أشرف أبوجلالة من القاهرة:

أثار إعلان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عن حاجة الحكومة لشخص يقوم بمهام كبير الخدم لتقديم المشروبات إلى الوزراء وكبار المسؤولين في مقر الحكومة بالدوانينغ ستريت مقابل تقاضيه راتبا سنويا قدره 30 ألف جنيه إسترليني، موجة كبيرة من الانتقادات والقيل والقال. وأشارت اليوم صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن براون تعرض لوابل شديد من الانتقادات من جانب حزب المحافظين بعد الإعلان عن هذه الوظيفة ذات المقابل المالي الضخم، والمسموح بالتقدم إليها حتى يوم الجمعة المقبل، في الوقت الذي يواجه فيه عشرات الآلاف من العاملين بالقطاع الخاص مشقات عدة في حياتهم المهنية والشخصية.

وأظهرت دراسة مسحية اجريت على الوظائف المقدمة على القطاع العام أن كثيرين مثل خادم الداونينغ ستريت يمتلكون قدرا ضئيلا أو لا شيء على الإطلاق في تحسين الخدمات المقدمة لدافعي الضرائب - والبعض يتقاضى رواتب مكونة من ستة أرقام. كما تم توظيف quot;اختصاصي نفسيquot; في الوايتهول وطاقم من المتلصصين على الريع الداخلي للتجسس على موظفي هذا القطاع المشتبه في تورطهم في قضايا احتيال، ومنصب مستحدث آخر لموظف كبير يتقاضى 185 ألف إسترليني لـ quot;دعمquot; بيتر مانديلسون، المفوض التجاري البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي.

وبصورة صادمة، تم عرض الإعلان عن نصف وظائف الخدمة المدنية فقط أمام الرأي العام ndash; والباقي مطروحين على موقع داخلي متاح فقط للأشخاص الذين يعملون بالفعل في القطاع الحكومي. وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان رئيس الوزراء عن وظيفة quot;كبير الخدم الحكوميquot; معروض ضمن قائمة متاحة أمام العامة على شبكة الإنترنت ويطلق عليها quot; بوابة توظيف الخدمة المدنيةquot;.

وورد بالإعلان أن المتقدم الذي سيجتاز الاختبارات الخاصة بتلك الوظيفة سوف يطلب منه خدم بشكل شخصي على مسؤولين بارزين أثناء مزاولة مهام عملهم أو استضافتهم في مقر الحكومة، كما ستشتمل مهام عمله تقديم الخدمات خلال مآدب الغداء والعشاء وحفلات الاستقبال وكذلك إعداد المرطبات. كما أن الترحيب ومرافقة كبار المسؤولين في مقر الحكومة سيكون جزءا أصيلا من مهام كبير الخدم الذي سيتم تعيينه. وسوف يعمل ضمن طاقم صغير يزاول مهام عمله على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع بنظام المبادلة.

من جانبه قال فرانسيس مود، وزير خارجية حكومة الظل البريطانية :quot;يواجه مليون شخص خطر فقدان وظائفهم في القطاع الخاص هذا العام بفضل التراجع الاقتصادي الذي تسببت به حكومة جوردون براون، ومع هذا تبدو أولويته مهتمة باستئجار خادم جديد لخدمته هو ورفاقه في مآدب الغداء والعشاء وحفلات الاستقبال. كما أن ما يطلق عليه نظام خلق الفرص الوظيفية الذي أعلن عنه براون ما هو إلا مجرد نسخة الوظائف الخاصة بالقرن الحادي والعشرين للأولاد. كما يستعين وزراء العمل بأموال الأشخاص الآخرين لتمويل وظائف الحظ السعيد للأطباء وبيروقراطيو الصحة والسلام والمتلصصون الحكوميون والمنظمينquot;.