روما: يتوجه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني الى ليبيا الليلة للقاء الرئيس الليبي معمر القذافي في مدينة بنغازي غدا حيث ينتظر أن يوقعا (معاهدة للصداقة والتعاون) طال انتظارها لاغلاق ملف الحقبة الاستعمارية والتعويض عنها وذلك بعد أن أكمل وفد ليبي التفاهم على أهم المسائل العالقة.

وأعلن قصر كيجي (مقر الحكومة الايطالية) بعد ختام مفاوضات أجراها الوفد الليبي المعني بمناقشة الاتفاقية بمبنى رئاسة الوزراء صباح اليوم أنه quot;تم اغلاق اتفاقية الصداقة والتعاون بين ايطاليا وليبياquot; وذلك quot;مع بقاء بعض المسائل الجانية ما زالت معلقةquot;.
وذكر أن الاتفاقية المرتقبة تمثل تفاهما لمدة 25 عاما تشتمل على الالتزام بنفقات سنوية وقيام ايطاليا بانشاء طريق سريع بطول الساحل الليبي يربط حدودها من تونس الى مصر بالاضافة الى بناء عدد من المنشآت وذلك على شكل تعويض لليبيا عن الأضرار التي لحقت بها خلال فترة الاحتلال الاستعماري الايطالي.

وأفادت مصادر حكومية ايطالية أن تعدد تفاصيل الاتفاقية المتشعبة الأبعاد دفعت المفاوضين الى ترك بعض المسائل الثانوية مفتوحة ليتم مواجهتها في وقت لاحق عبر تشكيل مجموعات عمل ثنائية مشتركة.

وظلت مسألة الطريق الساحلي هذه العقبة الرئيسية في اتمام هذه المعاهدة التي تولت الحكومات الايطالية المتعاقبة التفاوض عليها منذ سنوات لعدم وجود مخصصات لتغطية تكلفتها الضخمة المتوقعة في ظل شحة الموازنة الايطالية المنهكة.
وقد ألمحت مجموعة (ايني) النفطية الايطالية التي حازت في أكتوبر توقيع اتفاقية استراتيجية نفطية كبرى طويلة الأمد حتى عام 2047 مع ليبيا تشتمل على استثمارات قيمتها 28 مليار دولار لتنمية الانتاج من الغاز والنفط الليبي بامكانية تمويل اقامة الطريق السريع الذي تتمسك به طرابلس.

ويلي اعلان اليوم ما سبق أن أعلنه رئيس الوزراء الايطالي يوم 7 أغسطس الماضي بعد اجتماعه مع نظيره الليبي البغدادي المحمودي عن قرب انجاز اتفاقية التي تفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية الهامة بين روما وطرابلس.
وكان بيرلسكوني قد التقى القذافي في أواخر يونيو الماضي في مدينة سرت بعد أشهر قليلة من عودته للحكم في أول زيارة له خارج أوروبا ركزت على تنقية أجواء العلاقات الثنائية الهامة وكذلك مناقشة احياء التعاون في مكافحة هجرة المتسللين عبر الشواطئ الليبية الى ايطاليا والذي لوحت طرابلس بتجميده