بيروت، وكالات: أفاد مصدر مصدر أمني أن مجهولين أقدموا ليل الإحد الإثنين على إلقاء ست قنابل يدوية في بيروت أحدثت اضرارا مادية، وذلك عشية إنعقاد مؤتمر الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقال المصدر quot;القى مجهولون ست قنابل يدوية بعد الساعة الثانية فجرا (23,00 ت غ) في مناطق متفرقة من كورنيش المزرعة ادت الى وقوع اضرار طفيفة في المحلات والسياراتquot;.

وكورنيش المزرعة حي تجاري وسكني في القسم الغربي من بيروت حيث الكثافة الاسلامية وكان شهد في الاشهر الماضية اشتباكات بين انصار قوى 14 اذار التي تمثلها الاكثرية النيابية وخصوصا تيار المستقبل وانصار قوى 8 اذار التي تمثلها الاقلية النيابية وخصوصا حركة امل الشيعية.

وانهى اتفاق الدوحة الذي وقعه الافرقاء السياسيون اللبنانيون في 21 ايار/مايو في العاصمة القطرية ازمة سياسية استمرت 18 شهرا وتطورت الى اشتباكات مسلحة بين انصار الاكثرية والاقلية النيابيتين كادت تجر البلاد الى حرب اهلية. وبفضل هذا الاتفاق انتخب سليمان رئيسا للجمهورية وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ويجري العمل حاليا على سن قانون جديد للانتخابات النيابية. كما نص الاتفاق على quot;اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنينquot;.

واعلن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان quot;الاستراتيجية الدفاعيةquot; ستكون البند الرئيسي على جدول اعمال الحوار، وتهدف هذه الاستراتيجية الى تحديد مستقبل العلاقة بين الجيش وسلاح حزب الله. وبعد انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990) سلمت جميع الميليشيات اللبنانية اسلحتها الى الدولة اللبنانية باستثناء quot;المقاومةquot;، التي استمرت تقاتل الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان والتي شكل حزب الله رأس حربتها. وكتبت صحيفة الانوار المستقلة في افتتاحيتها الاحد ان quot;الكل يعرف ان طرح الاستراتيجية الدفاعية اسم مستعار لرغبة اطراف محلية وخارجية في نزع سلاح حزب الله والرغبة المعاكسة لاطراف محلية وخارجية في الحفاظ عليهquot;.

والاكثرية النيابية التي تؤكد على وجوب حصر قرار السلم والحرب في يد الدولة هي التي اصرت على بحث مستقبل سلاح حزب الله على طاولة الحوار. وطرح الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله في تصريح صحافي نهاية الاسبوع ثلاثة شروط لنجاح الحوار الوطني. وقال quot;اذا اردنا ان ينجح الحوار بسرعة هناك ثلاث قواعد: اتفاق المجتمعين ان لديهم عدوا واحدا هو اسرائيل، اقتناعهم ببناءالدولة القادرة العادلة المتوازنة القوية النظيفة، توافقهم على ان الهدف توفير المقومات اللازمة لتحرير الارض وتأمين الدفاع من خلال الاستراتيجية الدفاعيةquot;.

ولكن الحوار الوطني سيستأنف في ظل جو تسوده مخاوف من تجدد موجة الاغتيالات السياسية ولا سيما بعد الاغتيال الاخير الذي حصل الاربعاء وحصد حياة صالح العريضي القيادي في حزب موال لسوريا. ويقول مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية اسامة صفا ان quot;الامن اليومي يجب ان يكون نقطة البحث الرئيسيةquot; على طاولة الحوار. ويضيف لوكالة فرانس برس ان quot;الاستراتيجية الدفاعية مسألة تتعلق بالمدى البعيد. سيكون خطأ حصر البحث في هذه المسألةquot;، مشيرا الى quot;اننا بحاجة الى الحديث عن واقع ان اللبنانيين يعيشون في خوفquot;.

من ناحيتها كتبت صحيفة النهار الليبرالية السبت quot;الامن قبل الحوارquot;. والشخصيات ال14 التي ستجتمع الثلاثاء برئاسة الرئيس سليمان شاركت العام 2006 في مؤتمر الحوار الذي عقد بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وحينها توصل المشاركون الى التوافق على مختلف بنود جدول الاعمال باستثناء الاستراتيجية الدفاعية.

