريخ طريقها إلى حزب الله. وفي نهاية المطاف، طور نظام جديد من أجل سوريا خاصة، عرف باسم quot;نظام ستريلتسquot;. وهو مركب خفيف مدرع يحمل أربعة صواريخ ايغلا ndash; اس، على نحو لا يمكن نزعها، وإطلاقها عن الكتف، أتمت هذه الصفقة في سنة 2006. ولكن هذه الصفقة، كان سبقها عام 2000، تزويد روسيا لسوريا، بصواريخ مضادة للدبابات من طراز ميتيس ndash; إم وكورنيت، واتهمت إسرائيل سوريا بنقل جزء منها إلى حزب الله.
ويوم الثلاثاء الماضي 19/8/2008، أفاد تقرير لصحيفة يديعوت، أنه في أثناء السنة الأخيرة التقطت إسرائيل عدت محاولات جرت في سوريا على صواريخ سكاد. متابعة التجارب تمت من خلال رادار quot;اورن ياروكquot; (صنوبر اخضر) ضمن منظومة صواريخ حيتس الإسرائيلية. وبحسب الصحيفة فأنه لدى السوريين نحو مائتين صاروخ من طراز سكاد بي، نحو ستين صاروخ من طراز سكاد سي، وكمية غير معروفة من صواريخ سكاد ديquot;.
وتدعي الصحيفة أنه منذ العام 2000 أجرى السوريون تجربة على صاروخ من هذا الطراز، ومنذ إذ جرت تجارب أخرى، احداها في شباط (فبراير) 2007. صاروخ سكاد، الذي طوره الاتحاد السوفيتي السابق وباعه لحلفائه، وبينهم كوريا الشمالية، العراق وسوريا. وفي السياق بدأت بعض هذه الدول بإنتاج الصاروخ بنفسها أو إدخال تعديلات تكنولوجيا عليه.
ويعتقد خبراء تل أبيب العسكريين أن السلاح الصاروخي، يمثل أقوى الأسلحة السورية في الوقت الراهن، والوسيلة الوحيدة التي ستلجأ دمشق لاستخدامها في حال تعرضت لهجوم إسرائيلي. وتنقل يديعوت عن خبير في المجال الأمني قوله: quot;ليس لديهم وسائل رد أخرىquot;. وبخاصة أن سلاح الجو السوري يوجد على مستوى عملياتي منخفض جداً بسبب مشاكل في الميزانية، والنقص العضال في قطع الغيار للطائرات المقاتلة من إنتاج الاتحاد السوفياتي السابق. لهذا السبب بذل السوريون في السنوات الأخيرة جهوداً كبيرة لتحسين قدرت إطلاق صواريخ ارض ارض. والسؤال الآن، هل تنجح سوريا في كسر قواعد اللعبة والاستفادة من أزمة القوقاز لإعادة هيبتها العسكرية؟
التعليقات