اعتدال سلامه من برلين: كشف تقرير سري لدى دائرة المخابرات السرية الالمانية BN أن عملاء من هذه الدائرة شاركوا في التحضير للاستيلاء على العاصمة العراقية بغداد خلال الحرب، وأدى الكشف عن هذا التقرير إلى إرباك وزير الخارجية الاشتراكي فرانك فلتر شتاينماير المرشح لمنصب المستشار العام المقبل، وكان خلال الحرب منسق شؤون دائرة المخابرات السرية في ديوان المستشارية.
فحسب ما ورد في الملف السري ارسل الاشتراكي شتاينماير يومها عميلين من دائرة المخابرات الى بغداد ربيع عام 2003، لجمع معلومات وصور مهمة جدا عن الوضع في الداخل قدماها بعد ذلك الى قوات الجيش الاميركي سهلت عليه عملية الاستيلاء على العاصمة. ولم تقم قيادة المخابرات السرية الالمانية بدعم قوات الحلفاء بصور عن مواقع مهمة داخل بغداد بل وشاركت في التحضير لعملية الاستيلاء عليها ضمن ما يسمى بعملية Operation Thunder Run ومساندتها. واعطى شتاينماير يومها الاذن لمساهمة عناصر المخابرات السرية الالمانية ، لكنه ارسل تعليمات بعدم المشاركة مباشرة في القتال.

ويظهر الملف السري جانب ظل حتى الان خفيا الا وهو انه وفي صباح الرابع من شهر نيسان( ابريل) عام 2003تلقى العميلان الموجودان في بغداد، وهما راينر ماهنر وفولكر هانيستر مكالمة هاتفية من مركز المخابرات السرية الالمانية في بولاخ بمدينة ميونيخ تضمن معلومات من قيادتهما تقول بان القوات الاميركية تزحف باتجاه العاصمة بغداد ، لهذا فان اخر الصور التي التقطتاها للمدينة واخر المعلومات التي جمعاها عن الوضع فيها له اهمية كبيرة وكانت رد الاثنين مباشرة التعاون وتقديم ما تحتاجه القوات الاميركية في هذا الصدد.

ولقد تمكن الطيران الاميركي من توجيه ضربات محكمة ضد مواقع عراقية وتدمير نادي الضباط على سبيل المثال. وبعد ظهر نفس اليوم اتصل العميلان مع المركز في ميونيخ لنقل معلومات عن اختباء عدد من القياديين العراقيين في مبنى لم يكتمل بناؤه محتمين باكياس من الرمل. وفي اليوم التالي قدمت العميلان كمية من الصور الي القيادة العسكرية الاميركية يعتقد بانها صور لمكاتب قيادين من وزارة الدفاع العراقية في فندق شيراتون، بعدها ارسلا خبرا الى القيادة بان المهمة قد انجزت.
وكانت القيادة العسكرية الاميركية بحاجة ماسة الى معلومات من هذا النوع لتنفيذ حربها ضد العراق، لان المخابرات السرية الاميركية لم تتمكن من ارسال عناصر لها الى داخل العاصمة. كما وان طائرات الاستكشاف الاميركية لم تتمكن من تصوير مواقع مهمة لان العراقيين اضرموا النار في كميات ضخمة من النفط نتج عنها سحب دخان اسود كثيفة حجبت الرؤية.

ورغم النفي الالماني الا ان القيادة العسكرية الاميركية اكدت يومها بان المانيا قدمت دعما مهما في اقتحام العاصمة بغداد، حتى انها اعترفت ان المعلومات الالمانية كانت السبب في تغيير خططها العسكرية وتنفيذ عملية الاقتحام دون تباطأ.

وظل شتاينماير حتى عام 2005 ينفي مشاركة عناصر من المخابرات السرية الالمانية باي شكل من الاشكال في الحرب ضد العراق. وقد يكشف استماع لجنة التحقيق التابعة لدائرة المخابرات السرية الكثير من المعلومات حيث ستسمع يوم الخميس المقبل الى اقوال العميلان هانيستر وماهنر وقد يدلي الوزير شتاينماير باقواله ايضا.