القاهرة: أعلنت مصادر قضائية اليوم الإثنين أن النيابة المصرية قرّرت سجن 21 عضواً من جماعة الأخوان المسلمين لمدة 15 يوماً على ذمّة التحقيق لإنضمامهم إلى جماعة مؤسّسة بخلاف القانون، بعد تنظيم الجماعة مظاهرات تضامن مع غزة. وأضافت المصادر أن نيابة الاسكندرية تحقق مع المعتقلين بتهمة انضمامهم لجماعة محظور نشاطها وحيازتهم لمطبوعات ومنشورات تتضمّن فكراً يهدف إلى تعطيل أحكام الدستور وتعريض الأمن والسلم الاجتماعي للخطر.

وكانت أجهزة الأمن المصرية اعتقلت أمس الأحد 21 من أعضاء وقيادات جماعة الأخوان المسلمين في مدينة الاسكندرية الساحلية على البحر المتوسط (حوالي 200 كيلومتراً شمال القاهرة). لكن جماعة الأخوان المسلمين قالت إن حملات المداهمات والاعتقالات الواسعة التي شنّتها أجهزة الأمن بحق أعضائها بالإسكندرية جاءت ردّاً على المسيرات الحاشدة التي نظَّمها الأخوان للتضامن مع غزة.

وأعلنت الجماعة أن من بين المعتقلين اثنين من أعضاء المكتب الإداري للأخوان في محافظة الإسكندرية هما حسن البرنس ومحمد شحاتة، بالإضافة الى مرشح الجماعة لانتخابات مجلس الشعب عام 2005 توكل مسعود. وكانت الجماعة نظمت يوم الجمعة الماضي مظاهرة حاشدة أمام مسجد القائد إبراهيم بمنطقة الرمل بالإسكندرية قدر عدد المشاركين فيها بنحو 70 الف واحتج فيها المتظاهرون على quot;العدوان الاسرائيليquot; على غزة.

ويرى مراقبون ان جماعة الأخوان المسلمين في مصر تحقق مكاسب سياسية من رعايتها ودعمها للتظاهرات المندّدة بالعمليات العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة. وعلى الرغم من حظرها في عام 1954، الا ان الجماعة تتمتع بوجود واسع في المجتمع المصري وتشارك بقوة في انتخابات النقابات والاتحادات المهنية والتجارية والمجالس المحلية.
ويشغل نواب الجماعة 20% من مقاعد البرلمان المصري البالغة 454 مقعداً.

وكانت جماعة الأخوان المسلمين انتقدت الخميس الماضي مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعت الى قطع العلاقات وتجميد كافة الاتفاقات بين النظام المصري واسرائيل. واعتبرت أن المبادرة تكتفي بالمطالبة بوقف إطلاق النار وتهدئة متبادلة، quot;في مساواة واضحة بين الجاني المُغتصب والمجرم والجلاَدquot;، في إشارة الى الجيش الاسرائيلي وحركة حماس.

وقد أسفرت العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة في 27 كانون الأول/يناير الماضي عن مقتل 914 فلسطينياً وإصابة أكثر من 4100 آخرين بجروح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مقابل مقتل تسعة جنود إسرائيليين وإصابة 135 آخرين.