الأزمة تتطلب إلتزاما سريعا من أوباما فور توليه الرئاسة
الإنفجارات تهز غزة صباحا وإسرائيل تحكم تطويق المدينة

غزة، وكالات: هز دوي المدفعية الثقيلة والانفجارات مدينة غزة فجر الثلاثاء فيما تطبق القوات الإسرائيلية على المدينة من جانبي ضاحية quot;الكرمةquot; شمال غرب، وquot;تل الهواءquot; شمال شرق، حيث تتقدم الدبابات الإسرائيلية بإتجاه مقر quot;الأمن الوقائيquot; التابع لحركة المقاومة الإسلامية quot;حماس.quot; وقال العميد إيال أيسنبيرغ، قائد الحملة الإسرائيلية لحشد من الصحفيين quot;نحن نحكم تطويق المدينة.quot; وأستأنف الجيش الإسرائيلي الاثنين عملياته العسكرية، التي تشارف الثلاثاء أسبوعها الثالث، بعد هدنة ثلاث ساعات لإتاحة المجال أمام دخول المساعدات الإغاثة وتلقي سكان غزة الإمدادات الإنسانية.

وأشارت التقارير إلى مواجهات عنيفة في ضاحية quot;الزيتونquot; بينما نقلت مصادر طبية فلسطينية إلى مصرع خمسة أشخاص على الأقل، لترتفع حصيلة القتلى منذ إطلاق إسرائيل لحملتها العسكرية الواسعة ضد quot;حماسquot; في 27 ديسمبر/كانون الأول، 903 قتيلاً. واستهدفت الفصائل الفلسطينية الاثنين جنوبي إسرائيل بـ14 صاروخاً على الأقل الاثنين، وفق مصادر أمنية إسرائيلية.

إسماعيل هنية

وعلى صعيد مواز، أعرب إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة عن ثقته بأنّ النصر سيتحقق للجانب الفلسطيني في ظل quot;العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة. مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني. وبشأن كيفية تعاطي القيادة في قطاع غزة مع العمليات الجارية؛ قال هنية في خطاب متلفز ألقاه ليل الاثنين: quot; إنهم يواجهون العدوان بمسارين، هما المسار السياسي ومسار المقاومة والصمودquot;، وفق الموقع الإلكتروني لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.quot; وتحدّث هنية عن quot;المسار السياسي الدبلوماسي الذي يأخذ مداهquot;، وقال نحن نتحرك أيضاً على هذا المسار، وquot;نتعاطى ونتعامل إيجابياً مع أية مبادرة توقف العدوان عن شعبناquot;. وأكد هنية أن غزة لم تنكسر ولن تنكسر، وان المقاومة ستتواصل في القطاع.

وفي شأن المبادرة المصرية للتهدئة، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إن حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot;: quot;تتعامل بإيجابية مع أي مبادرة توقف العدوان وتنهي الحصار.quot;

يُذكر أن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض كان قد انتقد موقف حركة quot;حماسquot; من المبادرة المصرية التي تدعو للتهدئة. وطالب فياض الحركة بإعادة النظر في هذا الموقف، والإسراع في الموافقة عليها دون تردد لإنقاذ quot;شعبنا من الكارثة المحيطة به، ومنع سقوط المزيد من الضحايا في صفوف أبناء شعبنا.quot;

وتابع فياض قائلاً في وقت سابق الاثنين: quot;إن عدم القبول بهذه المبادرة ليس خيارا، ومن يرفضها عليه تفسير ذلك لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة حول كل هذا التدمير لغزة، وللإنسان الفلسطيني.quot; كما أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس السبت أن آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1860 الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تكمن في المبادرة المصرية.

وتتكون المبادرة من 3 عناصر، أولا: قبول إسرائيل والفصائل الفلسطينية وقفاً فورياً لإطلاق النار لفترة محددة، بما يتيح فتح ممرات آمنة لمساعدات الإغاثة لأهالي القطاع، ويتيح لمصر مواصلة تحركها للتوصل لوقف شامل ونهائي لإطلاق النار.

