قد يكون الهدف من تفجير قنبلة في السفارة الهندية بكابول هو الحد من الدور الذي تلعبه نيودلهي في اطار الجهود الغربية لفرض الاستقرار في أفغانستان وذلك في وقت تراجع فيه الولايات المتحدة استراتيجيتها بعد ثماني سنوات من اندلاع الحرب الافغانية.

نيودلهي: يرمي المتشددون الى اجبار الهند على تقليل وجودها في أفغانستان حيث تنفق نيودلهي 1.2 مليار دولار على مشاريع حملة التنمية التي أطلقتها الحكومة الافغانية بدعم من الولايات المتحدة لحشد الدعم الشعبي وسارعت حركة طالبان باعلان مسؤوليتها عن الانفجار الذي قتل 17 شخصا يوم الخميس. لكن الكثيرين في الهند يرون أيادى لباكستان في هذا الهجوم. وتتنافس اسلام اباد مع الهند على موقع استراتيجي في أفغانستان التي ترى فيها باكستان ملجأ تلوذ اليه في حالة نشوب حرب مع الهند. ولم توجه الحكومة الهندية حتى الان أصابع الاتهام الى أي جهة بينما أدانت باكستان الهجوم.

وتسعى الهند ذات الاغلبية الهندوسية الى أن تحافظ على نفوذ لها في أفغانستان للقضاء على معسكرات تدريب متشددين ضد الهند في أفغانستان والتي تتهم باكستان بدعمها بجانب السعي للتصدي لحركة تمرد اسلامي تهدد الامن الاقليمي. وقتل هجوم اتهم متشددون اسلاميون بالمسؤولية عنه 166 شخصا في مومباي في نوفمبر تشرين الثاني. وتطلب واشنطن من باكستان ملاحقة المتشددين الذين يتخذون منها قاعدة والقضاء على أي عناصر في المخابرات والجيش الباكستاني قد تكون تدعم المتشددين.

وبدأ الرئيس الاميركي باراك أوباما مراجعة لاستراتيجية ادارته التي ينفذها منذ ستة أشهر ويفكر في ارسال ما يصل الى 40 ألف جندي أميركي اضافيين تلبية لتوصية قدمها الجنرال ستانلي مكريستال قائد قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الاميركية في أفغانستان. ويرى الكثير من المحللين الهنود صلة بين هجوم يوم الخميس على سفارة بلادهم في كابول وتقرير مكريستال الذي أشار الى التناحر بين الهند وباكستان بالنسبة للنفوذ الاستراتيجي في أفغانستان وتعقيده للجهود الغربية لفرض الاستقرار في المنطقة.

وجاء في التقرير أن quot;النفوذ السياسي الهندي والاقتصادي متنام في أفغانستان بما في ذلك الجهود الكبيرة للتنمية والاستثمار المالي.quot; وأضاف أن اسلام اباد تعتبر الحكومة الافغانية الحالية موالية للهند وأن تنامي نفوذ نيودلهي في كابول من المرجح أن يؤجج التوتر الاقليمي ويشجع على اجراءات مضادة من جانب باكستان في أفغانستان أو في الهند. لكن الاتهامات التي تتعلق بدور البلدين في أفغانستان لا تؤثر في جهود باكستان والهند لابقاء حوار مستمر بينهما حول قضايا أخرى. وخاض البلدان حربين منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 ولا يزالا يتنازعان على منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا.

وكانت الهند حليفا مهما غير شيوعي للاتحاد السوفيتي السابق أثناء الحرب الباردة بينما كانت باكستان حليفا للولايات المتحدة وتعاونت مع واشنطن في جهود طرد القوات السوفيتية من أفغانستان عن طريق تدريب وتمويل مقاتلين اسلاميين. وبعد نهاية الحرب الباردة دخلت اسلام اباد ونيودلهي في منافسة حول دور استراتيجي لهما في أفغانستان.