لندن: نبّه النائب السابق للرئيس السوري من أن الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما لم يحدد موقفاً واضحاً من معظم القضايا اللإقليمية والدولية، وقال إن سوريا اليوم quot;ليست مستقلة بقرارها السياسيquot; وإنما هي مرتبطة quot;بمحور مع دولتي إيران وقطرquot;، وشدد على عدم قدرة سوريا على التخلي عن حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وإيران.

وحول مستقبل العلاقة العربية ـ الأميركية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة قال عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري إن الرئيس أوباما quot;أطلق مجموعة من التصريحات حول سياسة الولايات المتحدة تجاه عدد من القضايا الدولية والإقليمية، معلناً تبنّيه الحوار نهجاً لحل المشاكل الدولية والإقليمية دون أن يحدد موقفاً واضحاً من معظم هذه القضايا، فقد وعد إيران بمستقبل أفضل للعلاقات الأميركية ـ الإيرانية وبمزايا إذا تراجعت عن برنامجها النووي، دون أن يحدد هذه المزاياquot;.

وأضاف خدام quot;ركز على قضية السلام العربي الإسرائيلي، وأعطى الأولوية للسلام بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل ثم بين سورية ولبنان من جهة وإسرائيل من جهة ثانية، دون أن يحدد مفهوم الولايات المتحدة لقضية السلام والأسس التي يجب أن تقوم عليها، وإشارة إلى المبادرة العربية مع التحفظات، وبالتالي هو اعتمد الحوار وبعث السيد جورج ميتشل إلى المنطقة للاستماع والحوارquot; وفق تعبيره.

وقال quot;إن أزمات الشرق الأوسط عميقة ومتداخلةquot;، مشيراً إلى quot;أزمة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وأزمة الانقسام العربي حول القضايا الإقليمية، بالإضافة إلى إستراتجية إيران الإقليميةquot;، ورأى أن quot;مواقف الأطراف في المنطقة، سواء العربية والتي تضم فلسطين وسوريا ولبنان أو إسرائيل هي مواقف متناقضة، وتساءل quot;هل سيعمل الرئيس أوباما على استخلاص حلول ترضي أطراف الصراع؟، وهل ستستطيع الولايات المتحدة تطبيق قرارات الأمم المتحدة؟quot;.

وتابع quot;كلها أسئلة تتطلب الإجابات الواضحة وذلك أيضاً يتطلب بضعة أشهر حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود في السياسة الأميركية، هذا إذا فرضنا أن هذه السياسة محايدة، وبالتالي فالمطلوب من الولايات المتحدة دوراً أكثر فاعلية في الضغط على إسرائيلquot; حسب قوله.

وحول قدرة الرئيس أوباما على تنفيذ وعوده التي أطلقها للعالم العربي والإسلامي قال خدام الذي يعيش في المنفى quot;في الواقع لم يعط الرئيس أوباما وعوداً بحلول للأزمات الإقليمية أو الدولية، وإنما تركزت وعوده على اعتماد الحوار مع أطراف هذه الأزمات وليس اعتماد الحرب الاستباقية أو الوقائية كما فعل الرئيس السابق جورج بوش، وبالتالي فإن هذا النهج هو نهج الأكثرية في الكونغرس وهي متضامنة مع الرئيس أوباما، فهو وعد بالحوار ومعظمهم يؤيد الحوار.. لم يعد بحل القضية الفلسطينية وإنما تبنى شعار الدولتين دون تحديد طبيعة كل منهما ولذلك أرسل السيد جورج ميتشل إلى المنطقة للاستماع والحوار وليس لاتخاذ قرارquot;، ولفت إلى أن الرئيس الأميركي quot;هو الذي يضع السياسة الخارجية ومسوؤل عن تنفيذها عبر المؤسسات وفي مقدمتها وزارة الخارجية، ويأتي دور الكونغرس في حال تطلبت الحلول لقضية ما التزامات مالية، ومن الصعب توقع عراقيل من الكونغرس، وهذا ما رأيناه في قضية الحرب على العراق كيف تمت الاستجابة لمطالب الرئيس في إقرار المتطلبات المالية لتلك الحرب رغم معارضة الأكثرية باستمرارهاquot; وفق تعبيره.

وحول موقف سوريا من الرئيس أوباما وقراراته القادمة، اعتبر المسؤول البعثي المنشق عن النظام السوري أن القرار السياسي السوري غير مستقل، وقال quot;سوريا اليوم ليست مستقلة بقرارها السياسي، وإنما هي مرتبطة بمحور مع دولتي إيران وقطر، والدول الثلاثة تشكل محوراً تقوده إيران، وبالتالي فإن موقف النظام الحاكم في سوريا يرتبط بتطور المحادثات الإسرائيلية ـ الأميركية المقبلة، وبالتالي ليس في قدرة النظام السوري التخلي عن حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وإيران، لأن التخلي عن هذه التحالفات سيفقده الدعم الذي تقدمه هذه الإطراف لاستمرار نظامه، بالإضافة إلى ذلك فإن النظام يتخذ من الشعارات التي أطلقها المحور الثلاثي كشعار الممانعة والصمود غطاء لسياسته الداخلية القمعية وممارسة الفساد وإفقار الشعبquot; على حد وصفه.