تل أبيب: ذكرت صحيفة هآرتس أن جدلا يدور في الأوساط السياسية والدفاعية في إسرائيل حول الجهة التي نجحت في إحباط خطة المواجهة التي كانت تسعى إليها حركة quot;غزة الحرةquot; عندما حاولت الأسبوع الماضي كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للجانب الإسرائيلي فقد وصل المركبان إلى القطاع يوم السبت الماضي دون مشاكل، وإن إسرائيل سمحت بمرورهما ووصولهما إلى غزة تفاديا لما اعتبرته استفزازا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوى في الحكومة الإسرائيلية أن الحكومة هي التي قررت السماح للمركبين اللذين نقلا مساعدات إنسانية إلى القطاع بالرسو في ميناء غزة، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي خطط للتصدي لهما. وقالت المصادر لهآرتس إن الجيش الإسرائيلي اقترح استخدام القوة لمنع وصول المركبين إلى سواحل غزة خلال مناقشة المسألة الأسبوع الماضي. وبحسب المصادر أيضا فإن ضباطا في الجيش اقترحوا اعتراض المركبين وإجبارهما على الرسو في عسقلان من أجل التفتيش واستجواب الناشطين.

في مقابل ذلك، أفادت هآرتس بأن مصادر في وزارة الدفاع رسمت للصحيفة صورة مخالفة تماما لما علمته من المصادر الحكومية. وأوضحت الصحيفة أن مصادر الدفاع أكدت أنها لم تقترح اللجوء إلى القوة في أي لحظة خلال المناقشات، بل إن كل ما اقترحته هو تدخل الشرطة إذا استدعى الأمر لكن دون استخدامها السلاح أو العنف، مشيرة إلى أنه تقرر فيما بعد أن عملية من ذلك القبيل ليست ضرورية. وأضافت الصحيفة أن مصدرا في المؤسسة الدفاعية أبلغها أن القرار النهائي تم التوصل إليه خلال مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك بعد توصيات مشتركة من باراك ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي.

وذكرت الصحيفة أن مؤسسة الدفاع استعدت لوصول مركبي quot;غزة الحرةquot; قبل أسابيع، مشيرة إلى أن عدة خيارات أثيرت في بادئ الأمر من أجل إحباط الرحلة، من بينها الضغط على السلطات اليونانية والقبرصية. وأوضحت هآرتس أنها علمت أن وزارة الخارجية بعثت رسالة إلى المنظمة عرضت فيها نقل المساعدات الإنسانية التي يعتزم ناشطوها إيصالها إلى القطاع، مقابل عزوفهم عن التوجه إلى غزة.

وقالت الصحيفة إنه بعد فشل الجهود الدبلوماسية، تم اقتراح خيارات أخرى لمنع المركبين من كسر الحصار المفروض على القطاع، مشيرة إلى أن مصادر الدفاع أبلغتها أن الجيش تفادى خلال المناقشات تقديم اقتراحات باتخاذ إجراءات عنيفة انطلاقا من إدراك مؤسسة الدفاع أن مهمة الناشطين مجرد دعاية وأن المركبين لا يشكلان أي تهديد أمني.

وذكرت الصحيفة أن قرار السماح للمركبين بالوصول إلى غزة ظل سريا حتى يوم الجمعة، وأن الحكومة أعلنت رسميا مساء اليوم ذاته أنها لن تمنع المركبين من بلوغ هدفهما، مضيفة أن مؤسسة الدفاع شددت على أن السماح لمركبي quot;غزة الحرةquot; بالمرور لا يعني أن أي محاولات لكسر الحصار في المستقبل ستلقى معاملة مماثلة.