الحكومة ادانت زيارته لاسرائيل ونواب اعتبروها خيانة للدستور
النائب العراقي الالوسي: يعاقبوني لاني هاجمت ايران

أسامة مهدي من لندن: رد النائب العراقي رئيس حزب الامة العراقية مثال الالوسي على رفع مجلس النواب الحصانة البرلمانية عنه بالقول ان هذا الاجراء تم اتخاذه لانه هاجم ايران واشار الى انه حين قام بزيارته الاولى لها قبل 3 سنوات استقبلته معظم الكتل السياسية ولم تعترض على الحدث لكنها في هذه المرة ولانه تعرض لايران فانها سارعت الى التصويت على رفع الصحانة ضده الامر الذي سيترتب عليه منعه من السفر واتخاذ اجراءات قضائية وتاديبية ضده وذلك في جلسة صاخبة للمجلس تحولت الى ملاسنة وكلمات نابية بين عدد من النواب والالوسي قبل ان تتدخل الشرطة البرلمانية لتهدئة الوضع. فقد ناقش المجلس في جلسة له اليوم في بغداد زيارة الالوسي لاسرائيل الاسبوع الماضي وهي الثانية من نوعها خلال السنوات الاربع الاخيرة وقرر بالاغلبية رفع الحصانة البرلمانية عنه لزيارة quot;دولةquot; مازالت في حالة حرب مع العراق الذي لايرتبط بعلاقات دبلوماسية معها.

وفي بداية الجلسة تلى رئيس كتلة الائتلاف الشيعي الموحد النائب علي الأديب بيانا بشان زيارة الالوسي إلى إسرائيل والتصريحات الإعلامية المنسوبة له فاستنكر باسم الكتلة زيارته هذه وطالب مجلس النواب بموقف حيالها وإصدار بيان صحافي باسم مجلس النواب ومن لجنته للعلاقات الخارجية لإدانة الزيارة واقترح إضافة فقرة ضمن النظام الداخلي للمجلس تمنع مثل هذه الزيارات وان تقوم السلطة القضائية بمقاضاة النائب.

وردا على ذلك أشار الالوسي الى انه شارك في مؤتمر مكافحة الإرهاب الى جانب الكثير من ممثلي الدول الدول العربية والاسلامية وراى بانه يجب طرح بعض الأفكار المتعلقة بالعراق بمصداقية . وأوضح بان المؤتمر ناقش كيفية الاستفادة من تجربة العراق وافغانستان في محاربة الإرهاب. واكد ان حضوره كان بصفته الشخصية وليس ممثلا للعراق quot;على الرغم من ان مشاركته في المؤتمر تدل على النضج السياسي العراقيquot; على حد قوله.

واضاف ان هذه هي مشاركته الثانية له في مؤتمر يعقد في اسرائيل موضحا ان وفودا من مصر والاردن والمغرب وتونس شاركت فيه ايضا وكانت اعلامها ترفرف في ساحة المؤتمر الذي طلب المنظمون له رفع العلم العراقي الى جنبها لكنه رفض ذلك قائلا لان مشاركته شخصية وليست رسمية باسم العراق. واوضح انه لم يدعو لاقامة العراق علاقات مع اسرائيل لكنه اراد الرد على بعض المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالاوضاع العراقية. وقال ان دولا حليفة للعراق شاركت في المؤتمر مثل الولايات المتحدة التي تجري مباحثات لتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي طويلة الامد معها اضافة الى دول بريطانيا وفرنسا وروسيا.

وقال ان ايران اليوم مركز المصائب في المنطقة وغالبية الشعب العراقي لا تؤيد النظام في طهران واضاف انه ينبغي التعاون مع اسرائيل من اجل انتاج سلاح استخباراتي سوية مع تركيا والولايات المتحدة والكويت من اجل ضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الارهاب الشرق اوسطي معا .
واشار الالوسي الى انه رد على مغالطات ادلى بها في محاضرة له خلال المؤتمر الجنرال الاميركي quot;ماهيquot; الاستاذ بجامعة جورج تاون الذي ادعى ان احتلال العراق قاد اميركا الى مصائب لايستحق العراقيون تقديمها .. وان خروج القاعدة من العراق لم يكن بالقوة الاميركية وانما لان العراقيين وقفوا ضدها بعد ان انتهكت اعراض نسائهم اضافة الى ادعائه ان الشيعة العراقيين ليسوا عربا او عراقيين وانما هم ايرانيون . واضاف ان خبيرا في شؤون القاعدة من سنغافورة ادعى عدم وجود تنظيم للقاعدة في العراق وانما هم انصار الاسلام الاكراد الذين يقاتلون من شمال العراق ولذلك فان القتال في هذا البلد هو كردي كردي.