وعلمت quot;النهارquot; ان اي مشاركة عربية تتجاوز حضور الامين العام للجامعة مستبعدة لان الدوائر الرئاسية وجهت الدعوات الى المشاركين استنادا الى ما نص عليه اتفاق الدوحة الذي لحظ مشاركة الجامعة وحدها. ولكن أجري اتصال بأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بصفة كونه راعي مؤتمر الدوحة والاتفاق الذي انبثق منه، كما اجري اتصال بالرئيس السوري بشار الاسد بصفة كونه رئيس القمة العربية لهذه السنة. وقالت مصادر رسمية في هذا الصدد لـquot;النهارquot; انه اذا شاء امير قطر ان ينتدب من يمثله لحضور افتتاح الحوار فسيكون موضع ترحيب، لكن اي دعوة لم توجه الى قطر للحضور.

الرياض والقاهرة تجددان دعمها للحوار

بدوره اعتبر السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة quot;إن الحوار اذا تم بين بلدان مختلفة يكون مهماً، فكيف اذا تم بين أهل البلد أنفسهم، لذلك من الأحرى أن يكون هذا الحوار مفيداً وناجحاًquot;، وقال quot;نحن في المملكة ننظر الى هذه الخطوة المباركة بكثير من التفاؤل، وكلنا ثقة بأن اللبنانيين تجاوزوا الحواجز النفسية بنجاح وشجاعة، وأن بلدهم يستشرف مرحلة جديدة من الأخوة والتصالح والعيش المشتركquot;.

وأضاف خوجة لصحيفة quot;السفيرquot;، quot;نحن على ثقة بأن حكمة رئيس الجمهورية وإدارته للحوار أحد أسس نجاح هذه التجربة، لأن الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم حول أية قضيةquot;. وأكد أن المملكة quot;تشجع المصالحات بين اللبنانيين من دون استثناء لا بل هي تحثهم على مد الأيادي والتصالح لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضيةquot;.

بدوره، أكد السفير المصري في بيروت أحمد البديوي لـquot;السفيرquot; إن مصر quot;أيدت وتؤيد الحوار بين الأطراف اللبنانيةquot;، وقال quot;نحن نأمل بأن يتوصل المتحاورون الى نتائج إيجابية وطيبة للقضايا المطروحة بما يحقق المزيد من الوحدة والتضامن والقوة والازدهار لبلدهم، وأمل أن يشكل مؤتمر الحوار برعاية رئيس الجمهورية فرصة جدية لإجراء المصالحات المطلوبةquot;.

ومن ابرز المشاركين في الحوار زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد ممثلا الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي لم يذهب الى الدوحة ايضا لاسباب امنية. ويشارك كذلك رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع. يذكر بان جلسات حوار عام 2006 توقفت بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان ولم تستانف بعد توقفها.

حوارات سابقة

وكان بري عقد حوارات وطنية سابقة في العام 2006 وناقشت تنظيم العلاقات مع سوريا وقضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومصير الرئيس اللبناني السابق المؤيد لسوريا اميل لحود. وتوقفت هذه الحوارات بعد الحرب التي اندلعت في 12 يوليو تموز عام 2006 بين حزب الله واسرائيل.

ودعا بري الى حوارات أُخرى في اكتوبر تشرين الاول ونوفمبر تشرين الثاني من العام 2006 حيث كان حزب الله وحلفاؤه يطالبون بتشكيل حكومة وحدة وطنية. ورفضت قوى التحالف المناهضة لسوريا التي تسيطر على الحكومة تلبية مطالب المعارضة مما أدى الى صراع سياسي استمر 18 شهرا. وورد موضوع الحوار في الاتفاق الذي رعته قطر في مايو ايار الماضي. ويضم اتفاق الدوحة الذي ضمن وصول سليمان الى سدة الرئاسة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية جولة جديدة من الحوار الوطني.

ما هي فرص التقدم؟

ويستبعد المراقبون ان يستجيب حزب الله لمطالب منافسيه بنزع سلاحه ويرون ان التقدم نحو اتفاق على القضية التي تقسم اللبنانيين مرتبط بالنزاع الاقليمي والدولي الخارجي بين سوريا وايران من جهة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة من جهة أُخرى. لكن ينظر الى الحوار على انه سيساعد على تنفيس الاجواء المتوترة التي تهدد استقرار لبنان قبيل اجراء الانتخابات التشريعية المقررة عام 2009.