ثانيا: دعوة مصر لكل من إسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته، بما في ذلك تأمين الحدود، ويضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار واستعدادها للمشاركة في مناقشة ذلك مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والاتحاد الأوروبي وباقي أطراف الرباعية الدولية.

ثالثا: تجديد مصر دعوتها للسلطة الوطنية وكافة الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع الجهود المصرية لتحقيق الوفاق الفلسطيني باعتباره المطلب الرئيسي لتجاوز التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، في الظرف الخطر الراهن ومستقبلاً.

بوش: وقف دائم لإطلاق النار مرهون بحماس

وفي آخر مؤتمر صحفي له قبيل إنتهاء ولايته، قال الرئيس الأميركي جورج بوش الاثنين إن أي وقف إدائم لطلاق نار يمكن تحقيقه بوقف حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وأضاف: quot;الخيار أمام حماس.. الدول التي تزود الحركة بالأسلحة عليها التوقف.quot;

بان كي مون قلق لعدم تطبيق القرار 1860

ومن جانبه، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مطالبة حركة حماس وإسرائيل بوقف القتال على الفور، وقال في مؤتمر صحفي في نيويورك: quot;على الأقل يعني هذا وقف الهجمات الصاروخية من قبل مسلحي حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، فقد حان الوقت لوقف القتل والتدمير.quot;

وشدد بان على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 الداعي للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وأعرب عن إحباطه وقلقه لعدم تطبيق القرار وأشار إلى أنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على تطبيق القرار ووقف العملية العسكرية في غزة. وأضاف: quot;إن قرار مجلس الأمن الدولي هو قرار ملزم، ويجب على جميع الدول الالتزام به، ولكن للأسف لم يتم تطبيق القرار بشكل كامل. وسأبحث مع قادة دول المنطقة خلال زيارتي سبل ضمان تحقيق ذلك.quot;

وقال الأمين العام إن الزيارة التي سيقوم بها لمنطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع تهدف إلى الإسراع بوتيرة الجهود الدبلوماسية المشتركة وضمان وصول المساعدات الإنسانية الطارئة إلى المحتاجين. وأضاف أنه يود أن تكون الزيارة كذلك تعبيرا ملموسا عن الدعم للعمل الذي يقوم به موظفو الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل والمقدر عددهم بعشرة آلاف شخص.

أوباما

في سياق متصل دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإعتبر أن خطورة الأزمة تتطلب بالضرورة التزاما سريعا للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما. وقال ميليباند في كلمة امام مجلس العموم quot;ان السلام يعود بالنفع الى الاسرائيليين والفلسطينيين والحرب تفتك بالجانبينquot;، مضيفا quot;ان قدرهما يحتم عليهما العيش جنبا الى جنب، وبامكانهم القيام بذلك كمقاتلين او كجيران. ونحن ملتزمون بمساعدتهم على اختيار الحل الاخيرquot;.

واقر الوزير البريطاني بان اي حل دائم لا يمكن التوصل اليه في هذا النزاع بدون الولايات المتحدة. وقال quot;لدي الشعور ان بكثير من الجوانب هذه الازمة، هذه الحرب، هذا النزاع يعقد عمل ادارة اوباماquot; لكن quot;يجعل من الضرورة التزاما سريعاquot; من الرئيس الاميركي المقبل في هذا الملف الذي وضعه في اولوياته على حد قوله.

الى ذلك اسف ميليباند مرة اخرى لامتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الامن الدولي الذي دعا الاسبوع الماضي الى وقف لاطلاق النار لكن تجاهله الاسرائيليون والفلسطينيون. وقال quot;كنا نود بالتأكيد ان نحصل على دعم الولايات المتحدة للقرارquot; 1860 مذكرا في الوقت نفسه بان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عبرت عن دعمها للنص بالرغم من امتناع بلادها عن التصويت. واعتبر ميليباند توقيف العمليات العسكرية الاسرائيلية لمدة ثلاث ساعات كل يوم غير كاف فيما الوضع الانساني في قطاع غزة بات quot;مرعباquot;.