نجلاء عبد ربه من غزة: إنتهى الفصل الأول من الحرب الدائرة في غزة. إسرائيل أعلنت وقف إطلاق النار، والفصائل الفلسطينية وافقت عليه بعد 12 ساعة من الرفض. إلا أن هذا الإعلان، بحسب محللين فلسطينيين تحدثوا لإيلاف جاء لتفويت الفرصة على القيادة السياسية الإسرائيلية وحتى العسكرية لتحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي.

وأكد الكاتب والباحث الفلسطيني محمد داود أن إسرائيل كانت تريد توريط الفصائل الفلسطينية بإعلانها وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكي يظهر للعالم أن الفلسطينيين يستمرون في قصف المدن الإسرائيلية.

وأضاف لـquot;إيلافquot; :إسرائيل كانت تريد تحسين صورتها أمام الرأي العام الدولي بعد إرتكابها مجازر في غزة راح ضحيتها أكثر من 500 طفل وإمرأة، لكن الفصائل الفلسطينية أدركت الشرك الذي كانت تخطط له إسرائيل، فوافقت على وقف إطلاق النار لأسبوعquot;.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أوقف عملياته العسكرية صد قطاع غزة، إلا أنه ترك أثاره ودمر أحياء سكنية بكاملها، خاصة في المناطق القريبة من الحدود معه.

ووصف المواطن عبد الكريم أبو الفول الدمار الذي حل بمنطقة العطاطرة والسلاطين شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، من الجيش الإسرائيلي على مدار ثلاثة أسابيع من التوغل بـ quot; حرثوا كل شيء، ولم يبقوا شيئاً على حالهquot;.

وقال لإيلاف quot; لقد دمرت منازلنا وأراضينا الزراعية التي نعتاش منها. سنحتاج لعدة سنين كي نعيد ما دمرته إسرائيلquot;.

وتجلس أم خليل quot;73 عاماًquot; فوق ركام منزلها الذي أصبح أثراً بعد عين. وقال بينما كانت تضع يدها على خدها تتحسر على المنزل الذي عاشت فيه معظم سنين عمرها، قالت quot;لا أعرف ماذا أقول، فالمشهد واضح ولا يحتاج للكلام، لكن حسبي الله ونعم الوكيلquot;.

وبدا من حلها أولادها وأحفادها وهم يبحثون عما تبقى لهم من ملابس وبطاطين من تحت ركام المنزل.

في المنطقة ذاتها عثر طواقم الإسعاف والمواطنين الذين تبرعوا للتفتيش عن جثث الضحايا الذين لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم خلال التوغل الإسرائيلي، عثروا على عشرات الجثث من بينها أجساد قد نهشتها الكلاب الضالة في المكان، ولم يتبق منهم سوى بعض الأجزاء التي تركتها تلك الكلاب.

طفل كان قد تحلل جسده، بحسب أحد المسعفين الذين إلتقتهم إيلاف، عندما ترك لأكثر من أسبوعين تحت الركام، لكنه بحسب المسعف quot;فالطفل محظوظ لأن الكلاب لم تستطع الوصول لجسدة ونهشهquot;.

مشاهد مروعة جدا، تفوق الحديث عنها، وسط الحديث عن أعداد كبيرة من المواطنين لا زالوا تحت الركام ينتظرون من يخرجهم.

وكانت وزارة الصحة في غزة أكدت أنه تم انتشال ما يقرب من 100 جثة قضوا في منطقتي العطاطرة وجبل الكاشف شمال وشرق غزة،وحي الزيتون شرق غزة، التي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا زال البحث مستمراً. وأضافت الوزارة أن العدد قابل للزيادة بشكل كبير.

وبإنتشال 100 جثة، ارتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى 1305 قتيل وأكثر من 5450 جريحا بحسب إحصاءات رسمية لوزارة الصحة.

وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة إن بعض هذه الجثث تعود لعائلات بأكملها، تركت لعدة أيام تحت أنقاض منازلها، دون أن تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليها بفعل شدة القصف الإسرائيلي، ومنع قوات الاحتلال لسيارات الإسعاف من الوصول إلى هذه المناطق طيلة الأيام الماضية.