معهد IISS يحذر من تداعيات الأزمة المالية والانقسامات داخل الحلف
الناتو خسر معركته ضد طالبان وأوباما مطالب بالتروي العملياتي

أشرف أبوجلالة من القاهرة: برغم ما تعلنه بين الحين والآخر العديد من الإدارات الغربية ،وبخاصة في واشنطن ولندن، عن أن الحرب التي تشنها قوات التحالف في أفغانستان تحقق اليوم تلو الآخر نتائج وأصداء جيدة في مساعي القضاء على حركة طالبان المسلحة، إلا أن المسح السنوي لميزان القوى العسكرية الذي أصدره مؤخرا ً المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ( IISS )، وهو معهد بريطاني متخصص في تحليل الشئون الدولية فيما يتعلق بإدارة الصراع و مراقبة التسلح، كشف عن أن حلف شمال الأطلنطي quot;الناتوquot; بدأ يخسر معركته الآن في أفغانستان بسبب التوترات والخلافات الموجودة بين الدول الأعضاء في التحالف.

وقال التقرير المسحي الصادر عن المؤسسة الفكرية، أن طالبان باتت تزيد من استخدامها للتفجيرات الانتحارية وتوسع من نطاق عملياتها بداخل مناطق كانت هادئة من قبل. وفي الوقت ذاته، يجد أعضاء الناتو صعوبات للاتفاق فيما بينهم على ما يرسي quot;النجاحquot; في أفغانستان بينما تعني الأزمة الاقتصادية العالمية بأن الميزانيات العسكرية لجميع الدول الأعضاء في الحلف تتعرض لضغوطات. وقالت صحيفة التلغراف البريطانية التي سلطت الضوء في عددها الصادر اليوم على هذا التقرير أنه يأتي في الوقت الذي يتوقع فيه أن يناشد الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة بان يقوموا بإرسال مزيد من القوات في محاولة لتحقيق إنجاز استراتيجي ملموس.

وأضاف التقرير أن حركات التمرد المسلحة التي تنفذها عناصر طالبان لا زالت متواصلة بلا هوادة على مدار الاثني عشر شهرا الماضية ndash; حيث تمكنت من الانتقال أيضا إلي المقاطعات التي كانت تتسم بالهدوء من قبل ndash; ما زاد من الضغوطات على التحالف. كما ورد أيضا بالتقرير المسحي :quot; تم استحداث المجهودات الرامية لمكافحة حركات التمرد من اجل التكيف مع التغيرات التي تطرأ على أساليب طالبان التكتيكية، لكن على ما يبدو لم تحقق سوي قدر قليل من التقدم إلي الأمام quot;.

وواصل التقرير :quot; دون تحقيق المزيد من التطورات الإيجابية وانتهاج طريقة أكثر توحدا في مواجهة الصراع، يبدو على الأرجح أن بعض الدول التي تنشر قواتها كجزء من مهام القوة الدولية للمساعدة الأمنية quot;إيسافquot; تحت قيادة الناتو، ربما ستبدأ في إعادة تقييم التزاماتها. كما أن التوترات الموجودة بداخل حلف شمال الأطلسي بشأن الأهداف العملياتية قد قوضت من درجة الفاعلية الخاصة بتلك الأهداف، فضلا ً عن أن هناك مناظرة جدلية سوف تنشب عما قريب بخصوص الطريقة التي يجب أن يلتزم بها المجتمع الدولي في تعريفه لـ quot; النجاح في أفغانستانquot;.

وقال المعهد أن العمليات التي تشنها طالبان ركزت على quot; مناطق ينظر إليها علي أنها مواطن ضعف quot; ndash; وبخاصة الشرطة الأفغانية التي تم تدريبها وتسليحها علي نحو ضعيف، والتي عانت أيضا ً من تزايد أعداد ضحاياها مقارنة ً بباقي عناصر القوات الأمنية. وفي الوقت ذاته، ظلت القدرات الخاصة بالجيش الأفغاني محدودة، برغم بعض التطورات التي طرأت عليه، والمساعي التي تهدف إلي زيادة عدد قواته من 20 ألف جندي فقط إلي 80 ألف، بحسب ما أعلن عنه المسؤولون بأنهم يهدفون لرفع عدد القوات وإيصالها لهذا الرقم في عام 2010.

كما حذر المعهد من أن الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة ضد الأهداف التابعة لطالبان والقاعدة في المناطق القبلية للجارة باكستان، تزيد من أخطار تقويض موقف الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. وقال التقرير أيضا ً :quot; لمواصلة الحملة علي الإرهاب بفاعلية، سوف يحتاج زرداري إلى أن يوازن ما بين الضغوطات الأميركية المتزايدة للعمليات العسكرية في المناطق القبلية والتسامح المتناقص للجيش الباكستاني بالنسبة لمثل هذه الهجمات. وعليه أن يتأكد من الاضطرابات السياسية الداخلية التي زادت وتيرتها نتيجة لتفاقم حدة الأزمة الاقتصادية، لا تضع حكومته أمام الخطر بعيدا عن الجيش quot;.

وفي النهاية أكد التقرير أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما سوف يكون لزاما عليها أن تقرر مستوي الموارد التي يمكنها أن تتأهب من خلالها لتخصيص العمليات في أفغانستان والعراق في وقت تقع فيه الميزانيات تحت ضغوطات نتيجة للازمة الائتمانية العالمية. وأشار التقرير إلى أن وزارة الدفاع البريطانية سوف تقع على الأرجح هي الأخرى تحت ضغوطات البحث عن مدخرات إضافية في ظل اشتداد حدة الأزمة الاقتصادية.