طرابلس: تقدم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بـquot;التهاني إلى قائد الثورة والشعب الليبي بالعيد التاسع والثلاثين لثورة الفاتح العظيم وباعتذار إيطاليا العلني للشعب الليبي عن حقبة استعمارها لليبياquot;، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية الرسمية.

وحسب الوكالة، فإن أمير قطر أكد في مكالمة هاتفية مع الزعيم الليبي معمر القذافي أمس الثلاثاء quot;أن هذا الانتصار التاريخي الذي حققه الشعب الليبي، قد شكل بالفعل سابقة في تاريخ العالم ستجعل بقية الشعوب التي كانت مستعمرة سواء العربية أو في أنحاء العالم الأخرى.

تقتدي بالشعب الليبي مطالبة الدول التي استعمرتها بالاعتذار لها وتعويضهاquot;..كما عبر عن تهانيه والشعب القطري الشقيق للقذافي وللشعب الليبي بحلول شهر رمضان. ووافقت روما، بموجب اتفاقية لطي صفحة الماضي الاستعماري مع طرابلس الغرب وقعها رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني السبت الماضي، على تعويضات يبلغ مجموعها خمسة مليارات دولار تدفع على مدار خمسة وعشرين عاما، بينما وعدت ليبيا في المقابل بمنح روما امتيازات استثمارية في قطاع الطاقة ومجالات اقتصادية أخرى

تنفيذ ايطاليا لمطالب القذافي إضعاف للاتحاد الأوروبي والناتو

من جانبه رأى مدير معهد ميدل ايست ومستشار الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض في شؤون الإسلام دانييل بيبس في قبول ايطاليا لمطالب العقيد القذافي خطأً كبيرا وسابقة خطيرة.

وقال الخبير الأميركي في شؤون الإسلام إنه quot;أضعاف للناتو من جهة، لأنه سيعمل على فصل أوروبا عن حلف شمال الأطلسي، وكما يفعل بوتين عند حض البلدان الأوروبية التي تعتمد على النفط والغاز الروسيين على الابتعاد عن أميركا، هكذا يحاول القذافي دفع ايطاليا للوقوف إلى جانبه في حال وقوع صدام جديد مع أميركاquot;، وتابع القول quot;من جهة أخرى، إنه إقرار بمبدأ وجوب إصلاح أوروبا ماديا لما خلفه ماضيها الاستعماري، ومجازفة بفتح قضية قد تودي بحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبيquot; وفق تعبيره.

وأضاف مستشار الكونغرس والبيت الأبيض quot;يدهشني أن يُقدِم قائد محافظ مثل برلسكوني على خطوة كهذه، فهو لم يوقع معاهدة تجارية وحسب، بل وسياسية أيضاquot;، وأردف quot;لقد تسلم القذافي تعويضات عن أخطاء ارتكبها موسوليني، وقد يفتح بابا لمواقف مماثلة (فرنسا والجزائر). على أوروبا الحذر من هذا الموقف فإن التعويض يسقط بعد مرور فترة زمنية طويلة كهذهquot; على حد تعبيره.