طلال سلامة من روما: بدا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في حالة غضب شديد، يوم الأمس، اثر تدخل محكمة ميلانو لتسمية محامي دفاع مؤقت(دون استشارة برلسكوني) للمضي قدماً في قضية رشوة دفع برلسكوني من خلالها أكثر من 600 ألف دولاراً مقابل شراء صمت محامي بريطاني في سلة من القضايا التي ترى برلسكوني ضالعاً في فبركتها. وينوه برلسكوني بأنه من غير الممكن معاملة رئيس وزراء، يسهر على أمن البلاد ومصالحها من السابعة صباحاً الى الثانية فجراً، بهذه الطريقة. فجأة، تعرى برلسكوني من فريق المحامين الموثوقين الذين كانوا مشغولين في مهام أخرى. هكذا، بات واضحاً أن الدرع الذي يحمي برلسكوني من قضاة محكمة ميلانو هم المحامين وليس قوانين الحصانة مهما كانت محتوياتها وفعاليتها.

ولا يرى برلسكوني قرار محكمة ميلانو تعيين محامياً له، خلال غيابه عن مدينة ميلانو، أمراً مقبولاً. ثمة من يستغل آلية العدالة لشن معارك سياسية. وأول من يستغل العدالة، بنظر برلسكوني، هي القاضية quot;نيكوليتا غاندوسquot; التي يلاحقها محامو برلسكوني قانونياً بسبب quot;عداوتها الشخصيةquot; لرئيس الوزراء الحالي. يذكر أن المحاميين التاريخيين، الذين يعتبران اليوم درع برلسكوني القضائي، هما البرلماني quot;نيكولو غيدينيquot; وعضو مجلس الشيوخ quot;بيارو لونغوquot;. ولم يستطيعا مؤخراً الدفاع عن برلسكوني في قضية توجه إصبع الاتهام الى الأخير سوية مع المحامي البريطاني quot;ميلزquot; بسبب انهماكهما في مهام أخرى متعلقة بلجان العدالة البرلمانية.

من جانب آخر، لا تعترف القاضية quot;نيكوليتا غاندوسquot;، رئيسة محكمة ميلانو بمفعول قانون quot;ألفانوquot; الصادر في 26 يوليو(تموز) الماضي وينص على تعطيل المحاكمات ضد أي من مناصب الدولة الكبرى، ومنهم برلسكوني شخصياً. هذا وعينت محكمة ميلانو، للدفاع عن برلسكوني، محامية مبتدئة عمرها 28 عاماً. ولم يكن بوسع هذه المحامية إلا الطلب من القاضية غاندوس تأجيل الجلسة بضعة أيام فقط بانتظار عودة المحاميين التاريخيين للدفاع عن قضايا تؤرق نوم برلسكوني.