وشدد الالوسي على انه لم يتحدث خلال المؤتمر بأسم العراق موضحا ان الحكومة العراقية هي صاحبة الحق وحدها في تقرير ماتراه بشأن اسرائيل . وقال انه دعا في المؤتمر الى الصبر واطالة الحوار مع ايران وان استغرق الامر 3 سنوات اخرى وعدم اللجوء الى الحرب لانها ستلحق كوارث سياسية واقتصادية بالعراق قد تقود الى حرب اهلية. وخاطب الالوسي النواب الذي كانوا يصرخون بعبارات تهاجمه والزيارة التي قام بها لاسرائيل قائلا quot;لقد زرت اسرائيل سابقا لكن بيوت اعضاء النواب من مختلف الكتل .. من الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني احتضنتني بأعتباري وطنيا مخلصا ولم يتخذوا اي اجراءات ضدي ولكني لاني تعرضت لايران هذه المرة فقد ثار النواب وهاجموني وطالبوا بمعاقبتيquot;.

من جانبه اشار النائب فؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكردستاني الى انه لم يكن على النائب القيام بهذه الزيارة فيخلق لنفسه وللاخرين مشكلة . واقترح تشكيل لجنة للتباحث في الأمر لتقرر في هذا الأمر. اما النائب هادي العامري من الاءتلاف الشيعي فقد ايد البيان الذي القاه النائب علي الاديب كما طالب برفع الحصانة عن الالوسي وتحذير كل نائب اخر من القيام بعمل مماثل مشيرا الى ان quot;العدو الصهيونيquot; مازال يرتكب المذابح ضد الفلسطينيينquot;. وباسم جبهة التوافق اوضح النائب اياد السامرائي ان دولة إسرائيل تعتبر عدوا وان اعضاء المجلس اقسموا ان يكونوا أوفياء للدستور واعتبر موقف النائب مثال الالوسي خيانة للدستور. وردا على مبررات الالوسي لزيارته شدد النائب عقيل الخزعلي على ان إسرائيل ستبقى عدوا للعراق وان موقفه هو حنث لليمين الدستوري.

اما النائب حسن الشمري رئيس كتلة حزب الفضيلة فقد اكد ان توصيف إسرائيل هي انها عدو للعراق وبين ان هذه الزيارة لا تنسجم مع السياسية العامة العراقية . واكد اسامة النجيفي رئيس كتلة القائمة العراقية ادانة هذه الزيارة وراى بان تدخل دول الجور لا يبيح اقامة علاقات مع اسرائيل. ومن جانبه طالب النائب فلاح زيدان عن كتلة الحوار الوطني رفع الحصانة عن النائب واقامة دعوى قضائية ضده .. بينما اكد النائب قاسم السهلاني على النقاط التي وردت في بيان كتلة الائتلاف .. واوضح النائب المستقل وائل عيد اللطيف ان موقف العراق تجاه اسرائيل كان واضحا يانه كيان غاشم واقترح تشكيل لجنة مشتركة من اللجنة القانونية والعلاقات الخارجية وارسال كتاب الى القضاء برفع الحصانة عن النائب.

واستنكر الدكتور صفاء الدين الصافي وزير الدولة لشؤون مجلس النواب باسم الحكومة زيارة النائب مثال الالوسي الى اسرائيل وايد مجلس النواب في اي اجراء يتخذه. ومن جانيه طالب النائب بهاء الاعرجي من التيار الصدري بمنع النائب الالوسي من حضور جلسات المجلس والسفر الى خارج البلد وتكليف المشاور القانوني في المجلس لاقامة دعوى قضائية ضده، وكما دان النائب محمد احمد باسم كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني اقامة علاقات اوتنسيق مع دولة اسرائيل من قبل اي طرف كان . وقال انه ماكان على النائب ان يقوم بهذه الزيارة وايد تشكيل لجنة للتحقيق مع النائب .. فيما استنكر النائب محمد الحيدري باسم كتلة التضامن زيارة النائب مثال الالوسي وطالب بتقديمه الى القضاء منعا لتكرار مثل هذه الزيارات.

