نيودلهي: بدأت اليوم في الهند إحتفالات عيد الجمهورية ال60 وسط إجراءات أمنية مشددة لم تشهدها نيودلهي في أعقاب سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مومباي العاصمة الاقتصادية للهند في ال26 من نوفمبر العام الماضي وتوترت على اثرها العلاقات بين الجارتين الهند وباكستان. وغاب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ عن الاحتفالات بسبب خضوعه لجراحة قلب مفتوح ناجحة لتغيير الشريان التاجي وأناب عنه وزير الدفاع ايه كيه انتوني وبحضور ضيف الشرف الرئيسي رئيس جمهورية كازاخستان سلطان نزار باييف.

واتخذت الشرطة الهندية اجراءات مشددة لمواجهة أي حادث طارىء سيما بعدما تمكنت امس من احباط محاولة لتنفيذ هجمات ارهابية على نيودلهي وقتلت ارهابيين باكستانيين كانا يخططان لتنفيذ عملية ارهابية لدى توجههما من مدينة غازي بولاية اوتار براديش. وذكرت مصادر في الشرطة الهندية أن كافة الاجراءات الامنية الخاصة بحماية كبار الشخصيات والقادة المشاركين في الاحتفال تم الاعداد لها بكل دقة من أجل خروج هذه المناسبة بسلام.

واشارت المصادر الى أنه تم تشديد اجراءات التدقيق عبر المنافذ الحدودية لمنع ادخال اي مواد تفجيرية تستخدم لتنفيذ اعمال ارهابية تخريبية سواء في الولايات اوالعاصمة المركزية نيودلهي. ولأول مرة منذ أكثر من نصف قرن ولاسباب امنية غابت الفيلة عن احتفالات عيد الجمهورية رغم ارتباطها بالهند وتراثه وتواجدها الدائم في كل اشكال الاحتفالات .

واوضحت مصادر امنية للصحافيين ان القرار اتخذ بعد ان كاد اثنان من الفيلة أن يفتكا بالجماهير الغفيرة عندما انتابتهما حالة من الغضب والهستيريا في احتفالات العام الماضي. ويرتبط عيد الجمهورية لدى المواطن الهندي بالديمقراطية فهو اليوم الذي بدأ فيه تطبيق الدستور الهندي ما سهل الطريق أمام أول انتخابات برلمانية عامة بالبلاد عام 1952.

والذي يجعل هذا اليوم حدثا هاما وعظيما بالنسبة لكل هندي مسؤولا كان ام مواطنا من عامة الشعب انه اليوم الذي تولى فيه راجندر براساد اول رئيس للجمهورية رئاسة البلاد. وشهدت الهند اول احتفال بعيد الجمهورية الهندية في عام 1950 اي بمرور عام واحد على الاستقلال تمثل في عرض عسكري صغير ومختصر يرمز الى ظهور الهند كدولة ذات سيادة مستقلة. ومع مرور السنوات تطورت الاحتفالات واصبحت عرضا عسكريا وثقافيا ضخما يعكس قدرات الهند وتنوع ثقافاتها ومراحل تطور الحياة عبر العصور.