طهران : ذكرت تقارير صحفية ان الزعيم الايراني الاعلى اية الله على خامنئي طلب من الرئيس محمود احمدي نجاد ان يستعد لفترة رئاسة اخرى مدتها اربعة اعوام في تصريحات اعتبرها البعض درءا للانتقادات الموجهة للرئيس قبل انتخابات العام المقبل.

واثنى خامنئي على الرئيس الايراني من قبل بما في ذلك قبل فترة قصيرة من انتخابات برلمانية في مارس اذار الماضي لم يبل فيها انصار نجاد بلاء حسنا. لكن احدث تصريحات لخامنئي هي الاكثر تأييدا حتى الآن.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن خامنئي قوله في اجتماع للحكومة يوم السبت quot;لا تظن ان هذا هو عامك الاخير.quot;

واضاف خامنئي quot;اعمل كما لو انك ستبقى مسؤولا لخمس سنوات. بمعنى اخر... تخيل انه بالاضافة الى هذا العام ستكون هناك اربعة اعوام اخرى تحت ادارتك وخطط واعمل وفقا لذلك.quot;

ويواجه أحمدي نجاد انتقادات متزايدة من الايرانيين العاديين ومن خصومه المؤيدين للاصلاح وبخاصة فيما يتعلق بمعالجته لقضايا الاقتصاد وارتفاع نسبة التضخم التي بلغت نحو 26 في المئة. وارتفاع الاسعار من أكبر هموم كثير من الايرانيين العاديين.

وطلب خامنئي من حكومة احمدي نجاد السيطرة على التضخم.

ويقول محللون إن الاقتصاد سيكون معركة رئيسية اذا سعي احمدي نجاد الى ترشيح نفسه كما هو متوقع لفترة ثانية عام 2009.

لكن محللين يقولون ايضا إن الامر سيتوقف الى حد كبير على قدرة احمدي نجاد على الاحتفاظ بدعم خامنئي أكثر الزعماء الايرانيين نفوذا الذي يهتم ناخبون يعتبرون انفسهم مؤيدين للنظام كثيرا بارائه.

وانتهز المحافظون فرصة تصريحات خامنئي.

ونقلت صحيفة كيهان اليومية عن اسد الله بادامشيان النائب المحافظ في البرلمان الايراني قوله quot;من واجب الجميع ان يؤيدوا حكومة جاءت الى السلطة بتصويت اغلبية الناس واقرها الزعيم الاعلى.quot;

وقال نائب اخر يدعى روح الله حسينيان quot;ما انجزته الحكومة في السنوات الثلاث الماضية أرضى الزعيم الاعلى.quot;

ووصف عنوان رئيسي لصحيفة كيهان تصريحات الزعيم الاعلى بانها quot;بيان نهائيquot; يؤيد الحكومة.

وتستعد جماعات سياسية لانتخابات عام 2009 التي تجري عادة في منتصف العام تقريبا.

لكن بعض المحافظين الذين يطلقون على انفسهم quot; المبادئيينquot; لابراز تمسكهم بمباديء الثورة يقولون إن معسكرهم مازال منقسما لان غلاة المحافظين يؤيدون أحمدي نجاد بينما الشخصيات الاكثر اعتدالا حذرون من خطبه النارية.

واثبت احمدي نجاد انه شخصية خلافية في السياسة الايرانية حيث انضم بعض المحافظين الى المنتقدين الاصلاحيين في قولهم إن نهجه غير التوفيقي في النزاع النووي مع الغرب زاد من عزلة ايران.

ويتهم الغرب طهران بالسعي الى امتلاك اسلحة ذرية رغم نفي ايران ذلك مرارا. وادى عجز ايران عن اقناع قوى دولية بنواياها السلمية من برنامجها النووي الى فرض الامم المتحدة لثلاث مجموعات من العقوبات عليها.

ويقرر خامنئي الذي امتدح نهج احمدي نجاد في معالجة الملف النووي السياسة النووية للبلاد في نهاية المطاف.

ودعا مرشحون مؤيدون للاصلاح الذين يسعون الى تحقيق تغيير سياسي واجتماعي الى اتباع مزيد من الدبلوماسية للتعامل مع الغرب واتهموا أحمدي نجاد أيضا بتبديد عائدات النفط الايرانية المفاجئة في محاولته للوفاء بتعهده بتوزيع اكثر عدلا للثروة.

وينتقد الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي خسر انتخابات عام 2005 امام احمدي نجاد الحكومة رغم انه لا يميل الى ذكر الرئيس.

وقال رفسنجاني الذي شغل منصب الرئاسة ثمانية اعوام اثناء الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988 في خطبة الجمعة انه برغم تدمير الحرب للاقتصاد quot;لم يكن لدينا أي مشاكل اساسية.quot;

وكان رفسنجاني يشير الى تكرار انقطاع المياه والكهرباء في الصيف في انحاء البلاد وهو امر يرجع في جانب منه الى الجفاف ولكنه يرجع ايضا لتقاعس عن تطوير البنية التحتية مع تزايد عدد السكان.