بنهاشم للحدوشي: أطلب العفو تغادر السجن قبل العيد
تلميذ لأكبر شيوخ السلفية بالمغرب يروي تفاصيل حواره مع الدولة

أحمد نجيم- إيلاف: اتهم مقرب من عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية المعتقل في سجن تطوان ( محكوم ب30 سنة )، جهات رسمية بـ quot; تسريب خبر عن حوار الدولة مع شيوخ السلفية quot;، وقال السجين القابع هو الآخر في سجن تطوان quot; الشيخ قال لي الحوار لم يتم حتى يفشل quot;، وأنه اعتبرها quot; كذبة بنوا عليها جبلا quot;. في المقابل أكد المقرب من الشيخ أن حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، سبق أن زاره بالفعل الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الماضي، ونقل عنه قوله quot;لقد أخبرني الشيخ أن بنهاشم جاء عنده قبل عيد الأضحى رفقة السفياني، أحد مساعدي المندوب العام، وأوضح أن المندوب العام طلب منه كتابة العفو وقال له حرفيا quot;طلب العفو باش تخرج قبل من العيدquot; فأجابه الحدوشي: quot;اطلبه انت، لأن العفو يكون عدم مؤاخدة في الذنب، وأنا لم أذنبquot;، ثم أضاف quot;الأحكام جاهزة وجائرة باتفاق المنظمات الحقوقيةquot; وأوضح المصدر نفسه أن هذا الجواب أغضب بنهاشم، قبل أن يهدئه السفياني. وأخبره quot;هل أنت مستعد للحوارquot; فأجابه الحدوشي quot;في حدود المعقولquot;، فرد بنهاشم، حسب المصدر نفسه، quot;المغرب مالكي المذهب أشعري العقيدةquot;، فرد عليه quot;أنا مالكي المذهب والعقيدة، ولي كامل الحرية أن أتبع الإمام مالك، إذا رضيناه في الفقه لماذا نرفضه في العقيدةquot;، ثم أردف quot;يجب على العلماء الذين يحاورونني أن يعلموا أن فقه الواقع ضروري للحوار، عليهم أن يعلموا ما عشناه في السجن وما ذقناه من تعذيب، عليهم أن ينصحوا الأنظمة أولاquot;، وذهب إلى أن بنهاشم أخبره أن الدولة تحاول أن تنقد ماء الوجه.

وأوضح المصدر أن الحوار لا معنى له لأنهم لم يجدوا عند الشيوخ أسلحة ولم تكن لهم رغبة في قلب النظام، وتساءل الشيخ، حسب المصدر نفسه، كيف يصدر عفو عن الشيوعيين الذين أرادوا قلب النظام ويزج بشيوخ في السجن بتهم باطلةquot;. وأوضح المصدر أن عمر الحدوشي يرى أن المغرب ينتظر ما سيفعله الرئيس الأميركي الجديد أوباما، موضحا أن ذلك سيحدد طريقة لتعامل الدولة مع الملف.

وحول ظروف حضوره لجنازة والده المتوفى نهاية شهر نوفمبر الماضي، قال المقرب من الحدوشي، إن حضوره لم يكن داخل صفقة الحوار، لقد حضر لأن القانون يسمح لكل سجين حق حضور الجنازة، إذا استوفى مجموعة من الشروط وهي طلب خطي ثم تقديم ضمانة لعودته إلى السجن فشهادة وفاة الوالد ثم الإذن بالدفنquot; وأوضح المقرب أن الجنازة شهدت تطويقا أمنيا مؤكدا اعتقال بعض الحاضرين من قبل الشرطة قبل أن يتم إخلاء سبيلهم.

واتهم المخابرات المغربية بتلفيق تهم لشيوخ السلفية، وقال المقرب quot;هذا الملف من بنات المخابرات، لقد خلقوه قطعة قطعةquot; وأوضح أن عددا من السجناء quot;اغتصبوا ثم حوكموا بمحاكمات تفتقد أبسط المحاكمة العادلة، وقاسية انتقدها الملك بنفسه في حوار مع صحيفة quot;إلبايسquot;. وأوضح المصدر نفسه أن الحدوشي تعرض لتعذيب جسدي ونفسي خلال اعتقاله، خاصة في كوميسارية المعاريف في الدار البيضاء، وأوضح أن الشيخ أخبره أنه quot;علق كما تعلق الشاة وأنه أغمي عليه نتيجة التعذيب ثلاث مرات، وأنه ظل يتعرض للضرب حتى فقد الإحساس بالألمquot;. وأضاف أن الحدوشي مازال يؤكد ويقول quot;أتحداهم أن يأتوا بدليل واحد يدينناquot;. عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين قال إنه كان على الدولة أن تصدر عفوا على بعض المعتقلين الإسلاميين قبل أداء أوباما لليمين الدستوري، وذلك حتى لا يتهم المغرب بمحاباة أميركا والسير على نهجها. وأضاف أن quot;المغاربة كانوا أذكياء لأنهم فتحوا الحوار مع نجاح أوباما فإذا بما نفاجأ بعدم الاستمرار في النهج نفسهquot;.

وذهب مهتاد إلى أن الحوار لم يفشل، وأنه تعثر، محملا الدولة المسؤولية لأنها quot;وضعت خطا أحمر مع من يحاورهم، إذ اشترطت عليهم العفوquot;. وأكد أن الدولة أظهرت، كذلك، ترددا في هذا الملف، كما قال quot;هناك صعوبة أخرى، وهي أن السلفية ليست تنظيما موحدا مهيكلا، بعضهم يرفض الحوار والبعض الآخر يطالب بهquot;. وأكد أن لا مخرج لهذا الملف من دون حوار quot;الملامح غير متضحة حاليا، لكن لا مخرج لهذا الملف دون تفعيل آلية العفوquot;.