طلال سلامة من روما: أثارت تصريحات quot;جاني أليمانوquot;، عمدة روما، في أعقاب زيارة قام بها مؤخراً لإسرائيل، غضب الجالية العبرية بروما. نستطيع القول ان كلمات عمدة روما، حول الفاشية والقوانين العنصرية، ستشعل جدالات حادة ستطال تداعياتها السياسية والاجتماعية جميع أنحاء البلاد، من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب. صحيح أن الجالية اليهودية تتمركز رئيسياً في المدن الكبرى وعلى رأسها روما وميلانو بيد أن تشعباتها هنا كثيرة. يكفي النظر الى الشهرة(اسم العائلة) لنستنتج أن العديد من أسماء الأسر هنا تحمل أسماء المدن الإيطالية، كما ميلانو وغيرها. بالفعل، قامت الأسر أثناء الحرب العالمية الثانية بتغيير شهرتها للإفلات من قبضة النازيين. وكان الحل الأفضل لها اعتناق أسماء المدن الإيطالية.

هذا وقام عمدة روما بالتمييز بين حكومة موسوليني والقوانين التي استهدفت اليهود. هكذا، فتح أليمانو على نفسه أبواب مغامرة لا تُعرف أبعادها بعد. فبالنسبة الى عمدة روما لا يمكن النظر الى الفاشية بأنها الشر المطلق. لذلك، لا يدين أليمانو العقيدة الفاشية بحد ذاتها إنما ما حملته معها من بعض القوانين العرقية. هنا نرى اختلافاً واضحاً مع موقف quot;جان فرانكو فينيquot; اليميني، الذي يتولى منصب رئيس البرلمان حالياً، الذي أدان الفاشية دون تردد خلال زيارته الدولة الإسرائيلية في العام 2003.

بالنسبة الى الجاليات اليهودية المحلية، يعتقد مسؤولوها أنه من غير الممكن الفصل بين الفاشية وقوانين عنصرية صادرة عنها. فهذه القوانين ولدت ووجدت حصراً تحت سقف الفاشيين وعهدهم. في أي حال، تجد الإشارة الى أن الفاشية، قبل الإقرار بالقوانين العنصرية، قامت بحذف الحريات الشخصية لكل من عارض العقيدة الفاشية. علاوة على ذلك، كنا نجد حزباً واحداً حاكماً في البرلمان، في حين لقي معارضون بارزون حتفهم وألغت حكومة موسوليني أي تمثيل رسمي لنقابات العمال.

مع ذلك، يلقى عمدة روما دعماً واسعاً من ائتلاف الوسط اليميني الذي يعتقد مسؤولوه الرفيعون أن ما قاله أليمانو ليس خالياً من الصحة.