رانية الاخضر من استوكهولم: لعل أكثر ما يسعى إليه المجتمع السويدي جاهدا هو تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في مختلف مجالات الحياة. وإذا أجرينا معاينة سريعة لقطاع العمل لوجدنا أن المهن لا تفرق بين إمرأة ورجل... فترى النساء ينخرطن في مجالات عمل كثيرة لا تزال تعد غير مألوفة في كثير من المجتمعات الاخرى. فأن تلحظ إمرأة تقود حافلة نقل ثقيلة أو أخرى تعمل في حفريات على الطرقات العامة هي من المشاهد الطبيعية جدا. وأظهرت الطلبات المقدمة للدراسة في الاكاديمية الوطنية للشرطة السويدية إقبال نسائي فاق مثيله لدى الشباب. وتبين أنه من أصل 158 طالبا ممن بدأوا التدريب مطلع كانون الثاني (يناير) الحالي 81 منهم سيدات مقابل 77 شابا.

وأشادت رئيسة الاكاديمية إيبا سفيرني أرفيل بنسبة إقبال الفتيات على العمل ضمن قوات الشرطة.كما أشارت الى حاجة قطاع الشرطة الى عاملين من خلفيات وخبرات مختلفة، لاعتبار ان قوات الشرطة تمثل أكبر شريحة من المجتمع. وتطمح الاكاديمية الى تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال الدراسة كي تحدث توازنا في سوق العمل المتعلق بقطاع الشرطة، على الرغم من أن الاكاديمية لا تستطيع تحقيق الامل المنشود الذي يبقى من إختصاص المجلس الوطني للشرطة.
وبلغت نسبة الفتيات المنتسبات الى الاكاديمة ضمن الفصول الدراسية الاربعة 40 في المئة فيما سجلت إحصائيات العام 2000ان نسبة إقبال الفتيات على الأكاديمية ترواحت بين35 و 44 في المئة.

وتسعى الشرطة السويدية الى إدخال سويديين من أصول مهاجرة الى قوات الشرطة بهدف إحداث الإندماج الاجتماعي لتلك الشريحة من المجتمع التي بقيت الى زمن طويل شبه مهمشة ومعزولة عن كثير من المهن، وتحرص الشرطة دائما الى تحقيق التنوع المنشود في هذا القطاع الذي يراد منه انعكاس لصورة المجتمع بمختلف أطيافه.