عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: كانت السلطات الباكستانية أوضحت على الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي بعد هجمات مومباي أن باكستان ستضطر إلى سحب قواتها من الجبهة الغربية إذا ما قامت الهند بأي تصعيد على الحدود الشرقية. كما أنها أكدت أن الحرب على الإرهاب لن تكون خيارها الأول في تلك الحالة. ورغم أن باكستان لم تبدأ بسحب القوات من المناطق القبلية والحدود الغربية مع أفغانستان إلا أن عملية سحب جزئي للقوات يدل على أن باكستان جادة في اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي هجوم هندي. وهذا ما جعل حلف الناتو والولايات المتحدة لتعيد حساباتها إذ كانت لم تر التصريحات الباكستانية أكثر من تهديدات فارغة قبل ذلك.

وبناء على انسحاب القوات الباكستانية جزئيا لم تجد قوات الناتو والقوات الأميركية إلا أن تجتمع في كابول من أجل إعادة التفكير في هذا الأمر؛ لأن مواصلة الحرب على الإرهاب ستصبح مستحيلا بدون مساعدة القوات الباكستانية. وقد نقلت مجلة سياسية باكستانية عن مصادر موثوقة في كابول أن الولايات المتحدة والغرب كان يخطط لتضييق الخناق حول الصين بعد إركاع باكستان أمام الضغوط الهندية؛ إلا أن الصمود الشعبي والعسكري والسياسي في باكستان أمام التهديدات الهندية بدد تلك الأفكار.

وأضافت المجلة أن المستشارين الأمنيين للرئيس الأفغاني حامد كرزاي أكدوا للسلطات الأميركية وقوات الناتو أن أي هجوم هندي على باكستان سيتسبب في أكبر خسارة لأفغانستان، وقد تواجه الولايات المتحدة وضعا مثيلا للاتحاد السوفياتي في أفغانستان؛ لأن انسحاب القوات الباكستانية من الحدود الغربية سيؤدي إلى انفلات الوضع الأمني من أيدي القوات الأجنبية في أفغانستان.

وبالتالي فإن السفراء الغربيين في العاصمة الأفغانية قد كتبوا إلى حكوماتهم بأن أي تشجيع للهند للهجوم على باكستان ستضع مائة علامة استفهام أمام فوز الغرب في الحرب على الإرهاب. من جهة أخرى أعلن طالبان باكستان بأنهم سيوقفون كافة عملياتهم ضد القوات الباكستانية ويتكاتفون معها لمحاربة الهند. ورغم أن المصادر الرسمية تلتزم الصمت في هذا الصدد إلا أن مصادر طالبان المحليين قد أكدت بداية التفاوض بين المسلحين والإدارة المحلية من أجل حماية الحدود الغربية وضبط الأمن.

وقد أكد المتحدث باسم حركة طالبان المحظورة المولوي عمر للصحفيين أن طالبان سيوقفون كافة عملياتهم ضد القوات الباكستانية ويتكاتفون معها، مضيفا أنهم سيوقفون التسلل إلى أفغانستان لمحاربة القوات الأميركية من أجل تقليل الضغوط الدولية على باكستان. وانطلاقا من هذا الوضع كثف أعيان القبائل من جهودهم من أجل عقد اتفاقية سلام بين المسلحين والإدارة المحلية وبالتالي لإحياء النظام القبلي الذي كان يسود المنطقة قبل سبع سنوات، وبالتالي إعادة هيمنة الحكومة على المناطق القبلية.

على صعيد آخر أفادت مصادر أن قوات حرس الحدود الشبه النظامية قد تسلمت أمن منطقة مهند القبلية بعد انسحاب القوات النظامية منها، في حين انخفض مستوى عمليات الجوية الباكستانية في منطقة سوات وباجور المضطربتين. وقد أوقفت المروحيات الحربية والمقاتلات عملياتها لأول مرة بعد بدء العملية العسكرية هناك العام الماضي.

وفي السياق نفسه قد طالبت الحكومة الإقليمية لإقليم الحدود الشمالية الغربية بإعادة 15 كتيبة من حرس الحدود المنشورة في العاصمة إسلام أباد بعد انسحاب القوات النظامية من الإقليم جزئيا من أجل مساعدة الشرطة وحماية الأمن في الإقليم. وقد أكد وزير الإعلام الإقليمي بأن الحكومة الإقليمية قد طالبت بإعادة 10 كتائب من حرس الحدود لنشرها في سوات في حالة حدوث أي مكروه بعد سحب القوات النظامية منها لنقلها إلى الحدود الشرقية.