ديمقراطية وحل عادل للقضية الفلسطينية وإنسحاب فوري من العراق
توقعات المصريين من أوباما تتجاوز حدود السياسة الأميركية
quot;كيف
محمد حميدة من القاهرة:
فرض باراك أوباما الرئيس الأميركي الجديد نفسه بقوه، بانتصاره الكاسح على منافسه الجمهوري جون ماكين فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ولا شك ان عوامل مثل هدوئه وموهبته وأفكار الجديدة، لم تسهم فقط فى إيصال الأميركيين له إلى كرسي الرئاسة، بل أكسبته أيضًا تعاطفًا وتأييدًا غير عادي من قبل الجماهير العريضة خارج أميركا. مما جعل تركته الثقيلة التي ورثها عن سلفه تتجاوز حدود الكساد الاقتصادي الكبير والنظام المالي المدمر وسوق الإسكان المنهارة والعجز في الميزانيات والرعاية الصحية وموضوع التغير المناخي وغيرها من القضايا الداخلية العالقة، بل تمتد أيضًا الى آمال وأحلام وتطلعات معقودة عليه من قبل شعوب أخرى، تأمل في أن تصيبها رياح التغيير التي وعد بها أوباما .

وتوقعات رجل الشارع فى مصر من إدارة أوباما ربما تتجاوز حدود السياسة الأميركية، توقعات وامال وتطلعات مغايرة ومختلفة تمامًا عن سياسة سلفه جورج بوش،quot;صاحب الحقبة السوداء بكل ماجرى للعالم من مآسٍ وآلام quot; باتفاق جميع الآراء .
يقولquot;احمد نجيب quot; وهو مدرس، إنه يتمنى ان تحتل منطقة الشرق الأوسط أول اهتمامات اوبامًا في السياسة الخارجية. وان يعمل على ضمان استقرار المنطقة . والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والانسحاب الفوري لقوات الاحتلال من العراق وأفغانستان .
ويأمل فتحي عثمان باحث اسلامي، ان تكون الإدارة الأميركية الجديدة على قدر سعادة الناس بفوز اوباما ونظرتهم اليه كمخلص محتمل، مضيفًا quot;نحن هنا كمصريين وشعوب عربية نتمنى تغييرًا جذريًا في السياسة الاميركية تجاه الشرق الأوسط، لكن بناء على المواقف المعلنة للرئيس أثناء الحملات الانتخابية والبديهيات الثابتة التي تحكم السياسة الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، والتي لا تتغير بتغير الرؤساء، لا يجب ان ينتظر من اوباما تغيير جذري،quot; فالمعروف ان هذه السياسة لا يضعها الرئيس بمفرده ولا تتوقف على قناعاته، بل تحكمها اعتبارات إستراتيجية ثابتة يقف على رأسها ضمان بقاء إسرائيل وتفوقها العسكريquot; . لكن يحذونا امل كبير في عدم الانحياز المطلق لإسرائيل والمساهمة بشكل فاعل في حل جوهر الصراع العربي الاسرائيلى وهي القضية الفلسطينية، وردع إسرائيل عن ارتكاب جرائمها الوحشية ضد الفلسطينيين مرة اخرى . وعلى الرغم منان اوباما ليس هو المسؤول عن الجرائم التي حدثت في حقبة سلفه بوش، الا ان عثمان طلب منه ان يقدم اعتذارًا عن جميع الجرائم اتي ارتكبها بوش وزمرته في حق الإنسانية اذا كان يريد فتح صفحة جديدة .

ولا يعتقد quot;مؤمن سراج quot; باحث في العلوم السياسية ان تقف إدارة اوباما مع القضايا العربية على حساب مصلحة أميركا وإسرائيل المشتركة، مشيرًا الى ان quot;بعضهم يعتقد أن اوباما سيكون مع العرب نظرًا لأصوله المسلمة والإفريقية، ولكن على العكس تمامًا فالمصلحة الأميركية فوق كل الاعتبارات ومصلحة اميركا دائما مع اسرائيل ، لذا من الصعب ان تتغير هذه المواقف بين يوم وليلة وكما قال اوباما سابقا إن امن إسرائيل مثل امن أميركا، لأنه يعرف جيدًا التأثير الاسرائيلي الكبير داخل المجتمع الاميركي وإعتبرها ورقة رابحة في الانتخابات الأميركيةquot; .
وشدد quot;سيد البدرى quot; أستاذ جامعي على ضرورة ان ترتقي نظرة الناس الى فوز اوباما في الانتخابات الى ابعد من الآمال والطموحات، وان تنظر الى الموضوع من زاوية ان وصول شخص اسود الى الرئاسة الأميركية يعد بمثابة نجاح للديمقراطية وللمواطنين في تغيير سياساتهمquot;. وفي ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة التي نعيشها، يجب على العرب ان يحدوهم امل كبير في مستقبل أفضل ويستلهموا من التجربة الأميركية في تغيير ساستهم وأنظمتهم quot; .
ويقول ضياء رشوان الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، ان جميع الشعوب العربية تنتظر من اوباما إنهاء جميع الأزمات والمعاناة التي صنعها حكم سلفه على صعيد القضية الفلسطينية والاحتلال الأميركي للعراق والحرب على الإرهاب والديمقراطية وإيران. لكن الأولويات التي وضعها الرئيس الجديد في برنامجه الانتخابي -بنظر رشوان - لا تتطابق مع هذه القضايا والأزمات، كما أن الطريق المتوقع أن يسلكه للتعامل مع معظمها ليس هو المرجو .واضاف ان الأمل في اوباما ان يسرع بسحب القوات الأميركية من العراق في غضون فترة محددة تبدأ من يوم تنصيبه. و فتح الملفات والقضايا الإقليمية الكبرى الأخرى وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، التى تستحق التعامل الذي يساعد في حلها بشكل شامل وعادل ودائم. إلا أنه عاد وأكد ان هذا الأمل يبدو منذ الوهلة الأولى غير قابل للتحقيق بالنظر الى الفريق المحيط بأوباما بدءاً من نائبه جو بايدن ومروراً بكبير موظفي البيت الأبيض الإسرائيلي الجنسية وانتهاء بالشخصيات المنوط بها إدارة ملفات الشرق الأوسط ، quot;فكلهم من غلاة المتشددين لإسرائيلquot; على حد قوله .
اضاف quot; ان قطاعًا من النخبة المصرية والعربية يأمل ايضا فى أن يساعد نجاح أوباما فى حل قضية تطبيق الديمقراطية والقضاء على النظم المستبدة. والحقيقة أنه لا ينتظر في هذا الملف مصير أفضل من القضية الفلسطينية. وذلك لان الإدارة الأميركية الجديدة لن تغامر بتأييد مطالب الإدارة السابقة ضد أنظمة حليفة قوية تتكفل بتحقيق وحماية المصالح الأميركية.