اعتدال سلامه من برلين: لم تنفع كل المساعي التي بذلها البابا بنديكتس السادس عشر من اجل تفادي حدوث نزاع مع الجالية اليهودية في المانيا على خلفية تكذيب الاسقف البريطاني ريتشارد ويليامسن مقتل ستة ملايين يهودي في معسكرات التعذيب النازية، مع انه ليس المانيي بل بريطانيي، الا ان تصريحه هذا اطلقه في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) خلال مقابلة تلفزيونية في مدينة ريغنسبورغ الالمانية. وكان البابا قد اكد قبل يومين على تضامنه الكامل مع اليهود وشجبه لما قاله الاسقف البريطاني الا ان ذلك لم يرض الجاليات اليهودية في اوروبا خاصة في ايطاليا والمانيا.

اذ اعلنت اليوم رئيسة المجلس اليهودي الاعلى شارلوته كنوبلوخ ان كل علاقات المجلس اليهودي مع الكنيسة الكاثولكية جمدت الى اجل غير مسمى، وهذا يعني ان كل الحوارات مع الكنيسة الكاثولكية قد توقفت، وذلك كردة فعل على تصريحات الاسقف البريطاني. وكما قالت كنوبلوخ ضمن هذه الاجواء والمعطيات لن يكون بيننا وبين الكنيسة الكاثوليكية حاليا اي حوار او لقاء، واتمنى ان تعلو اصوات ضد ما اقره البابا، وقصدت بذلك الغاءه قرار الحرمان الكنسي بحق الاسقف البريطاني والذي شمل ايضا ثلاثة اساقفة اخرين.

ولا تعتقد رئيسة المجلس اليهودي الاعلى في المانيا ان البابا سيعيد النظر في قراره هذا وحسب قولها ان الامر لا يتعلق باناس لا يعرفون ماذا يفعلون، والبابا اكثر الاشخاص وعيا وادراكا في الكنيسة الكاثولكية، وكل كلمة يتلفظ بها يعنيها ولها ثوابتها واسسها.

ورغم الحملة التي شنها اسقف ريغنسبورغ غرهارد مولر امس على الاسقف البريطاني الا انه دافع عن قرار البابا بالقول ان الاسقف البريطاني هو الذي سبب الاضرار وليس البابا، وقرار حرمانه من دخول كل الكنائس الكاثولكية في ريغنسبوغ ساري المفعول.

ورغم قرار الادعاء العام في مدينة ريغسبورغ فتح ملف تحقيق مع الاسقف ، لكن لم يصدر اي اجراء قانوني بهذا الخصوص حتى الان، مع ان المدعي العام برر موقفه بان تصريح الاسقف ونكرانه لوقوع مجازر ضد اليهود يعتبر في المانيا تحريضا عرقيا يعاقب عليه قانونيا.

وكان الاسقف البريطاني المحافظ ويليامسن مع ثلاثة اساقفة اخرين قد فرض عليهم الحرمان الكنسي قبل عشرين عاما لان الاسقف الفرنسي المحافظ الفرنسي مارسيل لوفبر المتشدد اقر رسمهم يومها من دون موافقة البابا. والاسقف الفرنسي الراحل كما البريطاني ينتميان الى مجموعة اخوة البابا بيوس الخامس( 1903 وحتى 1914) الذي احدث خلافات داخل الفاتيكان بسبب طروحاته منها فصل الكنسية عن الدولة.