واشنطن:قام القاضي الموكل بالنظر في دعوى تورط خمسة من عناصر شركة quot;بلاكووترquot; الأميركية بجريمة القتل العمد على خلفية حادث ساحة النسورquot; ببغداد عام 2007، والذي أسفر عن مقتل 17 مدنياً، بتأجيل الدعوى حتى 2010، وذلك لضرورات التحقيق، بعدما دفع المتهمون عن أنفسهم تهم الضلوع بالجريمة طالبين البراءة.

والتزم العناصر الذين كانوا يعملون في إطار الخدمات الأمنية التي توفرها الشركة في العراق الصمت خلال الجلسة المخصصة لهم الثلاثاء، في حين أعربت هيئة الدفاع عنهم عن ثقتها بإمكانية تبرئتهم من التهم الموجهة إليهم. ويواجه المتهمون الخمسة 14 تهمة بالقتل العمد و20 تهمة بمحاولة القتل وتهمة واحدة تتعلق باستخدام سلاح ناري خلال ارتكاب جريمة عنيفة، ومن الممكن أن يواجه كل واحد منهم السجن عشر سنوات عن كل تهمة قتل وسبع سنوات عن كل محاولة قتل و30 سنة لاستخدام الأسلحة النارية، في حال إدانتهم.

ودخل المتهمون الجلسة بصورة منظمة، حيث جلسوا أمام القاضي ملتزمين الصمت، في حين قدم المحامي ديفيد شارتلر اللائحة الدفاعية نيابة عنهم.

وتحدث شارتلر للصحفيين بعد الجلسة قائلا: quot;نريد أن نوضح للجميع بأن هؤلاء الرجال لم يرتكبوا أي جريمة، بل كانوا يدافعون عن أنفسهم في ساحة معركة بمنطقة في حالة حرب.quot;

وبعد تسلمه اللائحة، قام القاضي ريكاردو أوربينا، الموكل بالنظر في القضية، بتأجيل الجلسة حتى مطلع فبراير/شباط 2010، مقراً بأن التحضير للدعوى قد يستغرق قرابة عام كامل، وذلك بسبب تعقيداتها، واحتمال الاضطرار للسفر إلى العراق للحصول على معلومات ووثائق.

وأوضح شارتلر أسباب التأجيل الطويل بالقول: quot;كان أمام الحكومة الأميركية عام ونصف للتحقيق بالقضية، بينما لم يكن ذلك متاحاً لنا، ولذلك فنحن بحاجة إلى عام للتعويض عن ذلك،quot; وذلك في حين رفض ممثل الإدعاء، كينيث كوهيل، التعليق.

يذكر أن لائحة الدفاع عن المتهمين أشارت أيضاً إلى عدم اختصاص المحكمة الأميركية بمقاضاة العناصر بموجب قانون quot;امتداد الصلاحيةquot; المتعلق بالأشخاص الذين يقدمون quot;خدمات أمنيةquot; خارج الولايات المتحدة، وذلك بحجة أن شركة quot;بلاكووترquot; التي عمل العناصر لديها كانت مرتبطة بعقد مع وزارة الخارجية وليس مع وزارة الدفاع.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد وجهت في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي تهم quot;القتل العمدquot; لستة من عناصر شركة quot;بلاكووترquot; للتعهدات الأمنية، وذلك على خلفية واقعة quot;ساحة النسورquot; في 16 سبتمبر/أيلول 2007.

وقالت الوزارة إن خمسة من المتهمين الذين سبق لهم ترك العمل بالشركة ردوا بإنكار التهم الموجّهة إليهم، غير أنها كشفت بأن السادس، وهو جيرمي ريدغيواي، أقر بمسؤوليته عن القتل العمد ومحاولة القتل، علماً أن كافة المتهمين في القضية سلموا أنفسهم إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI. وشددت الوزارة على أن القضية لا تمثّل محاكمة لشركة quot;بلاكووترquot; التي تقوم بخدمات أمنية في العراق، مشيرة إلى أن موكب الشركة الذي تورّط في الحادث كان يضم 19 عنصراً، تصرف معظمهم بشكل صحيح، أما العناصر الخمسة فهم، دونالد بول (26 عاماً) وداستن هيرد (27 عاماً) وإيفان ليبرتي (26 عاماً) ونيك سلاتن (25 عاماً) وبول سلو (29 عاماً).