القدس: بدأت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني محادثات يوم الخميس لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بعد ان فازت بفارق بسيط في انتخابات حزبية على الزعامة وضعتها على الطريق لتخلف ايهود اولمرت كرئيسة للوزراء.
ومن بين من تحدثت هاتفيا معهم وزيرة الخارجية الامريكية كوندزليزا رايس التي اعربت عن املها في ان تستطيع ليفني واولمرت التوصل الى صيغة لاتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل ان تترك حكومة بوش البيت الابيض خلال اربعة شهور.
ورحب المفاوضون الفلسطينيون بانتخاب ليفني في اقتراع يوم الاربعاء مع انهم لم يعربوا عن آمال كبيرة في حدوث انفراجة.
وتواجه ليفني المحامية وعميلة الموساد السابقة معارك اخرى لكي تتخلص من احتمال اجراء انتخابات برلمانية مبكرة قد تخسرها ولتشكيل حكومة متعددة الاحزاب على انقاض حكومة اولمرت المتشاكسة التي سيتركها خلفه عندما يتنحى في النهاية تحت وطأة تحقيقات الفساد.
ويبدو اولمرت مصمما على الاستمرار في المحادثات مع الفلسطينيين كقائم باعمال رئيس الوزراء حتى تشكل ليفني فريقها الجديد. وقالت المرأة التي قد تصبح اول زعيمة اسرائيلية منذ رئيسة الوزراء جولدا مائير في السبعينات من القرن الماضي بعد فوزها بفارق ضئيل في اقتراع حزب كديما ان اولويتها هي للاستقرار.
وبدأت ليفني (50 عاما) ما قد يكون عملية تستغرق عدة اسابيع للتوصل الى اتفاقات ائتلافية جديدة بالاجتماع مع اثنين من الرجال الذين هزمتهم في الاقتراع على زعامة كديما الحزب الوسطي الذي اسسه ارييل شارون قبل ثلاث سنوات فقط والذي يشكل اكبر كتلة في البرلمان الاسرائيلي المفتت حيث يمثل بنحو 29 نائبا من بين 120 مقعدا في البرلمان.
ويقول محللون إن الحفاظ على تماسك حزب كديما نفسه سيكون تحديا كبيرا مماثلا لابرام اتفاقات مع الشركاء الآخرين في الائتلاف. وقالت تقارير اعلامية ان الجنرال السابق شاؤول موفاز اقرب منافسيها على زعامة كديما الغى اجتماعا مع ليفني كان مقررا يوم الجمعة.
واذهل موفاز مؤيديها خلال الليل عندما تحدى الفرز المطول تنبؤات استطلاعات آراء الناخبين بعد الادلاء باصواتهم في الاقتراع بفوز بفارق كبير لوزيرة الخارجية.
وفي النهاية وبعد ساعات من ادعاء ليفني الفوز اعلن انها الفائز لكن بمجرد 431 صوتا اي بنسبة 1.1 في المئة حيث حصلت على 43.1 في المئة من الاصوات. وجاء ترتيب مرشحين آخرين متأخرا بفارق كبير.
وقالت ليفني خارج منزلها في تل ابيب فجر يوم الخميس quot;المهمة الوطنية هي ... خلق الاستقرار سريعا. على مستوى الحكومة في اسرائيل يجب ان نتعامل مع تهديدات صعبة.quot;
ولكي تقاوم دعوات زعيم المعارضة اليميني بنيامين نتنياهو لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة تشير استطلاعات الرأي الى ان حزب الليكود بزعامته سيفوز بها ينبغي لليفني اقناع وزير الدفاع ايهود باراك بان يبقي على حزب العمل الذي يتزعمه في الائتلاف وان تفعل نفس الشيء مع حزب شاس الديني.
والتقت ليفني مع باراك في الاجتماع المعتاد للحكومة المصغرة يوم الخميس واجرت محادثات في وقت لاحق مع زعيم شاس ايلي يشاي.
ومع ان حلفاء باراك دعوا الى اجراء انتخابات فان حزب العمل يخشى بالفعل الدخول في انتخابات نظرا لقوة حزب الليكود. واوضح حزب شاس انه يريد تطمينات تتعلق بمدفوعات التضامن الاجتماعي للفقراء والدوائرالدينية كجزء من اي اتفاق.
وقال نتنياهو رئيس الوزراء المتشدد السابق في مؤتمر صحفي quot;الشيء الواضح والشيء المسؤول والشيء الصحيح والشيء الاكثر ديمقراطية هو المضي في اجراء انتخابات جديدة.quot;
وقال quot;نحن نحتاج الى أن نتيح الفرصة لملايين المواطنين الاسرائيليين لاختيار من يقودهم وليس مجرد بضعة مئات من ناخبي حزب كديما.quot;
وقال حلفاء للوزيرة ان ليفني من المرجح ان تتبع سياسة مع الفلسطينيين مماثلة لما كان في ظل حكومة اولمرت مع ان المحادثات غير المباشرة مع سوريا يمكن ان تتباطأ حيث ان ليفني التي لم تكن ضالعة مباشرة في هذه العملية ستنتظر تولي رئيس امريكي جديد في العام الجديد.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الفلسطينيين سيتفاوضون مع اي شخص يختاره جيرانهم سواء كانت ليفني او اي شخص اخر.
وينظر الى ليفني التي أطلق عليها احد كبار الصحفيين اسم quot;السيدة نظيفةquot; وزيرة الخارجية التي تتسم بالصرامة عادة على انها المضاد الموضوعي لاولمرت السياسي المخضرم الذي يقابل من يلقاه بالترحاب والذي قد توجه له تهم بالفساد.
وتحتاج ليفني وهي ابنة لابوين من النشطاء الصهاينة في اوائل الاربعينات لروح قتالية وحاسة سياسية لدعم هدفها في ان تصبح أول رئيسة لوزراء اسرائيل بعد جولدا مئير.
وتساءل معلقون في الصحف الاسرائيلية الكبرى عما اذا كان فوز ليفني بزعامة كديما بفارق ضئيل في انتخابات حزبية يعطيها تفويضا عاما من الاسرائيليين.
وتعهدت ليفني بمعالجة الانقسامات التي خلفتها انتخابات الزعامة في حزب كديما والتي وصلت الى حد محاولة معسكر موفاز في أول الامر التشكيك في الفرز.
ونقل راديو الجيش الاسرائيلي عن مساعدي موفاز وهو وزير دفاع سابق إيراني المولد يلقى تأييدا من يهود الشرق الاوسط في معسكر مواجه لليهود القادمين من أوروبا قولهم انه قبل بالنتيجة وقال انه يعتزم ان يحصل على راحة من النشاط السياسي.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت إن اولمرت سيبلغ حكومته يوم الاحد باستقالته وعليه عندئذ ان يتوجه إلى الرئيس الاسرائيلي الموجود حاليا بالخارج لتقديم استقالته رسميا.
التعليقات