نجلاء عبد ربه من غزة: بدا الأمر ضبابياً أمام أبو محمد أبو خبيزة الذي فقد إبنه محمد وإثنين من أقاربه في قصف جري إسرائيلي شمال قطاع غزة. فالمقابر التي تجمع أجساد الفلسطينيين يومياً الذين يسقطون على مدار الساعة، لم تعد قادرة على ضم تلك الأجساد نظراً لضيق مساحتها.
وأشتكى أبو محمد من عدم وجود أسمنت يستطيع أن يبني قبراً طبيعياً لإينه. وقال لإيلاف quot;إضطررنا لأن نستعوض الأسمنت بالطين في بناء القبرquot;.
ويعيش سكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني أوضاعاً مأسوية تتفاقم يومياً. ففي الوقت الذي تتساقط عليهم الأبنية والمنازل المساجد، يحاول الفلسطينيون البحث عن بلوكات حجارة لبناء قبور ذويهم الضحايا من الهجوم الإسرائيلي عليهم.
وقالت والدة الطفل عبد الستار الأسطل، الذي لقي مصرعه عصر أمس جراء قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمزرعة كان يتواجد بها هو وأولاد عمه الإثنين، أن زوجها وإخوانه بحثوا مطولا عن كيس أسمنت ليكملوا بناء ثلاثة قبور، دون جدوى.
وأضافت لإيلاف quot;أن الحصار الإسرائيلي بلغ ذروته في ظل العدوان الهمجي علينا في غزةquot;.
وحصدت الطائرات الحربية الإسرائيلية حتى اللحظة أكثر من 450 فلسطينياً منهم 70 طفلا و34 إمرأة فلسطينية. وأكد الدكتور معاوية حسنين مدير هيئة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة إن عدد الضحايا الأطفال تجاوزوا الـ 70، في حين بلغ عدد الضحايا من النساء 34 سيدة، والباقين هم من المدنيين. وأشار إلى أن الوضع سيء في المستشفيات، حيت أن نسبة إشغال الأَسرّة 120 في المائة.
وتعد حصيلة القتلى الفلسطينيين أكبر من توقعات المراقبين ووزارة الصحة في غزة التي وضعت خطتها قبيل الهجوم الإسرائيلي على غزة، وجهّزت مستشفياتها لإستقبال الجرحى، لكن حجم الهجوم فاق كافة التوقعات.
وأشار أحمد مصبح، فقد أخيه حماد خلال قصف جوي إسرائيلي على غزة، إلى أن الأوضاع أصبحت مزرية بكل كبير في قطاع غزة. وأضاف لإيلاف quot;نقف طوابير لساعات طويلة للحصول على ربطة خبز لأطفالنا، لكن هذا الأمر لم نعد نحتملهquot;.
وأكدت الحاجة أم فريد أن الوضع الإنساني في غزة أصاب كافة الاسر هنا. وأضافت quot;حتى الموظفين هنا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، كما غيرهم من العاطلين عن العمل، فالجميع في نفس الورطة والهموم والمصائبquot;.
ويتخوف الفلسطينيون المدنيون من هجوم إسرائيلي بري على قطاع غزة. وقال العديد منهم لإيلاف quot;أن هجوم بري يعني إحتلال مناطق في قطاع غزة، وهو ما يؤدي إلى منع خروج الفلسطينيين والتزود بمواد غذائية.
ولا زال هاجس عدم إستلام رواتب الموظفين سواء التابعين لحكومة رام الله والبالغ عددهم أكثر من 70 ألف موظف في قطاع غزة، أو التابعين لحكومة غزة والبالغ عددهم أكثر من 20 ألف موظف، لا زال يلقي بظلاله على أحوال تلك الأسر التي نفدت أموالها.
وقال وائل عبد الرحمن، احد الموظفين، أنه يعتمد على راتبه بشكل أساسي. وأضاف quot;لا أعمل في وظيفة أخرى أو في أي عمل حر، وأعتمد كلياً على راتبي من السلطة في رام الله، وإذا ما ثم منع دخول الأموال من قبل الجانب الإسرائيلي، فإن شكلاً من المعاناة سيصيب عدد كبير جدا من كان قطاع غزةquot;.