لندن: تفرد الصحف البريطانية ليوم الاربعاء مساحات واسعة لخطاب رئيس الوزراء جوردون براون الاخير، والذي رأى فيه معظم المراقبين فرصته الاخيرة لتحسين صورته امام الناخبين البريطانيين والتخفيف من الضغط الهائل الذي يتعرض اليه من عدة جهات، خاصة من داخل حزب العمال، واجمع معظمها على انه كان خطابا قويا.
فتقول الديلي تلغراف ان رئيس الوزراء البريطاني رد على منتقديه مؤكدا انه الرجل المناسب لقيادة بلاده خلال الازمة الاقتصادية الحالية، وان براون كان اول بريطاني تقدمه زوجته ليلقي بحديثه امام مؤتمر الحزب .
وفي خطابه الحماسي المطول أمام مؤتمر حزب العمال الحاكم في مانشيستر، قال براون إنه لا يمكن الوثوق بحزب المحافظين لقيادة اقتصاد البلاد، وتعهد بألا يتوقف حزب العمال عن العمل من أجل الوصول إلى quot;مجتمع نزيه وعادلquot;.
ومع أن براون كان يوجه كلماته إلى حزب المحافظين، وتحديدا إلى زعيمه ديفيد كاميرون، إلا أن الكثير من المراقبين رأوا فيها إشارة مشفرة إلى وزير الخارجية ديفيد ميليباند، وتحذيرا لأنصاره من التمادي في دعمهم له في تحديه لبراون في قيادة الحزب والحكومة.
وتقول التلغراف انه بالرغم من الاستقبال الحار الذي لقيه حديث براون الا ان مستقبله ليس واضحا بعد.
وتقول صحيفة الاندبندنت انه رغم كون حديث براون قد صيغ بعناية، الا انه جاء وسط الكثير من المصاعب، فاستطلاعات الراي تشير الى ان حظوظ حزب العمال البريطاني لن تكون كبيرة في الانتخابات القادمة، وان انتقاده سيستمر بل وسترتفع وتيرته طالما ظلت استطلاعات الراي ليس في صالحه.
اوباما وماكين
وفي الانتخابات الاميركية، تقول الاندبندنت ان باراك اورباما وجون ماكين المرشحين للانتخابات الاميركية يستعدان لمناظرة تلفزيونية ستحظى باهتمام كبير.
وتقول الصحيفة ان المناظرة المرتقبة تثير مخاوف لدى فريق حملة اوباما لما يتمتع به جون ماكين من قدرة على تسديد ضربات مؤلمة لخصومه اثناء محاولته الخروج من المواقف الصعبة.
ويقوم المرشح الديمقراطي اوباما بالاستعداد لتلك المناظرة في فلوريدا مع عدد من مستشاريه ومنهم رون كلاين الذي ساعد ايضا كلا من جون كيري وال غور على الاستعداد لانتخابات رئاسية لم يفوزا بها.
وستكون المناظرة الاولى حول السياسة الخارجية وهي النقطة الاقوى بالنسبة لجون مكين كما تقول الصحيفة.
وتذكر الصحيفة بان اول مناظرة امريكية متلفزة اجريت في عام 1960 وكانت بين ريتشارد نيكسون وجون اف كيندي. لم يكن نيكسون في حالة صحية جيدة اذا كان يعاني من الانفلونزا وجرح في ساقه ومن ثم لم تكن المناظرة في صالحه.
quot;باكستان، ارض المؤامرةquot;
أما التلغراف فتنشر مقالا حول التطورات الامنية في باكستان، لا سيما التفجير الذي استهدف فندق ماريوت قبل ايام موديا بحياة 53 شخصا على الاقل ومصيبا اكثر من 266 بجراح.
ويقول اسمبارد ويلكنسون ان الرئيس الباكستاني الجديد آصف زرداري، الذي التقى بنظيره الامريكي جورج بوش على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، يريد تحسين علقات بلاده مع حليفه الامريكي في quot;الحرب على الارهابquot;، بحيث يتميز عنن سلفه برفيز مشرف.
لكن زرداري يواجه تحديا اكبر في بلاده، تقول الصحيفة، حيث لا يرى الكثير من الباكستانيين في العنف الاسلامي الا مؤامرة اجنبية، او تيارا ينبغي دعمه ان كان فيه الضرر لامريكا.
وحسب ويلكنسون، فان معظم المراقبين الغربيين كانوا يتوقعون ان يصدم تفجير الماريوت الباكستانيين المترددين ويجعلهم يؤيدون حملة حكومتهم ضد التشدد الاسلامي، لكنه فقط أظهر مدى حيرتهم ووزن نظريات المؤامرة في الرأي العام الباكستاني، حسب رأي الكاتب.
quot;يرى العديد من المواطنين الذين قابلتهم ان التفجير نفذته اياد اجنبية، مما يعني عادة الهند او افغانستان او اسرائيل او روسيا او الولايات المتحدة.quot;
وينقل كاتب المقال عن تاجر باكستاني قوله ان quot;التفجير الاخير كان انتقاما هنديا لهجمات دلهيquot;. كما ينقل عن احد رجال الدين انه لا يستطيع ادانة هجوم الماريوت لانه كان يستهدف امريكا وحلفاءها.
ويعود ويلكينسون للقول ان باكستان ارض خصبة لنظريات المؤامرة نظرا بسبب العديد من الاحداث الغامضة في تاريخه، منها اغتيال اول رئيس وزراء باكستاني، لياقات علي خان، عام 1951 دون معرفة من نفذه لحد الآن. quot;أضف الى ذلك حادث الطائرة التي قتل فيه الدكتاتور العسكري ضياء الحق عام 1988، واغتيال رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب الشعب بنظير بوتو العام الماضي.quot;
quot;باكستان في جزء من العالم تلتقي فيه التأثيرات الاجنبية الغامضة، حقيقية كانت ام خيالية، لتلعب دورا كبيرا منذ القرن التاسع عشر.