نبيل شرف الدين من القاهرة: إستقبل الرئيس المصري حسني مبارك صباح اليوم الأربعاء سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي يزور مصر حاليا في مستهل جولته بالمنطقة، والتي وصفت بأنها تستهدف بشكل أساسي دعم الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فضلا عن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة للذين يعانون من ويلات الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة .
ووفق مصدر رئاسي مصري فقد جرى خلال هذا اللقاء استعراض المبادرة المصرية التي طرحها مبارك الأسبوع الماضي، والتي تتألف من ثلاثة بنود يتصدرها وقف إطلاق النار بشكل فوري، وفتح المعابر والوحدة الوطنية الفلسطينية، وهي المبادرة التي تحظى بالتأييد الإقليمي والدولي، كما تم تناول الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية لحقن الدم الفلسطيني، وكذلك سبل وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى أهالي قطاع غزة .
حضر المقابلة وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط وبي لين باسكو وكيل السكرتير العام للشئون السياسية وروبرت سيري المنسق الخاص للأمم المتحدة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط وتيري رود لارسون المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 بشأن لبنان والوفد المرافق له .
تقييم استخباراتي
من جانبها نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية تقييماً استخباراتياً للوضع الميداني في قطاع غزة قائلة إنه رغم الهجمات الجوية والبرية المكثفة، فإن إسرائيل لم تتمكن بعد من إصابة الجناح العسكري لحركة حماس بالشلل أو تدمير قدرة الحركة على إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية . وأوضحت الصحيفة على موقعها الإليكتروني أن هذه التعليقات التي جاءت على لسان مسؤولين بالمخابرات الإسرائيلية إنما تعكس رأيا سائدا في الاوساط الرسمية الإسرائيلية بأن أي حل دائم لهذا النزاع سيتطلب إما اتفاقية دبلوماسية تمثل فتحا على نحو يقيد قدرات حماس العسكرية أو هجوم بري يتوغل بشكل أعمق في المناطق الحضرية في غزة وهو ما يعرف في إسرائيل باسم quot;المرحلة الثالثةquot; في الحرب.
ووفقا لتقرير الصحيفة يرى مسئولو المخابرات - الذين طلبوا عدم الافصاح عن هوياتهم نظرا لمناقشتهم لتقييمات داخلية للنزاع في غزة - أن حماس لا تزال قادرة على إطلاق ما بين 20 إلى 30 صاروخا يوميا من بينها عدد يتراوح ما بين 5 إلى 10 صواريخ يتجاوز مداها 20 كيلومترا داخل غزة رغم انه تم ضرب معظم الجناح العسكري لحماس بمقتل بضع مئات من مقاتلي حماس خلال العملية البريةquot;، حسب قولهم. وأوضح المسئولون أن الضرر الأكبر الذي تسببت فيه العملية العسكرية الإسرائيلية كان لقدرة حماس على إدارة غزة مع تدمير عدد كبير من المنشآت الحكومية خلال العملية العسكرية .
وأكدت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنهم يؤجلون توسيع لنطاق الحرب حتى معرفة ما إذا كانت المفاوضات مع حماس ستنجح من عدمه، لكن الصحافيين الموجودين عند الحدود الإسرائيلية مع غزة أكدوا رؤيتهم لأعداد كبيرة من جنود الاحتياط الإسرائيليين يتحركون في اتجاه غزة وهو ما يوحي بالاستعداد لمرحلة أشد في الصراع .
التعليقات