مالطا: تمشّط دوريات خفر السواحل التابعة للاتحاد الأوروبي المياه الإيطالية بحثا عن قارب مفقود يحمل على متنه عددا غير محدد من رعايا أفارقة قادمين من شمال القارة السمراء في محاولة منهم للوصول إلى أوروبا.

وقبل نحو أسبوع، أبلغت فرقة دورية فرنسية تعمل تحت لواء هيئة خفر السواحل الأوروبية، المسؤولين الإيطاليين بقدوم المزيد من القوارب بعد أن لاحظوا وجود ستّ جثث وهي تطفو على سطح البحر الأبيض المتوسط، ولم يكن بإمكان الجيش المالطي انتشال الجثث بسبب رداءة الأحوال الجوية.

وقال الرائد إيفان كونسيليو، من البحرية المالطية في العاصمة المالطية فاليتا quot;من دون اعتبار هذه الجثث، لاحظنا الجمعة الماضية، قاربا من الألياف الزجاجية من شمال أفريقيا يحمل على متنه ما بين 30 إلى 35 شخصا.quot; وأضاف أنّ مصير القارب مجهول quot;حيث فقدنا أثره.quot;

وتعدّ مالطا محطة حيوية للمهاجرين الأفارقة في رحلة الوصول إلى أوروبا المحفوفة بالمخاطر. وكانت قد عثرت السلطات الأوروبية على نحو 20 ألف شخص راغبين في الهجرة في السواحل الأوروبية خلال هذا العام وحده، كان الموت مصير الكثيرين منهم، وفق أرقام أوروبية رسمية.

وقال كونسيليو إنّ quot;هذه المياه تعدّ بمثابة البرية الغربية للولايات المتحدة ولذلك فإنّ الكثير من القوارب تحاول شقّها وهي محملة بعائلات وأطفال من دون أن ينجح البعض منهم.quot;

وتقول منظمات إنسانية، من ضمنها quot;متحدون ضدّ العنصريةquot; والتي تتخذ من هولندا مقرا لها، وتختصّ بالعمل في ميدان الهجرة، إنّ آلاف الأفارقة لقوا حتفهم وهو يحاولون عبور المتوسط والبحر الأدرياتيكي.

ووفق هذه المنظمات فإنّ الرحلة القصيرة بين تونس وجزيرة صقلية الإيطالية تعدّ quot;مقبرة عائمةquot; بالنسبة إلى المهاجرين الأفارقة. ففي آب لقي 70 شخصا مصرعهم قبل أن يبلغوا سواحل مالطا في محاولة منهم لعبور المتوسط. كما أنه الأربعاء، تمّت إغاثة نحو 300 شخص كانوا يحاولون الهجرة السرية، أثناء عاصفة ضربت جزيرة لمبيدوزا الإيطالية التي لا تفصلها عن السواحل التونسية سوى مسافة قصيرة.

وقال كونسيليو إنّ أعدادا متزايدة من الراغبين في الهجرة باتت تتحدى مياه المتوسط في قوارب quot;تعيسةquot; وزائدة عن حمولتها ولاسيما في مثل هذا الوقت من العام الذي يتميز برداءة الطقس، وأضاف quot;المياه خطيرة هنا والضباب يلفها والرحلات باتت أخطر وأخطر ولا تقوى عليها مثل هذه القوارب محلية الصنع.quot;