واشار النائب عبد مطلك الجبوري بان الكتلة العربية المستقلة تستنكر هذه الزيارة وراى بان فعلة الالوسي مدانة وتتنافى مع الدستور .. فيما طالب النائب حسين الفلوجي بتقديم دعوى قضائية جزائية ضد النائب. وقد دخل الالوسي في مشادة كلامية وملاسنة مع النائب عن الائتلاف عبد الكريم العنزي تطورت بعدها الى أكثر من ذلك قبل أن تحول الشرطة البرلمانية بين النائب العنزي والآلوسي.

واثر هذه المداخلات حاول الالوسي الرد عليها الا ان مجلس النواب صوت بالاغلبية على :
أولا: رفع الحصانة عن مثال الآلوسي.
ثانياً: منعه من السفر.
ثالثاً: تكليف المستشار القانوني للمجلس بالمتابعة مع المحكمة الاتحادية في شأن الموقف القانوني من مثال الآلوسي.

وقد شارك الالوسي في تل ابيب في مؤتمر لمكافحة الارهاب بدعوة من معهد السياسات ضد الارهاب . وكانت زيارة الالوسي الاولى لاسرائيل عام 2005 قد اثارت اعتراضات سياسية واسعة في حينها طالبت برفع الحصانة البرلمانية عنه لكن اي اجراء لم يتخذ ضده سوى تجميد عضويته في المؤتمر الوطني العراقي الذي يتراسه نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي الامر الذي دعاة الى الانفصال عن المؤتمر وتأسيس حزب جديد اسماه quot;حزب الامة العراقيةquot; .

وقالت تقارير اسرائيلية ان الالوسي دعا في تصريحات له خلال مشاركته في المؤتمر الى اقامة علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل وتوسيع حلف بينهما ليشمل تركيا والكويت .. كما هاجم النظام الإيراني ودعا لتعاون دولي ضده . واضافت ان النائب العراقي القى محاضرة أمام المؤتمر الذي تنظمه أكاديمية هرتسليا الإسرائيلية دعا فيها إلى تعاون بين دول المنطقة ضد إيران التي قال انها اليوم quot;مركز المصائب في المنطقة وغالبية الشعب العراقي لا تؤيد النظام فيهاquot; . واضاف أنه quot;ينبغي التعاون مع إسرائيل من أجل إنتاج سلاح استخباراتي سوية مع تركيا والولايات المتحدة والكويت من أجل ضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الإرهاب الشرق أوسطي معا.

واعلن الالوسي في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2004 تشكيل quot;حزب الامة العراقية الديمقراطيquot; وذلك بعد اقالته من حزب المؤتمر الوطني اثر زيارته اسرائيل منتصف ايلول (سبتمبر) من العام نفسه. وعمل الالوسي مساعدا لاحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي ونائبا لرئيس هيئة اجتثاث البعث من قبل مجلس الحكم السابق وتحت اشراف سلطة الائتلاف الموقتة التي حكمت العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 حتى نقل السلطة الى العراقيين في حزيران (يونيو) 2004.

وقد قتل نجلا الالوسي في بغداد عام 2004 في محاولة لاغتياله هو اتهم اثرها وزير الثقاقة العراقي السابق اسعد كما الهاشمي الذي ينتمي الى جبهة التوافق العراقية السنية بالمسؤولية عن اغتيالهما وحكمت عليه احدى المحاكم العراقية غيابيا بالاعدام الشهر الماضي . معروف ان العراق لايرتبط بعلاقات مع الدولة العبرية وهو في حالة حرب معها منذ قيامها عام 1948 لكن مسؤولين عراقيين التقوا خلال السنوات الثلاث الاخيرة مع مسؤولين اسرائيليين وتبادلوا معهم مصافحات بالايدي وعبارات مجاملة لم تتطور الى مباحثات.