في تعليق مميز له يعترف خبير روسي أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقاتلون في أفغانستان عوضا عن روسيا ويكشف الخبير عن المخاطر التي تهدد موسكو بسبب الدول الآسيوية الوسطى.

يرى خبير معهد التحاليل السياسية والعسكرية سيرغي ماركيدونوف أنمن الصعب التخلص من الشعور بوجود مكيدة جيوسياسية بخصوص الوضع الأفغاني.حيث لمتحل عملية الناتو، وعمليا الأنكلو ـ أميركية في هذا البلد على مدى 8 سنوات، أيا من قضايا جدول العمل الأفغاني.

ويؤكد أن الدينامية السلبية جلية في كافة المجالات هناك وبات جليا فشل مشروع quot;دمقرطة أفغانستانquot;، وكذلك quot;إشاعة الاستقرارquot; في المنطقة. لكنه في المقابل يشدد على أنه لا تجوز quot;الشماتةquot; بالولايات المتحدة ـ التي يصفها بـquot;الخصم اللدودquot; على فشلها في أفغانستان، وخاصة على خلفية إعادة تحميل العلاقات الثنائية حاليا.

ويتطرق إلى الشأن الروسي المباشر فيقول: مهما كانت أفغانستان اليوم بعيدة، يبقى تأثيرها على الوضع السياسي في روسيا كبيرا. ويتمثل هذا أولا ـ في خطر المخدرات. وثانيا ـ لأفغانستان حدود مع 3 بلدان في آسيا الوسطى أعضاء في رابطة الدول المستقلة. ومراعاة لخطورة انتقال quot;الحريق الأفغانيquot; إلى آسيا الوسطى السوفيتية سابقا، وهذا ما عرضته أحداث طاجيكستان في الفترة 1991 ـ 1992، لا يجوز استبعاد ظهور جبهة إسلامية قوية عند حدود روسيا. وثالثا ـ من المتعذر ترك أفغانستان وشأنها، وهي لن تسمح بهذا. وقد باغتت أفغانستان روسيا على الحدود الطاجيكية الأفغانية في عام 1992. وكان توقيع معاهدة الأمن الجماعي في طشقند في مايو عام 1992، في الغالب، بمثابة رد فعل على quot;تصدير ظاهرة أفغانستانquot; إلى رابطة الدول المستقلة.

ويتساءل بالتالي: هل تستطيع منظمة معاهدة الأمن الجماعي حاليا أن تشكل درعا فعلية على طريق تصدير ظاهرة أفغانستان من جديد في حالة فشل الأميركيين والبريطانيين بصورة تامة؟

ليختم قائلا: يجدر الاعتراف بأن الغرب أقدم على القيام بهذا العمل القذر بدلا عنا لأول مرة عمليا في تاريخنا. ومن يدري، هل كان سيترتب علينا من جديد، لو لم يدخل الناتو والولايات المتحدة إلى أفغانستان، أخذ قضية إحلال السلام في هذا البلد المتفجر على عاتقنا؟